تشهد الإكوادور إحدى آخر دول الاشتراكية الجديدة في أمريكا الجنوبية في ال2 من أبريل انتخابات رئاسية ستقرر نتائجها كذلك مصير جوليان أسانج مؤسس "ويكيليكس". مرشح التيار اليميني لانتخابات الرئاسة غيليرمو لاسو، يؤكد أن بين القرارات التي سيتخذها في أعقاب تسلمه مهام منصبه إذا فاز بالانتخابات، "طرد أسانج من الإكوادور في غضون 30 يوما"، فيما يفضل مرشح القوى اليسارية وهو لينين فولتير مورينو الحفاظ على "الوضع الراهن" فيما يتعلق بمصير أسانج. كما جاء بشبكة "روسيا اليوم" لينين يساري معتدل دعم أسانج بالنسبة إلى المرشح لينين، يندرج في خانة الإرث السياسي لرئيس الإكوادور الاشتراكي المنتهية ولايته رافائيل كوريا. لينين، شغل في الفترة بين عامي 2007 و2013 منصب نائب رئيس الإكوادور، التي عاشت البلاد في ظلها أحسن أيامها حسب الكثيرين، وجمعت أفضل العائدات في ضوء أسعار النفط التي استقرت لأمد على ارتفاع. وفي مقدمة الوعود التي يتعهد بها لينين للناخبين، الحفاظ إذا فاز بالرئاسة على الإنجازات التي حققتها البلاد إبان شغله منصب نائب الرئيس في البلاد. كما يعد لينين رجال الأعمال بالحفاظ على استقرار المنظومة الضريبية في البلاد ومكافحة الفساد، فيما يتعهد لأبناء الشريحة الفقيرة بالحفاظ على الامتيازات الاجتماعية التي منحت لهم في ظل حكم كوريا. لقب المرشح لاسو لاسو، خصم لينين الأقوى في سباق انتخابات الإكوادور، يمثل المعارضة اليمينة التي ما انفكت تكيل الانتقادات للسلطة طيلة 11 عاما، وهي مدة حكم كوريا، رافضة الإصلاحات الاشتراكية والنهج الذي طبق في البلاد. ففي مقدمة الاتهامات التي تكيلها المعارضة لليساريين، "الفساد، وحفز البطالة، والعلاقات المشبوهة بشركة Odebrecht البرازيلية التي تقدم الرشاوى للمسؤولين في البلاد وتشتري ذممهم". أما الوعود التي يقطعها اليمينيون للناخبين لتفويز لاسو، فتتلخص في خفض الضرائب، و"ترشيد الإنفاق على أسانج". وفي خضم تبادل الاتهامات، فضح اليساريون بدورهم لاسو وكشفوا عن خمسين حسابا له في مناطق الأوفشور يستخدمها في إطار شبكة سرية لتبييض الأموال. فضائح الفساد التي تحوم حول لاسو، قللت من حظوظه في الفوز في الانتخابات المنتظرة، حيث لم ينس له الإكوادوريون اختفاء ملياري دولار من حساباتهم في البنوك سنة 1999 في إطار الأزمة المالية المفتعلة التي عانتها البلاد آنذاك وكان لاسو ضالعا فيها. شران خيرهما مر؟ المواجهة بين نقيضين يمثل أحدهما اشتراكية جديدة بقيادة لينين تقوم على اقتصاد ريع الخامات، والثاني يمثله لاسو برأسماليته المنخورة بالفساد، تركت الإكوادور أمام خيار صعب، حيث انتهى الطور الأول من الانتخابات بتقدم لينين الذي نال تأييد أقل من 40 في المئة من أصوات المقترعين. آخر استطلاعات الرأي عشية الجولة الثانية من الانتخابات، خلصت إلى تقدم لينين بفارق ضئيل على لاسو، حيث حصد الأول أصوات 52 في المئة والثاني 48 في المئة من الناخبين. أسانج "المنشق العالمي" في هذه الأثناء، ينتظر انتهاء الانتخابات وفوز لينين ليتنفس الصعداء ويتابع نشاطه، حيث ينوي عشية الانتخابات الفرنسية المزمعة في طورها الأول في ال23 من نيسان الجاري، طرح كيل من المواد المدينة للمرشح إيمانويل ماكرون صاحب الحظ الأوفر في الانتخابات، ويؤكد أنه حصل على هذه المواد بعد اعتراض "ويكيليكس" مراسلات جرت بين ماكرون وهيلاري كلينتون مرشحة الرئاسة الأمريكية الخاسرة.