يعرف باليوم التاريخي في حياة الأمة العربية، حيث ساهمت فيه حركات التغيير في الدول الثلاث، التي كانت عاملًا مشتركًا، لتحقيق الوحدة بين مصر وسورياوالعراق، التي وصفت بالقوة الثالثة في العالم، ليزداد نفوذها عقب توقيع مثياق الوحدة بينهم، في مثل هذا اليوم 17 أبريل 1963، حيث أعرب المواطنين، في بغداد ودمشق ومصر عن فرحتهم بمولد الدولة الكبرى وتعالت هتافاتهم بحياة الوحدة العربية والحرية والاشتراكية. دواعي الوحدة فقد كان لثورة يوليو عام 1952، نقطة تحول تاريخي في مصر، نحو طريق القومية والعروبة والوحدة، إضافةً إلى ثورة 14 يوليو بالعراق والتي جاءت بحزب البعث ذو الميول القومية العربية، ووضعت ثورة 8 مارس سوريا في رحاب الوحدة، وركزت القيادات القومية في البلدان الثلاثة على مشروع الوحدة. اتفاقية الوحدة ودفعت حركات التغيير في البلدان الثلاثة، إلى قيام وحدة بين أنظمتها الاشتراكيّة، وهو ما ألقى بالأنظار لوحدة ثلاثيّة في 1963، بدأت بمباحثات في 6 أبريل، بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن مصر، لؤي الأتاسي عن سوريا، وأحمد حسن البكر عن العراق، انتهى في 16 أبريل، وتم إعلان الوحدة الثلاثيّة في اليوم التالي 17 أبريل 1963، لكن سياسات حزب البعث في سوريا وسعيه للسيطرة على مقاليد الحكم، جعل "عبدالناصر" يعلن الانفصال في ذكرى يوليو 1963، بعد 3 أشهر فقط على الوحدة. نصوص الاتفاقية ونصت الاتفاقية على أن السيادة في الجمهورية العربية المتحدة "مصر"، وأن الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب وهم المعزولون سياسيا بمقتضى القوانين المقررة لذلك، كل من حوكم ثوريا أو أدين بأنه انفصالي أو متآمر أو مستغل. كما ضمت قائمة أعداء الشعب كل من تعامل أو يتعامل في المستقبل مع التنظيمات السياسية الأجنبية مما يضعه في خانة "العمالة" للقوى الأجنبية، إلى جانب من يعمل لفرض سيطرة الطبقة الواحدة على المجتمع. خلافات الدول ونظرًا لحرص حزب "البعث"، أن ينفرد بالحكم فى سوريا، ولكن قوى أخرى شاركت فى الحركة الانقلابية دعت إلى إعادة الوحدة فورًا، حيث خرجت مظاهرات جماهيرية كبيرة تطالب بذلك، فكان على إثرها توقيع اتفاق الوحدة الثلاثية. وبدأت الخلافات تظهر بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر وقيادات حزب البعث في سورية برئاسة حافظ الأسد، حيث اتهم عبد الناصر في إحدى الخطب الشهيرة الحزب بسعية للسيطرة علي مقاليد الأمور في سوريا والتفريق بين البعثيين والسوريين متهما إياه بالطائفية والعنصرية. الانفصال وتطورت الخلافات إلى أن أعلن عبد الناصر في ذكرى ثورة يوليو، عام 1963 انسحاب مصر من اتفاق الوحدة الثلاثية، بعد 3 أشهر فقط من توقيعها، في حين بقي "البعث" مسيطرًا على الحكم فى سورياوالعراق دون أن يبنى بينهما وحدة أو اتحادًا. وخرج حزب البعث من الحكم في العراق، ثم عاد إليه، في حين فرضت "اللجنة العسكرية" سيطرتها على سوريا، وشهد حزب البعث في البلدين صراعًا داخليًا عنيفًا، لا تزال تأثيراته واضحة إلى اليوم.