في 12 نوفمبر 1996، وتحديدًا عندما وصل المحققون إلى نيودلهي، وجدوا حُطام الطائرتين على الأرض، طائرة الخطوط الجوية العربية السعودية، رقم «763»، وطائرة خطوط كازاخستان القادمة من «شيكمنت»، ومُتجهه إلى «نيودلهي» في الهند، ونتج عن الحادث مقتل جميع الرُّكاب، وعددهم 351، وفقًا لكتاب «مواقف طيار»، ل«أنس القوز»، أحد شهود العيان، والمقال الذي نُشر في جريدة «نيويورك تايمز»، 13 نوفمبر 1996. داخل الطائرة السعودية، التى حملت رقم الرحلة «763»، كان هُناك عدد من المسافرين الهنود الذين تركوا بلادهم وقرروا تغيير وجهتهم إلى المملكة العربية السعودية، بحثًا عن العمل، فكانت الطائرة مُحمّلة بالركاب، وشملت الطائرة قائمة رُكاب آخرين، 17 شخصًا من جنسيات أخرى، بينهم سعودي واحد، وذلك بالإضافة إلى 5 رجال من أفراد الأمن السعوديين. أما طائرة خطوط كازاخستان فكانت تقلّ على متنها 13 راكبًا من أشهر تُجار البلاد، بالإضافة إلى عدد من الركاب العاديين الذين كانوا في طريقهم للتسوق في أسواق الهند الشعبية. وفي تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، تحركت الطائرة السعودية متّجهة إلى مطار «طهران» الدولي، وفي الوقت نفسه، كانت طائرة خطوط كازاخستان تستعد للهبوط في نفس المطار، بعد أن كانت على بُعد 119 كيلومترًا من المطار، في هذه اللحظة كان قائد الطائرة السعودية، كابتن خالد الشبيلي، تلقى الإذن من برج المراقبة بالارتفاع لمستوى 14000 قدم على نفس المسار الجوي للطائرة الكازاخستانية ولكن من الاتجاه المعاكس. وبعد ثماني دقائق فقط، أبلغ قائد الطائرة الكازاخستانية، كابتن جيندي شيربانوف، برج المراقبة بوصوله إلى ارتفاع 15000 قدم، عندها أبلغ برج المراقبة «جيندي» بالانتباه للطائرة السعودية القادمة من الأمام على بُعد 14 ميلًا والإبلاغ بمجرد مشاهدتها. لم يتلق برج المراقبة حينها في مطار «أنديرا غاندي» أي إجابة حين نادى كابتن الطائرة الكازاخستانية مرة أخرى للتحذير من وجود الطائرة السعودية في نفس المسار الجوي وعلى مسافة قريبة، وبعد دقائق كانت الطائرتان قد اصطدمتا في الجو، حيثُ تقول التقارير إنّ الجناح الأيمن للطائرة الكازاخستانية اصطدم بمؤخرة وذيل طائرة الخطوط السعودية، الرحلة رقم «763»، مما تسبب في انشطار وتفكُك الطائرة مباشرة، بينما بقي جسم طائرة الخطوط الكازاخستانية كما هو، لحين اصطدامها في الأرض. وفي ليلة الثلاثاء، توفي رُكاب الطائرتين، والذين بلغ عددهم 351 راكبًا، فقد كان المشهد مروعًا، دون أن يعرف أحد السبب، إلى أن ذكر مسؤولون فيما بعد أن الطائرة الكازاخستانية قد انحدرت حين كان الطيارون يقاومون جيبًا من الاضطرابات الهوائية داخل سحابة ركامية، وقبل بضع ثوان من الاصطدام، ارتفعت الطائرة الكازاخستانية ارتفاعًا طفيفًا، مما أدى لاصطدام الطائرتين، واستنتج المحققون أنه إذا لم تكن قد ارتفعت بشكل طفيف، فمن المحتمل جدًا أن تكون مرت أسفل الطائرة السعودية. وفيما بعد، تشكَّلت لجنة متخصصة، ترأسها قاضي محكمة دلهي، المعروف ب «راميش شاندرا»، وحينما تم تحليل بيانات الطائرتين من برج المراقبة، وفك شفرة مُسجل بيانات الرحلة الخطوط الجوية الكازاخستانية والسعودية تحت إشراف محققين في حادث تحطم الطائرة في موسكو وفارنبورو، في إنجلترا، على التوالي. وتبين للجنة أن الحادث كان خطأ من جانب قائد الطائرة الكازاخستانية التى هبطت من الارتفاع المحدد 15000 قدم إلى 14500 قدم وبعد ذلك 14000 قدم، وحتى أقل من ذلك، وأرجع التقرير سبب هذا الخرق الخطير في إجراءات التشغيل لعدم وجود مهارات اللغة الإنجليزية بالنسبة لعامل لاسلكي الطائرة الكازاخستانية، وكان قائد الطائرة يعتمد كليًّا على عامل اللاسلكي للاتصال مع برج المراقبة. تبين أيضًا أنّ مطار «أنديرا غاندي» الدولي لم يكن لديه أنظمة ثانوية المراقبة بالرادار، التي تنتج قراءات دقيقة لارتفاعات الطائرات، وإضافة إلى ذلك كانت أنظمة الرادار الرئيسية في المطار قد عفا عليها الزمن، وأوصت اللجنة بإجراء تغييرات على الحركة الجوية وإجراءات البنية التحتية في أنحاء نيودلهي، من خلال إنشاء «ممرات جوية»، وتركيب أنظمة ثانوية المراقبة بالرادار لمراقبة حركة بيانات ارتفاع الطائرات.
