سمعت أصوات إطلاق نار متقطع في مختلف أرجاء كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم الأربعاء بعد يوم من قتل قوات الأمن 26 محتجا على الأقل يطالبون الرئيس جوزيف كابيلا بترك منصبه بعد انتهاء تفوضيه الدستوري. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم الحكومة على عدد القتلى على مستوى البلاد الذي جمعته منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك والتي قالت إنها ستورد إحصاء نهائيا. وقال مدير مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم الثلاثاء إن لديه تقارير "مؤكدة" تفيد بمقتل 20 مدنيا في مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة كينشاسا. وغامر بعض سكان كينشاسا بالخروج من منازلهم صباح اليوم الأربعاء لكن أغلب الشوارع كانت خالية من حركة المرور والمواصلات العامة كانت محدودة للغاية. وتخشى أفريقيا والغرب أن يتسع نطاق الأزمة المتعلقة بكابيلا في المنطقة لتتكرر حروب الفترة من 1996 إلى 2003 التي قتل فيها ملايين واجتذبت جيوش نحو ست دول مجاورة. ولم تشهد الكونغو وهي مستعمرة بلجيكية سابقة قط تبادلا سلسا للسلطة. وأعطت الكتلة المعارضة الرئيسية في البلاد إشارات متباينة بشأن ما إذا كانت ستعود اليوم للمحادثات التي يتوسط فيها أساقفة الكونغو الكاثوليك ومن المتوقع أن تتخذ قرارا نهائيا اليوم. وبدأت الاحتجاجات في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء بعد أن انقضى تفويض كابيلا الدستوري مما وضع الدولة التي يسكنها 70 مليون نسمة في أزمة دستورية. وتأجل إجراء انتخابات رئاسية من نوفمبر من هذا العام إلى منتصف عام 2018. وأحرقت مجموعات من الشبان إطارات في شوارع كينشاسا وألقت الحجارة على شرطة مكافحة الشغب والجنود الذين ردوا بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع. واندلعت اشتباكات كذلك في مدينة لوبومباشي في الجنوب الشرقي ومدينتي ماتادي وبوما في الغرب ومدينة جوما في الشرق قرب الحدود مع رواندا. وألقي القبض على عشرات في كينشاسا ومدن أخرى. وقال متحدث باسم الشرطة إنه ليس لديه معلومات بعد عن أعداد القتلى ومن ألقي القبض عليهم.