على غرار عالم المافيا، خيم ظل رجل يدعى "الأب" على محاكمة خلية فيرفيرس الإرهابية في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال يوليو الماضي، واستطاع المحققون البلجيكيون اليوم فقط تحديد هوية هذا "الأب" الذي كان يقود الإرهابي عبد الحميد أباعود وباقي المنتمين إلى خلية فيرفيرس، على أنه "دنيل ماحي"، بوصفه الرجل الذي كان عبد الحميد أباعود منسق هجمات باريس يأخذ الأوامر منه. وكشفت صحيفة "هت لاتسته نيوز" على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن المدعو "الأب" كان هو الآخر من سكان حي مولنبيك الشهير في بروكسل، وقالت الصحيفة أن لقب "الأب" ظهر للمرة الأولى في العام الماضي خلال محاكمة خلية فيرفيرس الإرهابية، وتم الكشف عنه من خلال التنصت على محادثة هاتفية بين الإرهابيين عبد الحميد أباعود وسفيان أمغار، جرت قبل يوم واحد من الهجوم على مخبأ الخلية في حي فيرفيرس من قبل قوات مكافحة الإرهاب البلجيكية الخاصة، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل سفيان أمغار واختفاء عبد الحميد أباعود. ولفتت الصحيفة إلى أن المكالمة الهاتفية بين أباعود وأمغار استمرت لعدة دقائق، وخلالها قال أمغار لأباعود "قال الأب بمجرد أن يكون هناك 10 أشخاص جاهزون، فعلينا إخباره"، وخلصت المحكمة بذلك إلى أن خلية فيرفيرس كانت تحت سلطة عبد الحميد أباعود وقائده الذي يدعى الأب. ولفتت الصحيفة إلى أن محمد أرشاد، وهو عضو آخر في الخلية، كان قد أبلغ أباعود بأن يطلب الوعظ من جهادي لا يزال في سوريا، وخلال جلسة الاستماع، لم يتوقف رئيس المحكمة من سؤال الموقوفين عمن يكون هذا "الأب"، دون أن يجيب أحد منهم على السؤال، وفي يوليو الماضي، أكد المدير العام لأجهزة الاستخبارات الفرنسية الخارجية (DGSE) أمام لجنة التحقيق الفرنسية على أن عبد الحميد أباعود كان تحت إمرة هذا "الأب"، الذي كانت هويته لا تزال غير معروفة آنذاك. وكما قالت الصحيفة في تقريرها الجديد أنها عثرت على منشور على موقع فيسبوك يرجع تاريخه إلى العام 2015، ويظهر فيه جهادي يدعى "الأب"، وهو بصحبة فتى صغير، تم تحديد هويته لاحقاً على أنه "يونس" الشقيق الأصغر لعبد الحميد أباعود، والذي اختطفه أباعود من والديه بمولنبيك وهرب به إلى مدينة الرقة السورية في 2014. وبحسب الصحيفة، فإن المعلومات المتوفرة لدى الاستخبارات البلجيكية اليوم عن هذا "الأب"، تفيد بأنه يدعى "دنيل ماحي"(30 عاماً)، وينحدر من حي مولنبيك، وكان يعرف باسم "أبو إدريس" وترجع أصوله إلى منطقة الناظور بالمغرب، وكان قد غادر بلجيكا متجهاً إلى سوريا يوم 20 يناير (كانون الثاني) 2014، وهو اليوم نفسه الذي غادر فيه الشقيقان أباعود إلى سوريا.