يظل الدور الإيراني من أهم الأدوار التي تتواجد في سوريا، فمجزرة خان شيخون التي وقعت خلال الأسابيع الماضية، والتي راح ضحيتها العشرات، ما بين مصاب وقتيل، تظل تُطرح أمامها تساؤلات هامة، لا سيما عن الدور الإيراني في تلك المجزرة، وخاصة جناحه المسلح، الذي يتواجد بمليشياته في سوريا، رغم إدانته لتلك المجزرة. وترصد "الفجر" في السطور التالية أهم الدلائل التي أبرزتها المقاومة الإيرانية، حول دور الحرس الثوري الإيراني في كارثة خان شيخون، حسبما أكدت في تقرير لها. إسناد الحرس الثوري وقلب المعادلة لصالحه حيث أكدت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أن قوات الحرس الثوري الإيراني التي تتولى العمليات البرية الهجومية في سوريا، تعاني من ضعف أمام قوى المعارضة، وبسبب ضعف القوة البرية للحرس الثوري وجيش النظام، كانوا بحاجة إلى ضربة ثقيلة على قوات المعارضة، وبالفعل حدثت الضربة بالتنسيق مع القوة البرية للحرس الثوري في 4 أبريل 2017 بالقصف الكيماوي، بغية خلق الرعب والخوف بين عناصر المعارضة، بهدف تغيير المشهد العسكري لصالح القوة البرية للحرس وجيش النظام. تحركات مريبة وأوضح التقرير أن قوات الحرس الثوري قد تمركزت منذ ثلاثة أسابيع، في شمال محافظة حماة، بينما كانت المعارضة السورية قد بدأت التقدم في منطقة شمال حماة منذ تاريخ 21 مارس، ووصلت بسرعة إلى نقطة لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن حماة، ولهذا السبب اضطرت قوات الحرس الثوري إلى إرسال عناصرها بسرعة إلى محافظة حماة. ولفت التقرير إلى أنه تم إرسال أحد القادة الكبار للحرس الذي كان يتولى قيادة قوات الحرس في دمشق، إلى محافظة حماة لهذا الغرض، وتم إرساله مع قواته التي كانت تتمركز في دمشق وريف دمشق، موضحا أنه في الوقت الحاضر تتواجد تلك القوات، في شمال وغرب مدينة حماة وأطراف بلدة سورن، حسب "المقاومة الإيرانية". قتلى للحرس الثوري قبيل المجزرة كما أكد التقرير، قتل العشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني وميليشياته، ما يعني تقدم كبير للقوات المعارضة، كان من بينهم عدد من القادة والضباط منهم العميد عبدالله خشنود، من الفرقة 19 فجر، وهو من رؤساء الاستخبارات والعمليات، الذي قتل في 28 مارس 2017 في ريف حماة. كم قتل أيضا العقيد مراد عباسي فر، الذي ينتسب لفرقة نبي أكرم في كرمانشاه وكان له ارتباطات وثيقة بقاسم سليماني، قتل في بلدة معردس شمال شرق مدينة حماة في أوائل ابريل، كما قتل أي محمد جنتي، الذي كان قادة الحرس الثوري في سوريا والمسمى ب "حاج حيدر" وكان من أهإلى احدى القرى التابعة لمدينة "شبستر" في أذربايجان الغربية، قتل في أوائل ابريل في بلدة ترابيع قرب حلفايا. كما أفاد التقرير أن من بين القتلى أيضا، سعيد خواجه صالحاني، الذي كان من ضباط الحرس الثوري، ومن أهإلى طهران، حيث قتل في 22 مارس 2017 شمال حماة، وكذلك المدعو حسين معز غلامي، الذي كان من أهالى طهران، ووصفه النظام واحدا من الأعضاء النشطين في قاعدة البسيج "قمر بني هاشم" في القاطع 113 طهران. ومن ضمن القتلى أيضا، كان ابوذر فرحبخش، المنتسب للحرس الثوري للفرقة 19 فجر، بمحافظة فارس، حيث قتل في محافظة حماة، وتم اعادة جثته في 31 مارس 2017 إلى إيران، ومعه كلا من القائد مهدي شكوري، وقدرت الله عبودي أحد أفراد الحرس الثوري. موقع يقدم أدلة مبكرة وفي 8 أبريل الماضي، فجّر موقع إيراني مفاجأة من العيار الثقيل، باتهامه الحرس الثوري بالمشاركة في مجزرة خان شيخون بإدلب، التي راح ضحيتها المئات بغاز السيرين السام، حيث أكد موقع "آمد نيوز"، إنه خلال الساعات الأولى من هجوم خان شيخون الكيماوي، أدانت إيران الهجوم، محملة المعارضة المسؤولية عنه. وذكر الموقع حينها، أن المطلعين على الجغرافية الحربية في شمال حماة، المكان الذي أصبح مركزا لاستقرار القوات الإيرانية يدركون هذه المسألة، وبوضوح تماما، أن وقوع مجزرة خان شيخون، نفذه الطيران السوري من أجل حماية القوات البرية الإيرانية، ومليشيات حزب الله، التي توجد على بعد كليومترات قليلة عن مكان القصف. تورط الأسد في المجزرة من ناحيته أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن كل الأدلة تشير إلى تورط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في مجزرة الكيماوي على بلدة خان شيخون، مشيرا إلى أن كل الأدلة التي اطلع عليها توحي بأن نظام الأسد يستخدم أسلحة غير مشروعة ضد شعبه. ليست ببعيدة عن إيران ويرى هشام عبد الفتاح، الباحث في الشأن الإيراني، أنه ظهرت بعض الأدلة على ضلوع إيران بالفعل في الضربات الكيماوية الأخيرة، على منطقة خان شيخون، مشيرا إلى أن تجاهل الإعلام الإيراني، وعدم الإهتمام يطرح بالعديد من التساؤلات، التي تفرض شكوك كثيرة. وأضاف في تصريحات خاصة، ل"الفجر" أن إيران لا يمكن تبرئتها على الإطلاق من مشاركتها في تلك المجزرة، موضحا أن انطلاقا من تأييدها ودعمها للنظام، منذ بداية الأزمة السورية، ودعمها له في جميع المجازر يؤكد تورطها فعليا. وكشف الخبير في الشأن الإيراني، أن إيران تفكر في التخلي عن بشار الأسد، مبينا أنهم يفكرون في هذا الان، لا سيما بعد الخسائر الفادحة التي تطالهم، وذلك حسب مصادر له من إيران. تخريب وتدمير مستمر من جانبه يرى اللواء، محمود خلف، الخبير الاستراتيجي، أن إيران ليس بعيد عنها أي شئ على الإطلاق، مشيرا إلى أنها تعيث الفساد منذ بداية الثورة السورية، حيث تقتل الشعب السوري، وتتسبب في انتشار ودعم الجماعات الإرهابية، ليس فحسب في سوريا وإنما في جميع المنطقة العربية. وأَضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن إيران تمثل خطورة على الأمن القومي العربي، وأنه لابد من التصدي لها تماما، لا سيما أنها تريد تخريب وتدمير الوطن العربي، ولذا فإن مجزرة الكيماوي تطالها أيضا. جزءاً أساسياً اللواء، جمال مظلوم، أكد أيضا، أن إيران تمثل عمودا أساسيا وجزءا لا يتجزأ مما يفعله بشار الأسد، مشيرا إلى أنها تلعب دورا كبيرا في قتل وتدمير الشعب السوري ومؤسسات الدولة السورية. وأَضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن اجرام بشار الأسد، من خلال مجزرة الكيماوي، ليست ببعيدة على الإطلاق، عن إجرام إيران، التي تلعب دورا كبيرا في تدمير ونشر المليشيات والجماعات الإرهابية في جميع أرجاء المنطقة العربية.