تشهد مصر في الآونة الأخيرة، أزمة تعد من ضمن قضايا الأمن القومي، ألا وهي تسمم طلاب المدارس نتيجة لتناولهم وجبات يتم صرفها إليهم من قبل الحكومة، وبالرغم من أهمية القضية ألا أنه لا توجد أي نتائج تحقيقات من قبل كل من وزارة الصحة أو وزارة التربية والتعليم لتلك الوقائع وتكتفي بالصمت وعلاج الطلاب بعد تعرضهم لأذى. من جانبها، طرحت "الفجر" تساؤلاً للخبراء حول آلية القضاء على تلك الظاهرة، وكانت إجاباتهم في السطور التالية. * 228 حالة تسمم في شهر استقبلت مستشفيات مصر ما لا يقل عن 228 تلميذًا مصابًا بحالات تسمم في أقل من 30 يومًا، ما بينهم مستشفى ملوي العام باستقبال 179 تلميذًا وتلميذة من مدرستي نجع العقولة والشيخ شبيكة الابتدائيتين بعد تناولهم الوجبة الغذائية المدرسية "فطيرة "، وأرجعت التحريات الأولية إلى أن سبب التسمم تناول التلاميذ الوجبة الغذائية المدرسية "فطيرة"، بالإضافة إلى أنه تم إصابة 30 تلميذًا بمدرسة العباسة الكبيرة بحالة اشتباه بالتسمم وتم نقلهم إلى مستشفى أبو حماد العام وأرجح الدكتورعلاء عزوز المدير التنفيذى لمشروع التغذية المدرسية بوزارة الزراعة أن يكون سبب تسمم التلاميذ من بسكويت المدارس، وفي رأس غارب بالبحر الأحمر تم نقل 19 تلميذًا إلى مستشفى رأس غارب المركزي بعد تعرضهم لحالة تسمم نتيجة تناولهم الوجبة فاسدة. * الحكومة السبب من جانبه، قال حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة، في تصريح خاص ل"الفجر"، إن الوجبة الغذائية لطلاب المدارس تأتى عن طريق مُتعاهدين توريد التغذية، مؤكدًا أن المُتعهدين يتاجرون بأرواح الطلاب وكذلك المسئولين. وأضاف إبراهيم، أن هذه الوجبات لا يتم تفتيشها صحيًا بل ماليًا فقط، قائلا: "أن مُشرف التغذية داخل المدرسة هو مدرس زميل وليس له أي علاقة بالصحة لكي يعرف إذا كانت التغذية فاسدة أم لا"، مشيرًا إلى أن المسئولين مسئولية كاملة عن تسمم الطلاب هي الحكومة في المقام الأول. كما أكد الأمين العام، أن النقابة تستقبل خلال العام الدراسي مشاكل عديدة بسبب حالات التسمم عن طريق التغذية المدرسية التي تصل إلى حد الوفاة. * الوزارة تحاول وفى السياق ذاته، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنها تحاول بقدر الإمكان حل هذه المشكلة وذلك عن طريق تولى جهاز الخدمة الوطنية التابع للجيش مهام التغذية المدرسية للطلاب وتوزيعها على مدارس جمهورية مصر العربية. كما أكدت رندا حلاوة رئيس الإدارة المركزية للتسرب من التعليم بديوان عام وزارة التربية والتعليم، على اهتمام الوزارة بتوفير تدريب تنموي للعاملين في مجال التغذية المدرسية من خلال إلقاء محاضرات علمية قام بها أساتذة من المعهد القومي للتغذية "كمرجعية علمية"، وأساتذة من وزارة الصحة "مراقبة الأغذية" كشريك أساسي في سلامة وجودة الوجبات المدرسية. وأكد صبحي عبد الرحمن مدير عام الإدارة العامة للتغذية المدرسية، أن التدريب أستهدف عدد "300" متدرب من موجهي عموم، وموجهي وإخصائي، وفني التغذية بجميع محافظات الجمهورية على مدار "3" أيام لكل مجموعة، مشيرًا إلى أنه في نهاية التدريب قام المتدربون بملء استمارة تقييم للدورة؛ لمراعاتها عند الإعداد للتدريبات القادمة. * لقاء مُرتقب من جانبها، قالت النائبة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان في تصريح خاص ل"الفجر"، إن حالات تسمم طلاب المدارس نتيجة لتناولهم وجبات صرفت إليهم من قبل الحكومة تعد قضية أمن قومي. وأضافت نصر، أنه في الآونة الأخيرة شهدت وقائع تسمم طلاب في مختلف محافظات مصر في عهد وزير التربية والتعليم السابق الدكتور الهلالي الشربيني ولم يتم التحقيق بها حتى الآن، مؤكدة أن هناك اجتماع مُرتقب بين الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم وأعضاء اللجنة الأسبوع المُقبل لمعرفة كيف يتم التحقيق في مثل هذه الوقائع ولمُعاقبة المُقصرين. كما أكدت النائبة البرلمانية، أنه لا تهاون في حياة طلاب مصر. * التخزين وفي نفس السياق، قالت الدكتورة ليندا جاد الحق استشاري التغذية، في تصريح خاص ل"الفجر"، إنه في الأيام المُقبلة ستتفاقم أزمة تسمم الوجبات المدرسية بشكل كبير لأن البكتريا تنمو في الصيف أكثر من الشتاء. وأضافت ليندا، أن مُوردي تلك الوجبات للمدارس يمكن أن يقوموا بالاحتفاظ بغلاف عبوات الوجبات وتكون محتوى الوجبة مُنتهية الصلاحية وبالتالي سيتعرض الطالب لأزمة صحية بالإضافة إلى أن منظومة التعليم في مصر لم تعي نهائي وسيلة تخزين الوجبات وهذا ما يترتب عليه فساد ما يقدم للطلاب. كما أكدت استشاري التغذية، أنه على وزير التربية والتعليم أن يشكل لجان خاصة بصرف الوجبات للمدارس من قبل مندوبي بوزارة الصحة وتكون هناك مخازن مهيأة للاحتفاظ بتلك الوجبات حتى لا تتعرض لأشعة الشمس لتهالكها أو مكشوفة للفئران كي لا تكون مُسممة.
