السمنة.. شبح يطارد الكثيرين ويهدد حياتهم، والتخلص منه أمر مرهق وتحقيقه صعب، والكثيرين يدرجونه تحت طائلة المعجزة، والبعض يتخلى عن الفكرة ويبقيها حلم صعب المنال ويحاولون مرارًا ولكن بدون جدوى، ووسط الظلام الذي يعيشه أصحاب الوزن الزائد تطلّ عليهم بعض النماذج التي دخلت التحدي وحققت الانتصار بفقد أوزانهم. بالتواصل مع تلك النماذج رصدنا عدة دوافع كانت بمثابة الحل السحري للقضاء على شبح السمنة، وفي هذا التقرير رصدنا حكايات نماذج هؤلاء المنتصرين، لنتعرف على أغرب دوافع أصحاب الوزن الزائد لفقد أوزانهم. الحب يصنع المستحيل روى أحمد عادل، حكايته مع السمنة في جملة ظل يرددها قائلًا: "الحب هو السر"، وفي محاولة لمعرفة فحوى جملته التي كانت بمثابة إحدى لكناته فقال: "أنا وزني كان 250 كيلو، كنت متعايش جدًا مع شكلي، كتير كنت بسمع كلمة خس أو انت عاجبك شكلك كده بس الكلام ده كان دافع يخليني أرفض إني اسمع كلامهم، بس المعجزة اللي حوّلت حياتي هي لما حبيت، الموضوع اتغير تماماً الحب كان دافع كبير خلاني أخس ووزني وصل ل"70 كيلو، لإن وقتها كانت عاوز أظهر في أحسن حالاتي علشان اللي بحبها". واستكمل: "البنت اللي بحبها مكنش فارق معاها شكلي، وده كان أول سبب دافع لإني أخس، صعب في مصر أن التخين يلاقي حب بسهولة، لإن نظرة المجتمع ليه بتكون نظرة مختلفة، وكمان لما بيتحدى الصعب ويلاقي الحب ده بيكون مشروط، يعني تلاقي البنت توافق عليك بس بشرط من البداية أنك تخس وده سبب كفيل يهد أي علاقة من قبل ما تبتدي، أنا بعتبر نفسي محظوظ أن ربنا كرمني بحد بحبه ويحبني ومتقبلني بأي شكل من الأشكال، لأن الحب ده كان أقوى دافع بالنسبة ليا". الخوف من العنوسة وفي حكاية أخرى تقول دعاء رؤوف، خريجة كلية تجارة 27 سنة، أنها تعتبر السمنة أقوى أزمات حياتها، فتروي حكايتها في حديثها ل"الفجر"، موضحةً أن أزمة زيادة الوزن كانت بمثابة الكابوس التي تحلم بأن ينتهي بأي طريقة. وأشارت دعاء، إلى أنها قامت بمحاولات عدة لإنقاص وزنها إلا أنها كانت تفشل ولكن ظلت وراء الأزمة حتى تخلصت منها. فتقول دعاء: "وزني 180 كيلو، بواجه صعوبات كتير في حياتي بسبب تخني، الناس بيحرجوني بداية من أهلي وصحابي وزمايلي في الشغل، حتى الناس اللي في الشارع كل حد لازم يعدي عليا يوميًا بموقف يحرجني، سواء عن قصد أو غير، لكن السبب اللي خلاني أهرب من كل ده، وأفكر أني أخس، بس الإحراج مكنش دافع يخليني أخس، بس لما الموضوع وصل أن كل الناس اللي بيتقدمولي كبار في السن بسبب تخني وقتها غيرت فكرتي وبقى عندي دافع كبير أوي وقتها علشان أخس علشان أقدر أتجوز حد يناسبني من غير قطر الجواز ما يفوتني زي ما الكل بقا يقول". أكل الشيكولاتة وفي رواية أخرى، روت نورا سيد، 25 سنة، حكايتها التي كانت تنطوي بداخلها على أغرب دوافع لجأ إليها من يعانون السمنة، وهو حب الشيكولاته، فقالت نورا: "أنا بصراحة قررت أخس لأني بحب الشيكولاته، وزني كان وصل 110 كيلو، وابتدى يأثر على صحتي واتمنعت من أكلات كتير بحبها بس مكنتش بفكر أخس، بس لما اتمنعت من الشيكولاتة الموضوع اتغير، قررت أخس وأقلل وزني علشان أقدر أرجع أكل شيكولاته تاني". هوس اللبس فيما أشارت عبير نجيب، طالبة في الصف الثالث الثانوي، والتي يبلغ وزنها 140 كيلو، في حكايتها أن حبها للملابس والأزياء، كان الدافع الذي جعلها تقرر أن تفقد وزنها الزائد، فقالت: "بصراحة أنا بحب اللبس والأزياء أوي، بس كتير مش بلاقي الحاجة اللي بتعجبني على قدي، كل ما أدخل اشتري من محل مش بلاقي مقاسي، وبسبب فستان حلو أوي كنت نفسي ألبسه معرفتش اشتريه لأنه مبقاش على مقاسي، من وقتها قررت اتبع نظام غذائي وألعب رياضة تحت إشراف الدكاترة علشان أخس". أروح الملاهي وقال سمير عبد المنعم، طالب في الإعدادية، في حكايته مع السمنة: "وزني 150 كيلو، زيادة عن الوزن اللي المفروض يكون طبيعي ب100 كيلو، السمنة تعبتني كتير أوي، بس لأني بحب الأكل كان الريجيم بالنسبة ليا عذاب، بس في الفترة الأخيرة قررت أخس، وبقا عندي دافع كبير أوي أني أخس، لإني كنت نفسي اركب الملاهي واتحرمت منها بسبب حجمي، علشان كده قررت أفقد الوزن اللي اتسبب في أني معملش اللي نفسي فيه". وتابع: "الإرادة عندي زادت لما تخني كان عائق في إني أحقق رغباتي، أنا خسيت 10 كيلو في شهر، وهكمل لحد ما أوصل لوزن يسمحلي أحقق اللي اتمنيته".