اجتهدت الإمارات خلال الأعوام الماضية، على تأمين جزيرة "سقطرى" عقب انهيارها في إعصار "تشابالا"، التي أخلف عنه أضرارًا جثيمة للجزيرة، لا ينحصر في الدور العسكري والأمني فقط، بل ساهمت في إزدهار الاستثمار داخلها عن طريق عمل مشاريع اقتصادية، وثقافية، إعترافًا بريادتها. واحتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عالميًا كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية استجابة للأوضاع الإنسانية خلال الأزمة اليمنية-سقطرى- من خلال تسيير الطائرات والسفن التجارية لتوفير الاحتياجات الإغاثية المختلفة، ناهيك عن بناء العديد من المشروعات التجارية والخدمية، وذلك حسب بيانات المنظمات الدولية المعنية التابعة للأمم المتحدة.
وكانت تدوالت تقارير إعلامية إخوانية من مزاعم عن تنازل الحكومة اليمنية عن جزيرة سقطرى لصالح الإمارات، وهو ما أنفاه سالم عبدالله السقطري، محافظ سقطرى، في تصريحات صحفية له اليوم، قائلاً: "ما يتم تداوله في هذا الإطار عار تمامًا من الصحة. الجزيرة التي تعد واحدة من أهم المقاصد السياحية في العالم تتكون من أربع جزر، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004 175,020 إلف نسمة. وتستعرض"الفجر"، خلال السطور التالية، دور دولة الإمارات العربية المتحدة، في تنمية جزيرة "سقطرى"، والحفاظ على ثقافتها وتطويرها. عقب اضرب إعصار تشابالا الشهير سواحل جنوب اليمن فكانت الأضرار كبيرة جدا حيث تضررت ارتفع منسوب المياه في البحر على الجزيرة بشكل كبير جدا مما خلف عن الإعصار أضرارا جثيمة، أعقبها تدخلت دولة الإمارات العربية بجهود إنسانية وإغاثية استطاعت من خلالها إعادة الحياة إلى جزيرة "سقطرى" نظرا للأوضاع التي شهدتها بفعل الأعاصير التي ضربت الجزيرة، كما قامت بتعزيز القدرة وتغطية العجز خلال الفترة التي مرت بها البلاد من مشاكل الحرب والأزمات، ومازال جهدهم متواصلا في تقديم المساعدات للمحافظة. المشاريع الخدمية ساهمت الإمارات في بناء مدينة زايد 1 في منطقة سدورا في نوقد ومدينة زايد 2 في ساحق، بالإضافة إلى بناء وحدات سكنية في عدد من القرى، ويستمر العمل حتى الأن، فضلا عن دعم القطاع السمكي، وتوسعة وتأهيل لسان بحري (ميناء سقطرى) بدعم مباشر من مؤسسة خليفة والعمل جار فيه، كما قامت دولة الإمارات بتسوير مطار جزيرة سقطرى وإعادة تأهيله وإضاءته بالطاقة الشمسية. تم تصنيف الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008 ولقبت "بأكثر المناطق غرابة في العالم"، وصنفتها صحيفة (نيويورك تايمز) كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010 نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم. العمل على نشر الثقافة والعلاج الطبي وساهمت أيضًا الإمارات في بناء عدد من المدارس بالإضافة إلى بناء مستشفى كبيرا في سقطري جرى افتتاحه في حضور مشايخ إماراتيين وزعماء قبائل محليين. خطوط جوية ونظراً للأهمية الاستراتيجية لجزيرة سقطرى حيث أنها تقع بالقرب من خطوط التجارة العالمية دشنت الإمارات خطوطا جوية مباشرة من وإلى سقطرى، تقوم بتسييبر رحلات من دبي إلى سقطري وبالعكس ومن الشارقة إلى سقطرى وبالعكس بأسعار اقتصادية لتشجيع المواطنين والمقيمين على السفر إلى الجزيرة اليمنية. وأكد مستشار رئيس الحكومة اليمنية لشؤون التنمية، بدر باسلمة، العام الماضي، عن دور إماراتي في إعادة إعمار محافظة أرخبيل جزيرة سقطرى، قائلاً تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي المصغر"تويتر"، إن جزيرة سقطرى وأبناءها أمام مستقبل واعد وعمل جبار تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية. النهوض بالرياضة وسندت الإمارات من خلال مؤسساتها الإنسانية العاملة في محافظة ارخبيل سقطرى إعادة الأمل لدى الشباب والرياضيين و محبين هذا القطاعين في الارتقاء به إلى مستوى أفضل بمختلف الجوانب، وشاركت المحافظة في أحد البطولات بدعم مؤسسة خليفة.