تحقق حلم الوحدة العربية والتي طالما نادت بتحققه الشعوب العربية في مثل هذا اليوم 17 إبريل من عام 1963، حيث وقعت كلاً من مصر وسورياوالعراق على اتفاق الوحدة الثلاثية، والتي تُعد أبرز محاولات الوحدة العربية في التاريخ العربي الحديث، إلا أن هذا الحلم لم يستمر طويلاً، حيث تم إنهاء الاتفاقية بين الدول الثلاثة عقب مرور 3 شهور فقط على توقيعها. بداية الوحدة العربية تُعد ثورة 23 يوليو، والتي قضت على الملكية في مصر وأدت إلى إعلان الجمهورية، الشرارة التي أشعلت حلم الوحدة القومية في نفوس الشعوب العربية، حيث بدأت المطالبة بالوحدة العربية بين أطياف الشعب العراقي، وذلك عقب اندلاع ثورة 14 يوليو في العراق، وزادت تلك المطالب في مصر عقب قيام ثورة 23 يوليو، وإعلان الجمهورية المصرية برئاسة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وتلبيةً لتلك المطالب، قررت القيادات السياسية لكلاً من مصر وسورياوالعراق، النظر في مشروع الوحدة العربية، وبدأت المفاوضات بين الدول الثلاث لتحقيق هذا الحلم الذي طالما نادت به الشعوب العربية. اتفاقية "الوحدة الثلاثية" وعقب وقوع الانقلاب العسكري في كلاً من سورياوالعراق، سعت القيادات الجديدة للبلدين حول الوصول إلى اتفاقية لتوحيد القوى العربية، وعلى إثرها بدأت تلك القيادات محادثاتها مع الراحل "عبدالناصر" والتي بدأت منذ 6 إبريل وحتى 16إبريل بين وفود للدول الثلاث في القاهرة، وأسفرت تلك المحادثات عن توقيع كلاً من مصر وسورياوالعراق على اتفاقية "الوحدة الثلاثتية" في 17 إبريل عام 1963، والتي حددت القواعد الأساسية لإعادة الجمهورية العربية المتحدة.
نص الاتفاقية ونصت الاتفاقية على أنّ السيادة في الجمهورية العربية المتحدة للشعب، وأنّ الحرية كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب وهم المعزولون سياسياً بمقتضى القوانين المقررة لذلك، كل من حوكم ثورياً أو أدين بأنه انفصالي أو متآمر أو مستغل. كما تم اعتبار كل من تعامل أو يتعامل في المستقبل مع التنظيمات السياسية الأجنبية مما يضعه في خانة "العمالة" للقوى الأجنبية، إلى جانب من يعمل لفرض سيطرة الطبقة الواحدة على المجتمع، أعداءاً للشعب. بداية الخلاف بدأت الخلافات بين مصر وسوريا منذ أن بدأ حزب البعث السوري في محاولات السيطرة على الوضع في سوريا، وظهرت تلك الخلافات واضحة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وقيادات حزب البعث حينما اتهم "عبدالناصر" في إحدى خطاباته حافظ الأسد رئيس حزب البعث بسعيه للتفرقة بين البعتثثين والسوريين، واصفاً إياه بالعنصري والطائفي. انتهاء الاتفاقية وعقب خطاب "عبدالناصر"، تطور الخلاف بين مصر وسوريا، إلى أن أعلن الرئيس جمال عبدالناصر انسحاب من من اتفاقية "الوحدة الثلاثية" في 23 يوليو 1963، وذلك عقب مرور 3 شهور فقط على توقيعها. وظل حزب البعث السوري مسيطراً على الوضغ في كلاً من سورياوالعراق، إلى أن انشقت اللجنة العسكرية عن الحزب وفرضت سيطرتها على سوريا، وحدثت صراعات غنيفة بين الحزب واللجنة العسكرية في البلدين ما زال أثره واضحاً إلى الآن.