وصلت معركة انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين ذروتها اليوم، بعمومية بلغ عدد الحاضرين فيها 2300 صحفي، في رحلتها للبحث عن نقيب ومجلس يعبر عن مطالب أعضائها. المشهد الأول: سرادق طويل، أوله مندوبي المرشحين، تتناثر أعلاك أوراق الدعايا عندما تخط خطواتك الأولى اتجاهه، تراه حتى مرمى بصرك، لتعتقد أن نهايته بنهاية المدينة، وعندما تصل لآخره، تجد طاولات كالتي تتراص في شهر رمضان للطعام، طويلة ومليئة بكشوف التسجيل، آلاف الأسماء وأرقام العضوية، ينهال عليها الناخبين كل دقيقة وكل ثانية. بدأ التصويت في العاشرة صباحًا، وسط إقبال متوسط من الحضور، حيث أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات مد التصويت بكشوف الحاضرين ساعة فساعة، حتى اكتمل النصاب القانوني بحضور 2300 صحفي في تمام الثانية ظهرًا. وجاء أبرز الحضورعبد المحسن سلامة - مدير تحرير الأهرام والمرشح الأبرز على مقعد النقيب، ويحيى قلاش - نقيب الصحفيين الحالي، والمرشح على مقعد النقيب لدورة ثانية، ومكرم محمد أحمد – نقيب الصحفيين الأسبق، وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، والكاتب الصحفي محمود بكري – رئيس تحرير جريدة الأسبوع، واإعلامي والناقد الرياضي إبراهيم حجازي، وجمال فهمي – عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وكافة المرشحين ومندوبيهم. المشهد الثاني: أساليب جديدة للدعايا شهدتها انتخابات نقابة الصحفيين هذه المرة حيث استخدم بعض المرشحين "الطرابيش" في الدعايا لهم، فتجد فتيات حسناوات عند دخولك سرادق التسجيل، يرتدين طرابيشًا حمراء، مكتوب عليها أسماء مرشحيهم. بعد المرشحين استخدم أسلوبًا قد يكون غير مألوف للكثيري، فاستخدم بعضهم الأطفال في الدعايا لهم، قد تتعثرفي أحدهم، وتعتقد أنه تائه من أحد الأشخاص، فتميل عليه قائلًا: "جاي تبع مين ياحبيبي"، ليرد عليك بكل فصاحة: "أنتخب فلان الفلاني فهو رمز لكرام الصحفي والصحفيين وسيعمل على نقابة خدمية وحماية الحقوق والحريات"، لتشعر أن رأسك اصدمت بحائط كبير، وتفيق لتكمل طريقك في رحلة الدهشة والعجائب داخل عمومية نقابة الصحفيين. المشهد الثالث: أقصر عمومية في تاريخ النقابات المهنية، شهدتها نقابة الصحفيين اليوم، حيث استمر انعقاد العمومية نحو 7 دقائق فقط، لم ترفع فيهم أي أوراق خضراء ولا حمراء، فقط أصوات قليلة متبعثرة في مسرح النقابة، بعضها موافق على تمرير ميزانية النقابة للعام الماضي، وبعضها رافض، وقبل أن يستمع خالد ميري وكيل النقابة لتلك الأصوات، يعلن رفع العمومية وتمرير الميزانية، قبل أن يستوعب العشرات منهم أن العمومية بدأت من الأساس. المشهد الرابع: دائمًا كانوا متواجدين، باحثين عن حقوق أزواجهن.. "رابطة أسر الصحفيين المعتقلين"، نظمت اليوم وقفة احتجاجية على سلم النقابة، بحثًا منهم على آخر أمل يجعل النقابة تنظر لأكثر من 50 صحفي محبوس بسجون شديدة الحراسة. أطفال على سلم النقابة قد لا تدرك معاني الكلمات التي تحملها اليوم، ولكنها كلمات قاسية على أمهاتهم، سيدركون مرارة معناها في الكبر، وقفة صغيرة وصامتة، خلال تسجيل التصويت بالعمومية، ولم يتلفت إليهم أحد من المرشحين الذين يضعون على أولوية براجهم وشعاراتهم "حريات الصحفيين". المشهد الخامس: لجان اقتراع مبعثرة هنا وهناك داخل أروقة النقابة، قد تراها صغيرة الحجم، لكنها تحدد مصير ومستقبل نقابة تكاد تكون أكبر النقابات المهنية أهمية، لجان اقتراع تنضب بأكثر أنواع الديمقراطية والشفافية في الاقتراع، وسط إشراف قائي كامل من مجلس الدولة، ومساعدة لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب. وتعقد نقابة الصحفيين، اليوم الجمعة، انتخابات التجديد النصفي لمجلسها على مقعد النقيب و6 من الأعضاء، ويتم اختيار النقيب من بين 7 مرشحين، واختيار 6 أعضاء من بين 71 مرشحًا على المجلس.