تعهد وزير الدفاع الفرنسي يوم السبت بمواصلة القصف الجوي لقوات معمر القذافي في ليبيا في الوقت الذي تستعد فيه باريس لسحب حاملة الطائرات الوحيدة المشاركة في الحملة العسكرية من اجل الصيانة. وقال وزير الدفاع جيرار لونجيه ان فرنسا ستنقل طائراتها المقاتلة طراز رافال الى قاعدة حلف شمال الاطلسي في صقلية من حاملة طائراتها في كورسيكا مما سيجعلها على مسافة أقرب للوصول الى طرابلس.
وقالت فرنسا في يونيو حزيران انها ستسحب حاملة طائراتها شارل ديجول الموجودة في البحر منذ 18 شهرا لاجراء صيانة لها في الخريف.
وقال لونجيه لصحيفة جورنال دي ديمانش في تصريحات تنشرها الصحيفة في عددها الذي يصدر يوم الاحد "نحن نظهر قدرتنا على الاحتمال... نبلغ القذافي أننا لن نكف عن ضغوطنا ونقول لمعارضيه اننا لن نتخلى عنهم."
وقال لونجيه ان الضغوط العسكرية ينبغي ألا تعوق الدبلوماسية وانه لا مستقبل لليبيا مع القذافي. ولم يحدد لونجيه اطارا زمنيا للصراع.
وقال "لدينا اولويتان .. تنظيم استمرارية العملية الجوية والاقتصاد في الموارد المستخدمة."
وارسال طائرات رافال متعددة المهام الى قاعدة حلف الاطلسي في سيجونيلا بصقلية سيجعل الوصول اقرب الى ليبيا حيث ستكون على مسافة 500 كيلومتر من طرابلس بدلا من 1000 كيلومتر من كورسيكا.
وتتمركز نحو 20 طائرة منها طائرات رافال وهوك ايز وطائرات هليكوبتر هجومية على متن حاملة الطائرات شارل ديجول منذ وصولها من فرنسا في اواخر مارس اذار.
ولم يذكر لونجيه اي خطط لزيادة او تقليص عدد الطائرات الفرنسية المستخدمة في الصراع والتي من المعتقد انها تبلغ نحو 30 طائرة. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية ان فرنسا نفذت حوالي 190 طلعة الاسبوع الماضي.
وقال لونجيه "لا يجب في اي لحظة ان تمنع الضغوط العسكرية جهودنا الدبلوماسية وساساتنا عن التوصل الى حل سياسي."
واستطرد قائلا "اذا كان لدى القذافي أدنى شعور بأن الوقت في صالحه فانه سيلعب بهذه الورقة. الوقت في صالحنا لا يجب ان نكون رهينة لاطار زمني أو لقيود فنية."
"لا مستقبل لليبيا مع القذافي."
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال لونجيه ان المعارضة الليبية يجب ان تبدأ مفاوضات مباشرة مع معسكر القذافي. وعكست تصريحاته قلق فرنسا المتزايد من الحملة المطولة لكنها دفعت البعض للتساؤل عما اذا كان هناك تحول في السياسة.
وقادت فرنسا التدخل العسكري الغربي في ليبيا في مارس اذار بموجب تفويض من الاممالمتحدة لحماية المدنيين وانفقت أكثر من 160 مليون يورو (228 مليون دولار) على عملياتها حتى الان.
ووافق اعضاء البرلمان مؤخرا على تمديد التمويل للتدخل العسكري بعد ان قال رئيس الوزراء فرانسوا فيون ان حلا سياسيا للازمة بدأت تتضح معالمه. (رويترز)