رغم فوزه بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) للموسم الخامس على التوالي (رقم قياسي)، يرى بعض مشجعي بايرن ميونخ أن الموسم الحالي لفريقهم شهد إخفاقاً حقيقيا للنادي البافاري. وجاء فوز بايرن بلقب البوندسليجا بعد أيام عصيبة للفريق شهدت خروجه صفر اليدين من بطولتي دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني وكأس ألمانيا أمام بروسيا دورتموند. ومنذ فوز بايرن على آر بي لايبزج 3-0 في ختام مبارياته بعام 2016 قبل فترة العطلة الشتوية، أدرك أنصار الفريق والمتابعين للبوندسليجا أن بايرن في طريقه للفوز بلقب البوندسليغا للموسم الخامس على التوالي وهو ما لم يحققه أي فريق من قبل. وكان لايبزج، الصاعد لدوري الدرجة الأولى هذا الموسم، فاجأ الجميع وباغت بايرن ببداية رائعة ومثيرة له في الموسم الحالي ولكنه اختتم مبارياته في 2016 بالسقوط أمام بايرن ليعتلي بايرن الصدارة على مدار النصف الثاني من الموسم بعد استئناف المسابقة عقب انتهاء العطلة الشتوية. وكالمعتاد في مسيرته التدريبية، توج الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لبايرن بلقب جديد في بطولة دوري أخرى لتكون ألمانيا البلد الرابع الذي يتوج بلقب بطولة الدوري فيه. ولكن الموسم الأول لأنشيلوتي مع بايرن لم يكن على قدر النجاح الذي توقعه مسؤولو النادي لدى تعاقدهم مع المدرب الإيطالي خلفاً للإسباني بيب غوارديولا. وسبق لأنشيلوتي أن توج بلقب الدوري المحلي مع كل من ميلان الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي كما فاز بلقب دوري الأبطال الأوروبي مع ميلان وريال مدريد الإسباني. ومنذ توليه مسؤولية بايرن، لم يجر أنشيلوتي تغييرات جذرية في الفريق عما كان عليه بايرن تحت قيادة غوارديولا، ولكن هذا لا يعني تشابه غوارديولا وأنشيلوتي فكلاهما يختلف عن الآخر بشكل هائل. ولاحظ بعض المشجعون ووسائل الإعلام أن أنشيلوتي تخلى نسبياً عن صمته خلال المباريات وحرص على توجيه لاعبيه داخل الملعب في ظل معاناة بايرن في عدد من المباريات، على عكس ما تشير إليه الإحصائيات التي توضح الهيمنة الكبيرة لبايرن في البوندسليغا هذا الموسم. وأحرز بايرن اللقب قبل الجولات الثلاث الأخيرة من المسابقة، كما سجل لاعبوه 79 هدفا في 31 مباراة خاضها الفريق بالمسابقة حتى الآن ليصبح على وشك اجتياز عدد الأهداف الذي سجله في الموسم الماضي بقيدة غوارديولا وهو 80 هدفاً، وهو ما يقل بهدفين فقط عن رصيد بروسيا دورتموند من الأهداف في موسم 2015-2016. وكان بايرن بدأ مهرجان الأهداف هذا الموسم بالفوز الكاسح 6-0 على فيردر بريمن في الجولة الأولى من المسابقة، كما فاز على فولفسبورغ 5-0 و6-0 وعلى هامبورغ 8-0 وعلى أوغسبورغ 6-0. ولم يخسر بايرن أي مباراة على ملعبه في البوندسليغا هذا الموسم حتى الآن، ولكنه خسر خارج ملعبه أمام دورتموند وهوفنهايم ليكون الفريق مني بهزيمتين فقط وهو نفس العدد من الهزائم الذي مني به في الموسم الماضي. ولكن الفريق سقط في فخ التعادل سبع مرات ليقتصر رصيده في الصدارة حتى الآن على 73 نقطة، مما يعني أنه لن يستطيع الوصول لحاجز ال88 نقطة الذي وصل إليه الفريق في الموسم الماضي بقيادة غوارديولا. ولكن ما يبدو عذراً لأنشيلوتي أن الفريق عانى من موجة إصابات كان منها إصابة طويلة الأمد لكل من الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري، كما عانى قلبا الدفاع ماتس هوملز وجيروم بواتينغ من الإصابة بكدمات. وخدم الحظ أنشيلوتي لعدم دخول مهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي في قائمة الغصابات طويلة الأمد بالفريق لاسيما وأن غيابه لفترة طويلة عن الفريق كان سيضع بايرن في موقف عصيب وكان من الممكن أن يهدد فرص الفريق في الفوز بلقب البوندسليغا. ومن المؤكد أن جلب قناص خطير على شاكلة ليفاندوفسكي سيكون في مقدمة أولويات مسؤولي بايرن مع انتهاء الموسم الحالي، إذ ينتظر الفريق مهمة أكثر صعوبة في الموسم المقبل. ويضاعف من التحدي الذي ينتظر الفريق في الموسم المقبل اعتزال اللاعب المخضرم فيليب لام قائد ومدافع الفريق بنهاية الموسم الحالي وهو ما ينطبق أيضاً على الإسباني تشابي ألونسو لاعب الوسط المدافع بالفريق. ويبدو من الصعب على بايرن تحديد هوية من يعوض غياب اللاعب الإسباني. وفي بلدان مثل إنجلترا، قد يشعر المشجعون بعدم الارتياح عندما يؤكد رئيس النادي أو نائبه، وليس مدرب الفريق، أن لاعباً سيحل مكان آخر، ولكن الكرة الألمانية تحظى بثقافة فريدة، إذ يجلس مديرو الكرة إلى جوار المدربين. وسيكون من المثير تحليل التغييرات التي سيحدثها أنشيلوتي في الفريق بناء على اعتزال لام وألونسو وخسارة الفريق في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا أمام فريقه السابق ريال مدريد الأسباني وفي المربع الذهبي لكأس ألمانيا أمام بوروسيا دورتموند. ويدرك أنشيلوتي أنه يحتاج في الموسم الماضي إلى أكثر من مجرد الدفاع عن لقب البوندسليجا ولكن سجله السابق مع الموسم الثاني في الأندية التي تولى تدريبها يظل مصدر قلق. وفي تشيلسي ، قاد أنشيلوتي الفريق للفوز بثنائية الدوري والكأس المحليين في أول موسم له وكان هذا في 2010 لكنه أقيل في مايو 2011 بعدما خرج من الموسم الثاني له مع الفريق صفر اليدين. وفي ريال مدريد، قاد أنشيلوتي الفريق للقب دوري الأبطال في أول موسم له لكنه أقيل بعدها بعام واحد لفشله في الموسم الثاني. ويأمل بايرن في أن يتعلم أنشيلوتي من أخطاء الماضي وأن يقود الفريق لموسم رائع في ثاني موسم له مع الفريق.