بدأت الدبلوماسية الأردنية مؤخراً بتعزيز علاقاتها مع دول الخليج العربي، في ظل بروز مخاطر إقليمية تحيق بدول التحالف العربي التي تمثل العمق العربي الاستراتيجي الآمن للأردن حالياً. وكثف الأردن مؤخراً من زيارات مسؤوليه على المستوى الرفيع إلى دول الخليج، في تغيير واضح في استراتيجيته الدبلوماسية التي كانت سابقاً تستند إلى علاقات الأخوة التي تربط الملك عبد الله الثاني بقادة دول الخليج الشقيقه، وعلى زيارات وزراء الخارجية أو مسؤولي ملفات، مثل نائب رئيس الوزراء الأسبق، باسم عوض الله. وهو ما أرجعه مسؤول حكومي ل24 بأهمية الظرف الذي تمر فيه المنطقة العربية، والذي يتطلب تنسيقاً على مستوى عال بين الأردن والدول الخليجية التي ترتبط بها الأردن بعلاقات وروابط متينة. وشهدت عاصمتين خليجيتين مؤخراً، وهما الرياضوالكويت زيارتين لمسؤولين أردنيين رفيعين من وزن رئيس الوزراء الدكتور، هاني الملقي، ورئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، إضافة إلى مسؤولين عسكريين. يأتي هذا بالرغم من أن الحكومة الأردنية لديها وزيرين للخارجية، أحدهما وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، والآخر، وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور بشر الخصاونة. وأشارت المصادر إلى أن "معركة الموصل وتخوفات حدوث حالات لجوء أو عمليات انتقام طائفية من قبل الحشد الشيعي في العراق، كما حصل في محافظة الأنبار سابقاً، كان لها دور كبير في هذا التنسيق والتحركات المشتركة". وتؤكد تصريحات ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، عقب انتهاء مجلس التنسيق السعودي الأردني المشترك من اجتماعه الأول الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأربعاء، العلاقة الاستراتيجية المتزايدة بين الأردن ودول الخليج، عندما قال الأمير محمد بن سلمان إن "الأردن درع قوي للسعودية ولدول الخليج والعالم العربي في منطقة صعبة جداً، ونحن نحرص قوة الأردن وأمنه واستقراره". وأكد الأمير محمد بن سلمان أن "الأردن بلد شقيق وهام بالنسبة لنا ليس بصفته جاراً فقط، فما بيننا الكثير من الروابط، فضلاً عن أن كلا البلدين يواجهان مخاطر وتحديات جيوسياسية". وقال إن "قيادتي البلدين والشعبين الأردني والسعودي لديهم يقين بأن العلاقة السعودية الأردنية علاقة متميزة وقوية جداً، ولكن الفرص التي أمامنا كبيرة جداً يجب أن نستغلها في كل المجالات وخصوصاً في المجال الاقتصادي والتنموي". وكان الأردن رحب بعملية الموصل، معتبراً أن تحرير الموصل وطرد داعش منها سيكون أمراً حاسماً في دحر العصابة، غير أنه أعرب عن أمله في أن تكون العملية بأقل أثر على المدنيين في الموصل . كما تأتي زيارة رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، إلى الكويت قبل أيام دليلاً على العلاقات القوية المتزايدة مع دول الخليج، حيث سلم الفايز رسالة خطية من الملك إلى أمير الكويت أعرب عن اعتزاز الأردن بالمستوى الذي بلغته العلاقات مع الكويت، التي قال إنها "نموذج في العمل العربي المشترك، وهو يدرك أهمية الخليج بالنسبة للأردن باعتبارها عمق استراتيجي لا يمكن التراخي في الحفاظ عليه خصوصاً أن الأردن يعاني من الناحية الإستراتيجية نتيجة الأوضاع في العراق وسوريا و مصر".