رصدت عدسة "الفجر" توافد المئات من أهالى قري مركز الفشن، جنوب بني سويف، على ضريح الشيخ رمضان الجنيدى، بعزبة عمرو التابعة لقرية صفط الخرسا، بعد أن قام أهالى القرية بإستخراج جثمان الشيخ من قبره، بعد دفنه ب73 يومًا، وإعادته لمنزله، بناءًا على طلبه فى رؤيا منامية، وسط النساء هتافات الرجال والأطفال، تمهيدًا لبناء ضريح له، بإعتباره "أحد الأولياء الصالحين". - مولد سيدنا ومنذ هذه اللحظة وأصبحت عزبة عمرو، مقصدًا لمئات من قيادات وأعضاء الطرق الصوفية ليتباركوا بالشيخ الجديد، ونُصبت المراجيح والألعاب وتمركز رجال الموالد بالعزبة، وأنتشر باعة الحلويات والمسليات والترمس والمكسرات والطراطير وألعاب الأطفال، لبيعها للمترددين على ضريح الشيخ من أهالى قري المركز، للتبرك ب"سيدنا الولي". - مقام الشيخ وأنتقلت "الفجر" لمقام "سيدنا الولي" الذى داخل منزله وسط القرية، حيث أفترشه الأهالى ب"الحُسر البلاستيكية" وفتح أبنائه ال6 منازلهم لإستقبال الوافدين راغبي التبرك بنفحات والدهم، وأعدوا لهم وجبات "الكشك باللحمة" ونظم أخرون حلقات ذكر يرددون فيها تبريكات "مدد مدد يا سيدي رمضان الجنيدي". - إخطار أمني كان اللواء عادل التونسي مدير الأمن تلقى إخطارًا من اللواء خلف حسين، مدير البحث الجنائي، بطلب مقدم من طلعت رمضان جنيدي، 49 سنة، صراف بالضرائب العقارية، مقيم بعزبة عمرو البحرية بمركز الفشن، للموافقة على نقل جثمان والده رمضان جنيدي محمد عضو بالطرق الصوفية وينتمي إلى الطريقة البيومية، متوفي منذ 73 يومًا، من مقابر العائلة بعزبة عمرو البحرية، ودفنه بمنزله بناءً على رؤيا ورغبة الكثير من الأهالي. - حدائق الشيخ وقال نجل الشيخ: "بعد وفاة والدي بدأ أصدقاؤه يأتون إلينا ويقولون إنهم شاهدوا الشيخ رمضان في حدائق كبيرة ووجهه أبيض، وفوجئت بأن أهالي العزبة يقولون لي لازم نطلع الشيخ من قبره ونعمل له ضريح، وفعلا ذهبنا إلى القبر واستخرجنا الجثة". وأضاف: "تم احتجازي في قسم الشرطة بعد نقلي الجثمان رغم رفض مدير الأمن، وداخل الحبس قلت: يا سيدنا الحسين ويا سيدة زينب، وقلت: يا أبويا أنا عملت إيه عشان أدخل الحبس، وقمت اتوضيت عشان أصلي ركعتين، وقبل ما أنهي الوضوء فوجئت بفتح باب الحجز، وقال لي العساكر: المأمور ورئيس المباحث عايزينك، وبعدها سألوني عن اسمي ووالدي وقلت لهم إنه شيخ، فقالوا لي إيه اللي يثبت إنه شيخ، قلت لهم أي واحد بيموت جسمه بيعفن ويملاه الدود بعد 3 أيام، لكن أبويا طلع سليم". - الضريح وقال إنه أثناء نقل الجثمان من المقابر إلى ضريح الشيخ اعترض أحد الأهالي الجثمان، فخبطه في كتفه وبعد يومين جاء إلى الضريح واعتذر إلى الشيخ، وواحد عابر سبيل، قال:"شوف العالم الجهلة، وقبل ما يصل لمنزله قدمه اتكسرت وأنا فوجئت به يأتى إلى الضريح يستسمح الشيخ يسامحه، والدى له كرمات كثيرة، وسنقوم ببناء مسجد بجانب الضريح". وأضاف أن "والدي أنجب 11 شقيقا وهم؛ طلعت، وطه، ورجب، وعبدالعنى وعلى ومسعود، ولى 5 بنات شقيقات، وأن الضريح، ملىء بالناس وأن الشيخ أحمد حامد فضل محمد عبدالغنى، شيخ مشايخ الطريقة البيومية بسائر البلاد الإسلامية حضر إلى الضريح". - مساحة الضريح وقال رمضان محمد من أهالي العزبة، إن أهالي عزبة عمرو البحرية، شيعت جثمان الشيخ رمضان بالطبل والمزمار البلدى من لحظة خروجه من قبره مرورا بالمسجد الذي كان يصلى فيه نهاية بوضعه داخل قبره، في منزله الذي يبلغ مساحته 350 مترا والغرفة التي تم وضعه فيها 25مترا. وتابع: "وأقيم الضريح بداخلها على مساحة 5 أمتار وردد الأهالي على أنغام الطبل والمزمار البلدى "الله حى الله حى" مع التصفيق والتهليل والتصفير، بالإضافة إلى أن الشارع الذي يمر به الجثمان تلقى السيدات الحلوى والفول والبسكويت، والزعاريد وتملأ البلكونات، بالرغم من أنه متوفى، لكن لما اعتبروه نيل البركة، كما أنهم يعتقدون أن البيت الذي يزوره جثمان الولى يكون في قمة السعادة، وكان يحفظ القرآن، ومتصوفا ومشهودا له بالصلاح، وإن أهالي العزبة كانوا يوميا يذهبون إلى أسرته لاستخراج جثمانه لأنه شاهدوا رؤيا طيبة له، وبعد 73 يوما تم استخراج جثمانه من مقابر العزبة إلى ضريحه في منزله". - رأي الأوقاف من جانبه أكد الشيخ محمد نور، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، أن ما فعله أهالى القرية ليس له أى أساس فى الشرع الإسلامي "خزعبلات وليست من الشرع الإسلامي وتفتح باب الفتن" لأن الإسلام حرم نبش القبور وإخراج جثث الموتى بعد دفنهم إلا لضرورة شرعية، مثل "شبهة جنائية في الموت أو ظروف الزلازل والسيول والمياه الجوفية أو دفن مسلم في مقابر غير المسلمين"، لافتًا إلى أن الواقعة لم تحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والتابعين. وأشار وكيل وزارة الأوقاف، إلى أنه إذا تًرك هذا الأمر سوف تفتح أبواب الفتن لن يكون للموتى قدسية، وأن الاستناد على روايات أو أقاصيص من الناس بأنهم رأوا رؤيا في المنام بنقل الجثث هو ليس من الشرع في شيء إنما هو ترهلات وخزعبلات لا يعتد بها.