فيما تصب الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبد العزيز" -يحفظه الله- إلى الشرقية في صالح القطاع الاقتصادي والاستثماري للمنطقة والمملكة معًا، يرى "الأمير سعود بن نايف" أمير الشرقية في الزيارة ردًّا شافيًا وكافيًا ووافيًا لكل من يشكك في حجم دعم الدولة لجهود التنمية في كافة مناطق المملكة العربية السعودية. ومن المقرر أن تشهد الزيارة، وهي الأولى لخادم الحرمين للشرقية كقائد لهذه البلاد، تدشين عدد من المشاريع التنموية المهمة في كل من الأحساء والجببل الصناعية ورأس الخير.
وسيضع خادم الحرمين حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية وافتتاح البعض الآخر منها، والتي ستكون -بحسب أمير الشرقية- مشاريع خير وبركه وذات مردود هائل للاقتصاد الوطني والخدمي، وفي كل مراحل الحياة. وتتنوع هذه المشاريع بين مشاريع إسكان، وأخرى في البنية التحتية، ومشاريع منشئية، ومشاريع بتروكيماوية، إلى جانب مشاريع طاقة.
وتعتبر زيارة خادم الحرمين الشريفين للشرقية علامة فارقة في تاريخ القطاع الاقتصادي للمنطقة، التي تتمتع بثقل اقتصادي محلي وإقليمي ودولي، باعتبارها مركزًا عالميًّا لإنتاج الطاقة، التي يتم تصديرها إلى دول العالم، غير مستبعدين أن تؤسس هذه الزيارة لإحداث طفرات اقتصادية غير تقليدية ستشهدها الشرقية في عدد من القطاعات التنموية والاستثمارية.
ورحب "الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز" أمير المنطقة الشرقية بزيارة خادم الحرمين الشريفين للشرقية، وقال: إنها تأتي لتفقُّد أحوال أبناء المنطقة وبناتها. وأضاف سموه: "يشرفني نيابة عن إخواني وأخواتي أهالي المنطقة الشرقية أن نرحب بسيدي خادم الحرمين الشريفين بزيارته الميمونة إلى منطقة الخير إحدى المناطق التي تحظى كباقي أخواتها بالمملكة بالرعاية والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين، وليس مستغربًا عليه أن يقوم -يحفظه الله- بهذه الزيارة، فهذه هي عادة ملوك المملكة العربية السعودية السابقين يرحمهم الله، فهم يقومون بزيارات لأرجاء البلاد، يتفقدون من خلالها أحوال أبنائهم وبناتهم، ويرعون شؤونهم ويحرصون على الوقوف عن كثب كل أمورهم في كل صغيرة وكبيرة".
وأضاف: "خادم الحرمين الشريفين ليس بعيدًا عنا حتى لو لم يكن بيننا، فهو يتابع وباستمرار كل ما يدور في كل مناطق المملكة، وهذا ما سار عليه إخوانه البررة ومؤسس هذه البلاد يرحمه الله".
ومن أبرز المشاريع التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين، إطلاق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" التابع لشركة أرامكو السعودية، وينتظر أن تنطلق برامج هذا المركز وفعالياته العام المقبل. وتهدي أرامكو السعودية هذا المركز لمجتمع وشباب المملكة، باعتباره صرحًا معرفيًّا وثقافيًّا فريدًا لتشجيع الإبداع والابتكار والتواصل مع مختلف الثقافات والحضارات وتعزيز جهود المملكة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، والتعاطي مع التقنيات الحديثة لدى الأجيال الجديدة. ويسعى المركز إلى تنمية مجتمع المعرفة، وتعزيز الاستثمار في ميل أفراد المجتمع الفطري إلى الاستطلاع والاستكشاف والتعلُّم، إلى جانب إيجاد فرص اقتصادية من خلال تطوير جيل من المفكّرين المبدعين والمبتكرين في المملكة، وتوفير فرص اقتصادية غير محدودة، تنتج عن الأفكار والإبداعات والابتكارات المتوقعة.
ومن المقرر أيضًا أن يرعى خادم الحرمين الشريفين عددًا من مشاريع إنتاج الزيت والغاز التي تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تهيئة المناخ لاستدامة التوسع والتنويع في اقتصاد المملكة وزيادة قدراتها، والتمكين لتأسيس قطاع طاقة وطني قوي ومنافس، وسوف تعزز أرامكو السعودية، من خلال هذه المشاريع، مكانتها لتصبح أكبر شركة متكاملة للطاقة والبتروكيميائيات في العالم.
ومن هذه المشاريع: حقل منيفة الذي تبلغ طاقة معامل إنتاج الزيت الخام فيه 900 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل، ومشروع معمل الغاز في واسط؛ حيث تمكنت أرامكو السعودية في هذا المشروع من زيادة طاقة معالجة الغاز في المملكة. وقد صمم هذا المعمل لمعالجة 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المصاحب، ويستطيع أن يُمِدَّ شبكة الغاز الرئيسة التابعة لأرامكو السعودية بما قدره 1.7 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع؛ الأمر الذي سيُسهم في نمو قطاعي البتروكيميائيات والتصنيع في المملكة. ومن تلك المشاريع أيضًا: مشروع توسعة حقل خريص وزيادة إنتاجه، فقد ساعد اكتمال هذا المشروع على زيادة طاقة إنتاج النفط الخام في أرامكو السعودية إلى 12 مليون برميل يوميًّا، ليحافظ على مكانة المملكة باعتبارها من أكبر موردي النفط والغاز في العالم وأكثرهم موثوقية. ومن المشاريع أيضًا: توسعة حقل الشيبة، الذي يقع في صحراء الربع الخالي على بعد مئات الكيلومترات من أقرب منطقة مأهولة بالسكان. وبناء على هذه التوسعة، ستزيد طاقة الحقل الإنتاجية بمقدار 250 ألف برميل يوميًّا، ليصل إلى مليون برميل يوميًّا؛ أي ضعف الطاقة الإنتاجية الأولية للحقل عندما بدأ أعماله التشغيلية في عام 1998م. وستشمل الزيارة أيضًا تدشين عدد من المشاريع في الجبيل الصناعية. ومنذ اللحظة الأولى لتأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع بدأ العمل لتحويل الجبيل وينبع من مدينتين اشتهرتا بالأرض السبخة إلى منارتين صناعيتين، فتم رفع مستوى سطح الأرض بمقدار مترين ونصف المتر ليكون موقع المدينتين مرتفعًا بالقدر الذي يحمي المنشآت والمنافع والأشجار من ملوحة المياه الجوفية. ولما اكتمل الردم واستوت أرض المدينتين، تم التخطيط للبنى التحتية وفق أرقى المواصفات العالمية للمدن الصناعية.