أسدل الستار على فاعليات الدورة ال 32 من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط، التى شهدت العديد من الأزمات منذ إقامة حفل الافتتاح وواجهت إدارة المهرجان السقطات تلو الأخرى، وتمثلت البداية فى غياب نسخ الأفلام، وتغير مواعيد عروضها، وإلغاء الندوات وتأجيلها، واستحداث ندوات ليست ضمن برامج المهرجان، وغياب رئيس لجنة التحكيم الرسمية المخرج الأفغانى عتيق رحيمى، الذى تصر إدارة المهرجان على تجنيسه بالجنسية الفرنسية. بالإضافة إلى العشوائية التى شهدها حفلا الافتتاح والختام وبعدما كان مقرراً إقامة حفل الختام فى الثامنة مساء، إلا أنه بدأ بالفعل فى الساعة العاشرة، لأن محافظ الإسكندرية والأمير أباظة رئيس المهرجان كانا يحضران حفل اليوم الوطنى السعودى، الذى عقد بالقنصلية السعودية بالإسكندرية فى نفس توقيت حفل الختام، فضلا عن غياب الجوائز ودروع التكريم التى ظل يبحث عنها الجميع لحظة تسليمها ما أدى إلى انتظار أصحاب الجوائز والتكريمات على المسرح حتى تأتى إليهم، وهو الأمر، الذى جعل الفنانة بشرى مقدمة الحفل تتهكم على ما يحدث بشكل مباشر. ولم تقف مشكلات هذه الدورة عند حفلى الافتتاح والختام، بل امتدت إلى أمور كثيرة لأنها الدورة الوحيدة التى كانت بلا جمهور، بعد اتخاذ الأمير أباظة رئيس المهرجان قراراً بمنع دخول الجمهور إلا من حاملى كارنيهات المهرجان، وحتى حاملو الكارنيهات عندما قرروا حضور الأعمال الفنية التى تعرض فى هذه الدورة، فوجئوا بعدم وصول نسخ الأفلام لأماكن العرض، وإلغاء عروض عدد كبير من الأفلام. وأعلن برنامج المهرجان عن عدد من الأسماء سيتم تكريمها خلال فاعليات الدورة ولم يتم تكريمها، من هذه الأسماء مدير التصوير سمير فرج، والمخرج المغربى حكيم بالعباس، والمخرج الجزائرى مرزاق علوش، والمخرج السورى عبداللطيف عبدالحميد، واللافت فى ذلك أن إدارة المهرجان لم تبد أسباباً من إلغاء هذه التكريمات، ولم تتحدث عنها. ومن الأمور التى لفتت الأنظار أيضا، انسحاب المخرج عتيق رحيمى رئيس لجنة التحكيم الدولية من المهرجان فى اليوم الثانى له، والفنان عزت العلايلى فى اليوم الرابع، وبعد أن كان مقرراً إقامة ندوة له فى مركز الإبداع، وذهب للندوة ولم يجد من الحاضرين سوى 5 أفراد فقط، وهو الأمر الذى جعله ينسحب منها، وأعلنت إدارة المهرجان أنها ستقيم الندوة فى مساء نفس اليوم فى مقر المهرجان، وبعد ذلك تم تأجيلها لظهر اليوم التالى، وهو الأمر الذى جعل الفنان عزت العلايلى يقرر مغادرة المهرجان بشكل نهائى، والسفر إلى القاهرة، وأيضاً فى ندوة تكريم الفنان يوسف شعبان كان من المفترض أن يعرض له فيلم عن التكريم، إلا أن هذا لم يحدث، وتم الاعتذار حينها عن عدم عرض الفيلم لعدم وصول نسخته، كما أقيمت ندوة تكريم للفنانة بوسى، إلا أن كل من فى المهرجان لم يعلم بها لأنها لم تدرج فى برنامج المهرجان ولم يعلن عنها أثناء الدورة. ومن السلبيات أيضا أن هناك أعضاء لجان تحكيم كان لهم أفلام منافسة فى الدورة، وهما كل من المخرج السورى باسل الخطيب والفنانة السورية ميسون أبو أسعد، اللذين كانا ينافسان بفيلم «سوريون»، وحاز عنه الخطيب على جائزة الإخراج، رغم أنهما يشاركان كأعضاء لجنة تحكيم وهذا الأمر ممنوع فى جميع المهرجانات الدولية.