تعد وزارة الثقافة والإعلام إحدى الوزارات السعودية المحظوظة بتبوء الدبلوماسيين ورجال السياسة والفكر سدة الهرم فيها، حيث يأتي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، ليكمل مسيرة سابقيه من السفراء، الذين جلسوا على كرسي الوزارة المهمة التي تتمحور بشكل رئيس ما بين إعادة المشاهد السعودي إلى القنوات الحكومية ورسم منهجية واستراتيجية واضحة للخطاب الإعلامي الموجه خارجياً. ولعل قصة الدبلوماسيين مع وزارة الثقافة والإعلام قديمة، حين بدأت مع الوزير جميل الحجيلان الذي كان أول سفير للسعودية، وكذلك كان سفيراً بألمانيا، الحجيلان أمضى 6 أعوام في الوزارة في الفترة (1964 – 1970)، ثم أعقبه الوزير علي الشاعر الذي عمل متنقلاً كملحق عسكري في باكستان ثم لبنان الذي عين فيه سفيراً في الفترة (1976 – 1982) ثم عين وزيراً للإعلام عام 1983 إلى 1996، وقد يكون الوزير الأديب عبدالعزيز خوجة هو أكثر الوزراء السفراء حلاً وترحالاً، قبل أن يحط رحاله في الوزارة ذات المبنى الجميل في الشارع المعروف محلياً ب"شارع التلفزيون" في حي "الوشام" بالعاصمة الرياض. خوجة قبل تعيينه كان سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في تركيا بالفترة (1986 – 1992) ثم انتقل إلى روسيا وعمل سفيراً ما بين أعوام (1992 – 1996) ومنها إلى المملكة المغربية في الفترة (1996 – 2004) ثم سفيراً في لبنان لمدة 5 أعوام بداية من 2004 إلى 2009 قبل أن يعود إلى المغرب بعد مغادرته الوزارة يوم 5 نوفمبر 2014 بناء على طلبه بعد أن أمضى فيها قرابة 5 أعوام، حيث كان تعيينه وزيراً للثقافة والإعلام في 14 فبراير 2009.
يد جسار وهجوم ميونخ ومن هناك من مقر السفارة السعودية في برلين يأتي الوزير الجديد عواد العواد بعد أن أمضى في السفارة 18 شهراً مد فيها جسور التواصل مع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الألمانية، وكان لحضوره الفاعل دور في تفنيد بعض ما يطرح في الصحف أو القنوات والقيام بدوره الأمثل كسفير من خلال الوقوف وتسهيل مهام المواطنين في ألمانيا، ويسجل موقع اليوتيوب للسفير السابق الوزير الحالي زيارته الشخصية لأسرة الطفل السعودي جسار الذي يتلقى العلاج في ميونخ على حساب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد أن كانت يده مهددة بالبتر نتيجة خطأ طبي، وبحسب الفيديو التابع لصحيفة "عين اليوم" السعودية فإن الوزير العواد اطمأن على وضع أسرة الطفل، وكان يقول: "تم توجيهنا من مكتب ولي ولي العهد لنكون تحت خدمتكم"، ومن أبرز الأزمات التي أدارها العواد كانت أثناء هجوم المركز التجاري الشهير بميونخ في يوليو العام الماضي، حيث كان على تواصل شخصي مستمر مع الأسر السعودية في المدينة لحظة وقوع العمل الإرهابي وتأمينهم والتواصل مع الشرطة الألمانية حتى انجلاء الأزمة، وكان موقف السفارة مثالياً من خلال شهادة المواطنين التي أدلوا بها لوسائل الإعلام نقلًا عن موقع قناة العربية نت.