قال محمود مسلم رئيس تحرير جريدة "الوطن"، إن الإعلام هو أحد عناصر تغيير الهوية والثقافة، وأنه لعب أدوارا مهمة فى مواقف وطنية عظيمة، فقد استطاع التعبير عن ضمير الشعب أثناء الثورة. وأضاف خلال ندوة عقدت مساء اليوم بكتبة الإسكندرية عن "الإعلام الخاص ودوره فى بناء الدولة" أن الإعلام لا يغير واقع لكنه يعكس واقع ويعبر عنه، فمثلا لو كتبنا كل يوم أن المرور يعمل بصورة جيدة ولا يعانى أية مشكلات ثم يجد الناس أن هناك معاناة يومية بسبب أزمة المرور فسيكون كل ما قاله الإعلام بهذا الصدد بلا فائدة، أيضا على سبيل المثال الإعلام عنده موقف من ترامب ومع ذلك هو يسير فى طريقه.
واستطرد حديثه قائلا إن الإعلام بالتأكيد يشكل الوجدان ويغير الوعى فمثلا كل شخص عنده موقف أو رؤية أكيد اتغيرت مثلا قطر كنا نراها فيما مضى دولة صديقة ثم اكتشفنا مدى عدائها لنا، وتركيا كنا نراها مثال للنظام الديمقراطى الآن أيقنا أنها نظام استبدادي .
ثم أشار إلى أن هدف الإعلام الخاص والعام هو توصيل الحقيقة للناس كما هى، وأى تغييب الوعى سالب او موجب هو إهدار لكرامة المواطن وإهدار لمستقبل البلد.
وأكد أن قضية الوعى تظل هى القضية الغائبة وقال حينما نتحدث عن المرور أو البيئة أو سلوكياتنا الشخصية فى كل هذا نحن نتحدث عن الوعى.
وأشار أن تشكيل الوعى يكون عن طريق أربعة عناصر منهم التعليم والثقافة، وهى عناصر تأخذ وقت، والإعلام والخطاب الدينى وهى العناصر الأسرع فى تغيير الوعى.
ثم تحدث عن مشكلات الإعلام وأشار إلى أن الصناعة ليست منظمة وان قانون الهيئات صدر لكنه لم يشكل، وذكر أننا نرى مهازل على الشاشات من دجل وشعوذة، كلام مغلوط ومعلومات غير صحيحة، فيديوهات ليس لها علاقة بالحقيقة.
أيضا هناك مشكلة المزج بين الخبر والرأى مثلا انى اقول انى حضرت الندوة هذا خبر حقيقى ولكن ان أقيم الندوة أو أتحدث عنها انها جيدة أو سيئة هذا رأى يحتمل الاختلاف .
وتحدث عن الإعلام الخاص وقال انه دخل فى منافسة مع الإعلام العام واستطاع أن يحرك المياة الراكدة وأكد أنه فى رأيه الإعلام الخاص لن ينجح بمفرده فدور الإعلام العام هام ومؤثر. ويظل المشاهد أو القارئ هو الترمومتر. لكن يظل الضلع الغائب فى الاعلام هو دور الجمعيات الأهلية التى من شأنها دعم الإعلام الجيد.
ثم أضاف أن أيضا أحد مساوئ الإعلام هو استقاء المعلومات من على مواقع الفيس بوك أيضا النشطاء الذين دخلوا مؤخرا فى المهنة .
وأشار أيضا أن الصحافة الورقية تواجه تحدى كبير ولكن أكد أن الصحافة الورقية لن تختفي فمثلا ظهور التليفزيون لم يقضى على الإذاعة فلا توجد وسيلة أخفت وسيلة عبر التاريخ.
ومن خلال إجابة مسلم على جمهور الندوة قال إن التكرار الموجود الآن بين برامج قنوات دى ام سى سيتغير بعد رمضان ..وأضاف أن الجمهور أصبح متشبع من البرامج السياسية وأصبح أكثر احتياجا لبرامج الفن والمنوعات.
أيضا جاء من خلال ردوده على جمهور الندوة أن نقابة الإعلاميين دورها الحفاظ على المهنة وبحث قضايا خريجى الإعلام ممن يعملون بالفعل فى مجال الإعلام.
كما أكد أنه يرفض تنصيب أفراد المجتمع كقضاة يحكمون فمثلا فى حالة مغتصب الرضيعة لابد أن نترك الأمر للقضاء وانتقد المدونات التى تنادى بإعدامه أو تسليمه لوالدة الطفلة ، وأشار إلى أن هذا الشخص مخطئ لكن لابد من تركه لعدالة القانون.