- رئاسة "ترامب" لأمريكا ستكون الأسوأ على العرب - أغني من أجل الأجيال القادمة وليس من أجل جني المال - أغنية "أنا المواطن" أهديها لكل رئيس دولة يهمه مصلحة شعبه - القنوات الفضائية ترفض إذاعة أعمالي خوفًا من الغلق - مستقبل العرب في ضباب.. .. ولو كان الحديث سلاحًا لأحتل العرب العالم بالكلام - مصر كلها تاج على رأسي أفتخر به
فنان عربي يحمل بداخله كل معاني الوطنية، وشخصيته تؤمن أشد الإيمان بفكرة العروبة والتوحد العربي، ولا يختلف عليه اثنان في إيمانه بالقضية العربية، فهو إنسان قبل أن يصبح فنانا، ولا يناضل من أجل بلده بل يناضل من أجل وحدة وحرية جميع الدول العربية، ولأجل ذلك تخلى عن الكثير من الفرص التي قد تفتح له أبواب الشهرة، ليبرز الأعمال الفنية الإبداعية التي تستحق، وسواء اختلفت أو اتفقت معه، ستنهار باكيا عند سماعه يطرب آذاننا قائلا: "خدوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن"، كلمات انحنت لها الرأس واقشعر لها البدن من جمالها التعبيري.
إنه الفنان العربي لطفي بوشناق، الرجل الذي دائما ما يحلم بتوحيد العرب تحت كلمة الأخلاق فكان هدفه توعية الشباب الذين أرادوا حياة كريمة في بلادهم لكنهم حرموا منها، فخشي عليهم من التطرف، وسعى لتقديم الأغاني المعبرة عن واقعهم، ليتقرب منهم ويعبر عن حالهم بكل معاني الحب والاحترام والإنسانية.
"الفجر الفني" أخترق عالم لطفي بوشناق، في حوار طويل خصنا به خلال رحلته في مهرجان "شرم الشيخ للمسرح الشبابي" نتعرف خلالها على ما يهدف إليه هذا الفنان العظيم عبر أعماله الفنية التي استحقت منا كل تقدير، وإلي نص الحوار..،،
- بداية حدثنا عن مشاركتك في حفل افتتاح مهرجان "شرم الشيخ للمسرح الشبابي"؟ سعيد بدعوتي من قبل صديقي المخرج مازن الغرباوي رئيس المهرجان، فعندما خاطبني لم أتردد للحظة في القدوم إلى أرض مصر الحبيبة، فهذا شرف لي، وأتمنى أن يصل صوتي لشباب مصر الغاليين الذين لطالما حلمت أن أتحدث معهم دون قيود خارجية.
- بعد تكريمك في مهرجان "شرم الشيخ للمسرح الشبابي" وضعت درع سيناء على رأسك، ماذا كنت تقصد بذلك؟ بالطبع سعيد بتكريمي خلال هذا المهرجان الكبير وسعيد أيضا بتكريمي من السيد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، ومن وزير الثقافة حلمي النمنم، فكان أقل شئ يمكن أن أقدمه هو وضع درع سيناء ودرع محافظة شرم الشيخ فوق رأسي، وكنت أعني هنا أن مصر كلها تاج على رأسي أفتخر به طوال ما بقي من عمري .
- يعتبر الغناء من أسمي المعاني في التعبير عن حال الشعب، فلماذا تتهم أغاني بوشتاق بالتحريض ؟ منذ بداية مشواري الفني وهدفي أن أكون فعالا في هذه الأمة، فأنا لا أبحث عن موقعا في هذه الساحة الفنية، بل أبحث عن تاريخ يتذكرني بشرف وكرامة.
- استكمالا لما سبق، كيف ترى معظم الأعمال الغنائية في وقتنا الحالي؟ بعضها استمع إليه والبعض الآخر استحي منه، فكيف لرجل بلغ من العمر عتيا أن يظهر على شاشات التلفزيون مترقصا؟ وكيف لهم أن يذهبوا هنا وهناك ومعهم حراسات خاصة، لذلك يجب على كل فنان أن يفهم جيدا هذه الرسالة "الجمهور من يصنعك فإياك والتعالي عليه".
- هل يعتبر لطفي بوشناق مغني سياسي؟ السياسة لم تكن هدفي وأشعاري تحمل معاني إنسانية وليست سياسية، ولكن الفنان يجب أن يعبر عن صوت الأمة فهو مرآة الشعب التي تعكس مشاكلهم وأوجاعهم لوصول صوتهم المكبوت، لذلك يجب على الفنان أن يتحمل المسؤولية وأن يتسم بالأخلاق فتصبح أساس مبادئه وفنه.
- يطلق عليك (مطرب العروبة) فما تعليقك على هذا اللقب؟ أحاول أن أكون إنسانا، فكل ما يهمني هو أن أترك خلفي أعمالا تغير من واقع الشباب والحكام، وتعبر أكثر عن شعورهم ومواقفهم تجاه بلدهم، وأتمني حدوث ذلك فكل إنسان ميت وكلنا عابري سبيل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
- كيف تفسر ما وصل إليه حال الشعوب العربية حتى الآن؟ الثقافة هي الحل وبالعلم نجتاز كل العراقيل التي تهدم أمتنا دون الشعور بها، فحكومة شعوبنا غير قادرة على الإنتاج وتوفير الحاجات الأساسية لشعوبها، فقد أصبحنا في مجتمع عربي يعيش بالمنتجات الصينية والأوروبية، لذلك أصبحنا عالة عليه.
- هل أحدثت ثورات الربيع العربي فارقا بين أغاني بوشناق قبلها وبعدها؟ لم تحدث فارق كبير، ولكننا لا يجب أن نتحدث عما مضى فدعونا نبدأ من جديد فالثورة هى مولود جديد يجب أن ندعمه ونربيه على الأخلاق والانضباط ولكننا شعوب لا تملك إلا الحديث فلو كان الحديث سلاحا لكان العالم العربي محتلا للعالم .
- أين أغاني الحب في حياة لطفي بوشناق الفنية ؟ موجودة بالفعل، ولكن معظم أعمالى لم تصل للجمهور فالإعلام لم يسلط الضوء عليها لأنها تحمل معاني قد تتسبب في غلق محطات فضائية بأكملها، فالإعلام لا يحبذ سوى الأغاني العاطفية والراقصة وغيرها.
- أغنية "أنا المواطن" وبالأخص مقطع "خدوا المناصب والمكاسب بس سيبولنا الوطن" لمن يوجهها لطفي بوشناق؟ كل حاكم عربي يهمّه أمر شعبه وبلده، فلا يوجد أغلى من الوطن لذلك لابد على الحكام أن يعلموا جيدًا أن كل شئ زائل ولا يبقي إلا ما قدمته لشعبك حتى يذكرك التاريخ بأفضل أعمالك.
- هل ندمت يوما على تقديم هذه النوعية من الأغاني؟ لم أندم يوما على ذلك، فكل ما قدمته هو نابع من داخلي، وكل ما يهمني مثلما ذكرت من قبل أن تصل رسالتي لأكبر قدر من الجمهور الشباب الذين يجاهدون في سبيل بناء مستقبلهم، بعض الفنانين لا يهمهم إلا جني الأموال فقط ولكن هدفي أنا هو الأجيال القادمة.
- ما رسالتك لشباب الوطن العربي؟ رسالتي أن نحب كل إنسان يستحق المحبة، ويملك الموهبة الفعلية في الحب؛ فالحب ليس فقط للحبيب والحبيبة، وإنما هناك حب الوطن واجب وفرض علينا لإبعاد شبابنا عن التطرف لخلق جيل جديد يستطيع أن يسترد لنا ما ضاع من أوطاننا.
- كيف ترى الوضع الأمني في الشرق الأوسط بعد تولي "ترامب" رئاسة الولاياتالمتحدة؟ للأسف الوضع سيئ للغاية، فقد استطاع أن يتغلب على منافسته هيلاري كلنتون دون حق ونقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى القدس، ومنع سبع بلدان عربية من دخول الولاياتالمتحدة، كل ذلك حدث في أقل من 6 أشهر، فما بالك بما سيحدث فيما بعد .
- رسالة أخيرة توجهها لمصر وللإعلام العربي تحديدًا؟ رسالتي لشعب مصر، حافظوا على بلادكم الحبيبة فلو ضاعت أرض الكنانة ضاع الوطن العربي؛ فمصر هي الدرع الواقعي للوطن العربي، أما الإعلام العربي فأتمنى أن يعبر أكثر عن الجمهور وأن ينقل الأحداث بمصداقية شديدة، لتوعية الجمهور المستهدف من المادة الإعلامية الموجهة له، لأن مستقبل العرب في ضباب.