في تعليقه على ما حدث في حماة من اجتياح وقتل من قبل دبابات وجنود الجيش السوري، أصرالكاتب والصحافي د. أحمد الحاج علي الذي يعد أحد المنظرين لحزب البعث أن ما يحدث في سوريا هو حرب النظام والشعب على مجموعات مسلحة تخريبية تهدد الأمن، وأنها على حد قوله مجموعات محدودة تنتقل من مكان لآخر، قائلا إن النظام السوري سيعرض التفاصيل عن هذه المجموعات في الوقت المناسب. ورد عليه الكاتب الكويتي صالح السعيدي في برنامج "بانوراما": قائلا: "إن هذه الروايات عن المجموعات المسلحة لم تعد مقبولة، حيث مرت الآن أكثر من 4 أشهر ولم يكشف نظام بشار الأسد هوية هذه المجموعة، وأنا لا أرى- يقول السعيدي- فرق بين النظام السوري ونظام القاعدة، لأن نظام الأسد هو النسخة العلمانية من القاعدة، فهو يمارس الاقصاء والقتل والتعذيب لمخالفيه، وهذا النظام عاجز عن الإصلاح ولا يعرف إلا الحل الأمني".
وأضاف: "النظام السوري هو نظام ستاليني بالمطلق ولا يمكن إصلاحه، وهو اختطف الدولة منذ 50 عاما مارس خلالها القمع وتهميش الحياة السياسية وحزب البعث لم يفز بأي انتخابات ديمقراطية في سوريا قبل انقلاب 1963، ومضى 11 عاما على استلام بشار الأسد دون أي إصلاحات".
من جهته قال الناشط السوري عمار قربي: "إن الذين سقطوا خلال الأحداث في سوريا بعد رفع قانون الطوارئ أكثر من الذين سقطوا خلال قانون الطوارئ"، وأضاف: هل الفنانة (المسيحية) مي سكاف من العصابات المسلحة حتى تعتقل، حتى الناشطة (الدرزية) أليسار فرج سلفية.. أبواق النظام يظنون أن هذه البلاد لهذا النظام، ورغم القتل على مدى 5 أشهر الناس لم تعد إلى بيوتها لأنها ذاقت الحرية، وحماة التي شهدت مجزرة اليوم بقيت شهرا كاملا هادئة وليس من المعقول أن تبقى أبواق النظام تردد نفس الكلام عن عصابات مسلحة فيما يعجز الإعلام الرسمي عن تقديم صورة لطفل يرمي حجرا، وما يحصل في سوريا شيء مرعب لم تفعله إسرائيل".
وردا على سؤال يتعلق بمصحلة أمريكا في أن تحكم جماعات سلفية سوريا ستكون بالضرورة عدوة لها، أجاب د. علي الحاج علي: "أمريكا ليس لها مبدأ وهي مستعدة للتحالف مع الشيطان بمعناه الاقتصادي والسياسي من أجل تحقيق مصالحها".
وأضاف في حديثه ل"بانوراما": "تلك المجموعات المسلحة التخريبية في البلاد، هي مدعومة من الغرب وتتلقى جميع أنواع الدعم، والشعب السوري أصبح يضيق ذرعا بهذه العصابات".
وأردف: "لو أردنا القضاء على هذه العصابات بأي ثمن لتم ذلك بساعات محدودة، ولكن لأهمية حياة الإنسان السوري تجري العمليات القتالية بشكل محدود، ونحن لسنا فرنسا وبريطانيا بل نحن شعب عربي مسلم نفرق بين الظالم والمظلوم وهذا دليل على سعة أفق النظام".
وعن أسباب الصمت العربي تجاه ما يحدث في سوريا، قال الكاتب الكويتي صالح السعيدي: "الدول المجاورة لسوريا مثل الأردن ولبنان لا تملك تأثيرا استراتيجيا في سوريا، وأكثر الدول المؤهلة لمساعدة الشعب السوري هي دول الخليج، بينما الحكومة العراقية وبعد أن كانت تردد على مدى 8 سنوات أن الإرهابيين والتفجيريين يأتون من سوريا أخذت موقفا داعما لنظام الأسد، وأنا أعتبر أن ذلك يأتي من منطلق طائفي وبدعم من إيران".
من جهته، أكد الناشط الحقوقي عمار قربي أن هناك حتمية لسقوط هذا النظام، وقال إن عمل المعارضة يكمن في الدعم وتقليل الكلفة على الشعب السوري، وتابع: "أعتقد أن دول الخليج تخشى التغلغل الإيراني وتخاف من (تشبيح) النظام السوري داخل تلك الدول ففي إحدى الدول الخليجية الصغيرة يوجد أكثر من 10 آلاف بلطجي تابعين لنظام الأسد قادرين على القيام بأعمال إرهابية".