قال نبيل حجلاوي قنصل عام فرنسا في الإسكندرية، إنه ليس الدبلوماسي الوحيد الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، وانه كان هناك قنصل سابق لفرنسا يترجم الأدب المصري، وأن قنصل فرنسا في الرياض من المستشرقين والمهتمين باللغة العربية، وأنه هذا تقليد في الفكر والعمل الدبلوماسي الفرنسي. وأضاف أنه هناك 20 بعثة فرنسية في مجال الحفريات في مصر، و6 بعثات في الإسكندرية، وذلك بالاشتراك مع وزارة الآثار، مشددًا على ضرورة أن تبقى الآثار معروضة في مصر، لكنه في كثير من الأحيان يقوم مصريون ببيع تلك الآثار في السوق السوداء لجنسيات أخرى، وأن الاتفاقيات الدولية تحافظ على تلك الآثار.
واقترح "الحجلاوي" تنظيم معارض مصرية في بلدان العالم مثل فرنسا وأمريكا واليابان لعرض الآثار والحصول على مقابل، يدر دخل جديد للحفاظ علي التراث المصري.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة "فك رموز حجر رشيد بمناسبة مرور 185عامًا على رحيل" جان فرنسوا شامبليون، المقامة اليوم الأربعاء على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بمشاركة الباحث الأكاديمي احمد منصور.
وقد تحدث"حجلاوي" عن أهمية شخصية "شامبليون" في التاريخ، مذكرًا أنه درس في نفس المدارس التي درس فيها شامبليون في جامعة السوربون، وقال أن "شامبليون" تميز علميًا وبحثيًا وقد ولد في أواخر القرن الثامن عشر، بالتزامن مع الثورة الفرنسية، وقد درس اللغات اليونانية واللاتينية والفارسية والعربية والعبرية، وذلك في سن 16سنة، وقد نبغ في تلك العلوم، ثم قام بالسفر في نطاق فرنسا، لإكمال تعليمه والتعرف على المفكرين، وقد دخل في صراع علمي مع مدرسيه في فرنسا وأن شقيقه الأكبر"جاك جوزيف" قد شجعه على دراسة التاريخ المصري.
وأضاف أن مواقفه السياسية في تلك الفترة عقب الثورة الفرنسية قد كانت شجاعة، ولكنها كانت تسبب له سلبيات وعواقب وخيمة، وأنه قد كان منفتح على الآخرين وانخرط في الصراع الفكري، وقد نافس شخصيات عالمية ومن اكبر علماء عصره، وكان تعلق بمصر ودافع عن التراث المصري الذي كانت يباع في تلك الفترة بالأسواق الأوربية، فضلًا عن فكه كتابة حجر رشيد الذي احدث ثورة في علم المصريات ولفت أنظار الاهتمام الأوربي، مشيرًا إلى أن شامبليون عاش 42سنة فقط، لكنه كان نابغًا وأن مقبرته تشبه المسلة المصرية القديمة.
وأضاف أن هناك شوارع في مدن فرنسية تحمل اسم شامبليون، وأن له تمثال فني مهم، نفذه النحات الفرنسي الذي نحت تمثال الحرية، غير أن احد فواهات البراكين في القمر، تحمل اسم "شامبليون".
فيما قال الباحث الدكتور أحمد منصور، إن شامبليون أسس علم المصريات، وهو أنطق الحضارة المصرية القديم واخرج منها أصوات نستطيع من خلالها فهمها، مشيرًا إلى أن نسخ من نص حجر رشيد تم توزيعها في أوروبا وليس الحجر نفسه كما يظن البعض، ونفى ما أثير عن التشكيك في نسبة فك رموز حجر رشيد ل شامبليون، مشيرًا إلى أن مصر تقتني 5 نسخ من حجر رشيد، إحداها بالمتحف المصري، إلا أنها مقلدة، والنسخة الأصلية بالمتحف البريطاني في انجلترا، موضحًا ان الهيروغليفية ليست لغة ولكنها نوعًا من أنواع الخط..
ولفت إلى أن منزل شامبليون الاصلي في فرنسا قد تحول إلى متحف يضم المخطوطات الاصلية التي كتبها بأيديه أثناء عمله على فك رموز حجر رشيد، وأن فك حجر رشيد كان يقوم على التنافس الفرنسي والبريطاني في تلك الفترة، وروي أن قصة حجر رشيد ترجع إلى كتابة شكر من كهنة منف إلى الملك"بطليموس" الخامس عقب إعفائهم من الضرائب وإعطائهم بعض الامتيازات، في مقابل إقناع الناس بالكف عن الثورات ضده بسبب قيامه بقمع الشعب ورفع الضرائب، وقد قاموا باقناع الجمهور بالعدول عن ثورتهم ضده.
وأضاف أن الحجر قد تم العثور عليه في مدينة رشيد، الجامعة بين النيل والبحر، وأنه في أثناء حملة "نامبليون بونابرت" كان يتم إجراء ترميم في قلعة في رشيد، وقد كان يقومون بجمع الحجار الثقيلة التي تساهم في البناء وقد تم العثور على بعض الأحجار ومن بينهم حجر رشيد، وقد تم حفظ الحجر في المجمع العلمي المصري.