بدأت الحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018 عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 ملياردولار أمريكي علي السلع الصينية، بهدف إجباره علي إجراء تغيرات علي ما تقول الولاياتالمتحدة أنها الممارسات التجارية. تأثير الرسوم الجمركية الجديدة أفاد تقرير منظمة التجارة العالمية أن سلسلة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، والتي ردت عليها دول أخرى، تعني أن آفاق التجارة العالمية قد تدهورت بشكل حاد. وتتوقع المنظمة أن ينكمش إجمالي التجارة العالمية بنسبة 0.2%، مقارنةً بتوقعات نمو بنسبة 2.7% بدون رسوم جمركية. ويرتبط الاقتصاد العالمي، ارتباطًا وثيقًا بتجارة السلع والخدمات بين الدول، وعادةً ما يعني انكماش الاقتصاد قلة الوظائف وانخفاض الأجور، وصعوبات مالية للمواطنين، وقرارات صعبة بشأن الإنفاق من جانب الشركات والحكومات. وأعلنت منظمة التجارة العالمية أنها تتوقع نمو الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 2.2% هذا العام. وستكون هذه الزيادة أقل بمقدار 0.6 نقطة مئوية عن المعدل الذي تتوقعه المنظمة في حالة عدم فرض رسوم جمركية إضافية. في أمريكا الشمالية، من المتوقع أن يكون الناتج الاقتصادي أقل بمقدار 1.6 نقطة مئوية عما كان عليه في حالة عدم فرض رسوم جمركية إضافية، ومن المتوقع أن تشهد معظم المناطق انخفاضًا في الصادرات إلى الولاياتالمتحدة مع أكبر انخفاض للصين 77%. وقد ترتفع صادرات السلع الصينية بنسبة تتراوح بين 4% و9% في جميع المناطق خارج أمريكا الشمالية مع إعادة توجيه التجارة حسب التقديرات. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تنخفض واردات الولاياتالمتحدة من الصين بشكل حاد في قطاعات مثل المنسوجات والملابس والمعدات الكهربائية، مما يُتيح فرصًا تصديرية جديدة لموردين آخرين قادرين على سدّ الفجوة. وقد يفتح هذا الباب أمام بعض الدول الأقل نموًا لزيادة صادراتها إلى السوق الأمريكية. انخفاض وجود الصين في السوق الأمريكية من المتوقع أن تستحوذ آسيا باستثناء الصين وخاصة البلدان الأقل نموًا على بعض حصة السوق المفقودة للصين التي تواجه رسومًا جمركية أعلى، وبالتالي، فإن انخفاض وجود الصين في السوق الأمريكية يولد فرصًا تصديرية إضافية لبعض الاقتصادات الأخرى، يحدث هذا على وجه الخصوص في القطاعات التي تتمتع فيها الصين حاليًا بحصة سوقية كبيرة في الولاياتالمتحدة، مثل المنسوجات وأجزاء المعدات الإلكترونية. فرض رسوم جمركية ضخمة بين دولتين الحرب التجارية المتصاعدة بين الصينوالولاياتالمتحدة لا تُظهر أي بوادر للتهدئة، وذلك بعد تبادل فرض رسوم جمركية ضخمة بين أكبر اقتصادين في العالم هذا الأسبوع. فقد رفعت بكين الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125%، بعد يوم واحد فقط من إعلان البيت الأبيض أن الواردات الصينية ستخضع لرسوم لا تقل عن 145%. ولا أحد يعرف إلى أين يمكن أن تصل الأمور من هنا. اقرأ أيضا : الصين والبرلمان الأوروبي يرفعان القيود على التبادلات التشريعية بينهما تاثير الحرب التجارية على البلدان الأخرى الولاياتالمتحدةوالصين تُشكلان معًا حصةً كبيرةً من الاقتصاد العالمي، تُقدّر ب 43 في المئة هذا العام، وفقاً لصندوق النقد الدولي. إذا انخرطت الدولتان في حربٍ تجاريةٍ شاملةٍ تُبطئ نموهما، أو حتى تدفعهما إلى الركود، فمن المُرجّح أن يُلحق ذلك الضرر باقتصادات الدول الأخرى من خلال تباطؤ النمو العالمي. ويُرجّح أن يُعاني الاستثمار العالمي، وهناك عواقب محتملة أخرى، وتُعَدُّ الصين أكبر دولة صناعية في العالم، وتنتج أكثر بكثير مما يستهلكه سكانها، وتُحقق بالفعل فائضاً في السلع يقارب تريليون دولار، وما يعني أنها تُصدر سلعاً إلى بقية العالم أكثر مما تستورد. وكثيرًا ما تُنتَج هذه السلع بأسعار أقل من التكلفة الحقيقية، بفضل الدعم المحلي والمالي الحكومي، كالقروض الميسرة، للشركات الحاصلة على امتيازات حكومية، ويُوجد خطر يتمثل في أنه إذا تعذّر دخول هذه المنتجات إلى الولاياتالمتحدة، فقد تلجأ الشركات الصينية إلى إغراق الأسواق الخارجية بها. وقد يكون هذا مفيدًا لبعض المستهلكين، إلا أنه قد يقوض المنتجين داخل البُلدان التي تتعرض فيها الوظائف والأجور للتهديد، وستظهر الآثار غير المباشرة للحرب التجارية الشاملة بين الصينوالولاياتالمتحدة على مستوى العالم، ويرى معظم الاقتصاديين أن التأثير سيكون سلبياً للغاية.