حوار| أيمن الرمادي: اللاعب المصري مظلوم ونحتاج ثورة لتصحيح الأوضاع

- تجربتي في التحليل المصري كانت صدمة
- هذه هي كارثة الكرة المصرية
- هيكتور كوبر لا يعمل بعشوائية
- احتراف اللاعبين المصريين في الامارات نقطة شائكة
- هذا رأيي فيما قامت به شركة برزنتيشن

إصابة أجبرته على الاعتزال في سن صغير، الكابوس الأكبر في حياة لاعبي الكرة منع أيمن الرمادي من إكمال مسيرته داخل المستطيل الأخضر.

في عمره السادس والعشرين كانت الاصابة بقطع في الرباط الصليبي نقطة تحول فارقة في مشواره.

قرار جرئ نادراً ما يفكر فيه من هم في عمره الا أنه حسم أمره وعزم على اقتحام عالم التدريب ليكون علي موعد مع مشوار حافل مع العديد من الأندية صعد بها إلى منصات التتويج.

طريقه لم يكن مفروشاً بالورود.. لحظات ألم لا تنسي وفرحة عارمة وذكريات لن تُمحي من قلبه.

أيمن الرمادي سفير التدريب المصري في الملاعب الاماراتية في حوار خاص للفجر الرياضي عن نجاحاته وعن حال الكرة في مصر والازمات الطاحنة التي تعصف بها.

بداية ..هل كنت تتوقع النجاح الذي حققته طيلة مشوارك مع الأندية التي قمت بتدريبها ؟
نجاحي فضل من الله ونتيجة لاجتهادي وأخذي بالأسباب واتجاهي للتدريب في سن صغير وكذلك حصولي علي الرخصة التدربية من ألمانيا ومعروف عن الألمان عشقهم للتنظيم وللانضباط .

حدثنا عن الصعوبات التي واجهتك في بداية مشوارك التدريبي؟
أهم هذه الصعوبات يتمثل في الفترة القصيرة التي قضيتها في الملاعب فرغم لعبي للعديد من الأندية الا ان اسمي كلاعب لم يشفع لي في بداية مشواري كمدير فني واستعضت عن ذلك بالاعتماد علي عملي وليس اسمي وان كان اسم اللاعب يعد ركيزة أساسية بالطبع.

بالاضافة الي ذلك يواجه المدربون العرب صعوبة كبرى في الدوريات الخليجية حيث الاعتماد الأكبر علي المدربين الأجانب.

ما هي أهم اللحظات التي لا تستطيع نسيانها؟
لا أنسي بالطبع لحظة التتويج ببطولة كأس الاتحاد مع نادي دبي الاماراتي وكذلك الصعود لدوري المحترفين وهناك مباراة التي جمعت فريقي الظفار بنظيره سلطنة عمان ولم أستطع متابعة المباراة معهم وشاهدتها عبر شاشة التلفاز وكانت لحظات عصيبة لاتُنسي.

توليت تدريب العديد من الأندية ما هو النادي الأقرب لقلبك؟
لكل تجربة خصوصيتها وفوائدها ومضارها ولكل فترة معني مختلف سواء الشارقة او دبي او عجمان.

حدثنا عن تجربتك في الاستوديوهات التحليلية المصرية؟
شاركت في تقديم الاستوديو التحليلي في قناتين مختلفتين وصدمت بواقع صعب فالامور تحتاج الي إعادة هيكلة وأحب أن أوضح أن المشكلة ليست في الأمور المادية فقط ولكن هناك صعوبة في التنظيم والترتيب وكان الله في عون الأندية المصرية والدوري المصري بشكل عام والدليل تجربة دوري المحترفين التي تم تفعيلها في الامارات منذ 9 سنوات تحديداً في عام 2008 ولم يتم تطبيقها في مصر الي الان.

ما أهم المشاكل التي تواجه الدوري المصري؟
تقنية النقل التلفزيوني وايضاً جودة الملاعب المصرية ولكن يجب عدم التعلل بالامكانيات فهناك عوامل أخري فنية كظاهرة تغيير المدربين وأذكر تجربة غزل المحلة الذي عين مديراً فنياً لم يستمر أكثر من 72 ساعة وهي كارثة.
الكارثة الأكبر كانت في وجود عشرة مدربين هم من يتغيرون من نادي الي اخر بسبب الامكانيات المادية وهذه الامور بعيدة كل البعد عن كرة القدم.

ما سبب هذه الحالة السيئة التي رأيتها في مصر؟
بداية الموضوع تكمن في الانتخابات المختلفة، أعضاء الجمعيات العمومية يجب أن يكون لديهم الوعي لانتخاب ذوي الرؤؤي وأصحاب الاستراتيجات الممنهجة.

بالعودة الي التجربة الألمانية .. ما هو أبرز ما يميز الألمان في إدارتهم للكرة؟
في المانيا هناك توحيد لأسلوب اللعب لكل المنتخبات من سن 14 سنة الي المنتخب الاول أما هنا في مصر يسير كل مدرب علي هواه ولا توجد ثقافة تسليم الراية من جيل الي جيل .

في رأيك ما الذي ينقص الكرة المصرية لمواكبة هذه التجربة الألمانية؟
نحتاج الي ثورة تصحيح لكل مفاهيم الكرة بدلا مما نحن عليه الان علي سبيل المثال تنظيم المسابقة نفسها الذي يظلم اللاعب المصري ظلم بيّن فجداول المباريات لا علاقة لها بالعلوم الادارية المستخدمة في الخارج.

لا توجد دولة في العالم يخوض فيها اللاعب مباراة كل 72 ساعة من أول اسبوع فنجد مثلا في الدوري الإسباني اللاعب يلعب كل72 ساعه بعد الاسبوع السادس وألمانيا بعد الاسبوع الخامس وإنجلترا وإيطاليا بعد الاسبوع السادس المهم انه بعد ان يصل اللاعب للتوب فورم وهو مايحدث بعد خمس او 6 اسابيع وليس من اول اسبوع ولابد من مائدة مستديرة تٌطرح عليها أفكار عملية للوصول بالكرة المصرية الي المستوي المأمول.

هل تعتبر ما حققته شركة برزنتيشن في الفترة الأخيرة نجاح للكرة المصرية؟
قامت شركة برزنتيشن بطفرة تسويقية ولكن لا يمك القول أنها قامت بنقلة نوعية للرياضة هي تقوم بجهود ضخمة لا بد من توجيه الشكر لكل أفرادها ولكن لإحداث التطور لا بد من تضافر جهود عديدة فالتسويق ضلع مهم للغاية لكنه لا يعد حجر الاساس.

ما هي رسالتك للقائمين على الشركة؟
أنصحهم باستقطاب أفكار جديدة من العالم الخارجي لكي يحدث انفتاح حقيقي سواء من خلال الدراسات او ورش العمل او المؤتمرات ولا بد من الاشادة بمؤتمر دبي الرياضي الذي يتم تنظيمه كل عام ويتم فيه استضافة كبار المدربين أمثال جوزيه مورينيو وفابيو كابيلو.

كيف تري الصورة المرسومة للكرة المصرية في أغلب الدول التي عملت بها ؟
معروف أن اللاعب المصري هو الأمهر وإمكانياته الفردية معروفة للجميع ولكن كما قلت هو مظلوم بالطريقة المفروضة عليه.

ما هي مكاسب إقامة السوبر المصري مرتين علي التوالي في الامارات؟
مباراة السوبر من أهم المباريات بالطبع كونها بين قطبي الكرة المصرية ولكن لو رغب أحد المشجعين في متابعة مباراة في الدوري بين المركزين ال13 وال 14 مثلا ستكون كارثة.

بالعودة الي الفترة التي قضيتها داخل المستطيل الأخضر ما هي أهم ذكرياتك؟
كنت ألعب في مركز الليبرو لا أنسي أول دراسة قمت بها في ألمانيا للحصول علي رخصتي التدريبية الاولي جادلت مستر اوفة يان مجادلة شديدة كونه حاول اقناعي بتغيير طريقة اللعب التي تعتمد علي هذا المركز وأدين بالفضل لهذا الرجل الذي منحني اكثير من خبراته وكان لي الفرصة في الجلوس معه فترات كبيرة في الفندق وبالتالي الاستفادة من علمه الكثير.

هل من الممكن رؤية أيمن الرمادي في الفترة القادمة محاضراً للمدربين؟
أؤمن بالتخصص فدوري ليس التدريس بإمكاني طرح الافكار او القاء محاضرة واحدة او اثنتين من الممكن التفكير في هذا الامر مستقبلا ولكنه صعب في الفترة الحالية.

ما هي أبرز المشاكل التي تقف في طريق المدرب المصري؟
بعض المدربين لا يرغبون في الحصول علي دراسات وهي مشكلة كبري وهناك المشكلة الاكبر والتي أعدها جريمة بالفعل وهي وجود مخطط للاحمال في الجهاز الفني وهو منصب غير معتد به في اي دولة متقدمة.
فلايوجد شيء اسمه مخطط أحمال وانما اسمه معد بدني يعمل من خلال تخطيط شامل يضعه المدير الفني وليس للمعد البدني صلاحية التخطيط للبرنامج وانما هو دور المدير الفني لذلك كلمة مخطط أحمال لي تحفظ علي المسمي.

من هو المدرب المصري الذي تحب طريقته في الملعب؟
هناك العديد من المدربين كحسام البدري ومؤمن سليمان ولكني لم أتعامل معهما بشكل شخصي مثلما تعاملت مع إيهاب جلال وحسام حسن كلاهما ممتاز.

بالانتقال للمنتخب المصري ما تقييمك لأداء هيكتور كوبر مع الفراعنة ؟
عمل الارجنتيني هيكتور كوبر فترة في الامارات وسُئلت بالفعل عنه وكان ردي أن له أسلوبه المنظم في العمل ورغم الانتقادات التي توجه الي أسلوبه الدفاعي الا أن له طريقته الخاصة واستراتيجيته المميزة.

متى نرى اللاعبين المصريين في الدوري الإماراتي؟
هذه النقطة شائكة لان اللاعب المصري قد يصطدم بواقع مختلف ولكن هناك لاعبين أراهم جديرين بخوض التجربة كمصطفي شبيطة وابو المجد مصطفي وعلي الكل أن يعرف ضرورة التخلي عن الافكار الخاطئة.

في الآونة الاخيرة استعان قطبي الكرة المصرية بالعديد م المدربين الاجانب من الانجح من وجهة نظرك؟
هناك من نجحوا بالفعل كالبرتغالي فيريرا الذي قدم أداءاً جيداً وهناك من أتحفظ علي ذكر اسمهم حتي وأتساءل الي الان عن سر قدومهم الي مصر رغم ضعفهم الفني الواضح للجميع وقد تحدثت قبلا عن تجربة بيسيرو الذي عمل مع نادي الوحدة لفترة من الوقت وكانت تجربته مع القلعة الحمراء كنت انصح عندما تولي النادي الاهلي ان لايكون هناك لجنه فنيه حتي لاتتعارض الافكار.

هل تتمنى تولي المسئولية الفنية للأهلي او الزمالك؟
تولي القيادة الفنية لهذه الاندية امر عظيم وشرف لاي مدرب ولكني ارتبط بعقد مع إدارة النادي وأحترمهم للغاية.

ختاماً ما هي طموحاتك في الفترة القادمة؟
أتمنب أن ننهي الدوري بصورة جيدة وأن أري مصر في مونديال روسيا 2018 وأن نتبادل الافكار في مصر بشكل يطور من واقع الكرة بدلا من الحقيقة المريرة التي اصطدمت بها.