بعد توقف دام أكثر من خمس سنوات، انطلقت مساء أمس فاعليات مهرجان المسرح التجريبي والمعاصر ال23، بحضور وزير الثقافة حلمى النمنم، وعدد من الفنانين والمسرحيين. رئيس المهرجان د. سامح مهران ألقى كلمته التي أكد فيها أن المهرجان هذه الدورة ليس منعزلا عن الدورات السابقة، كما أضاف أن إصرار المسرحيين وتمسكهم بالمهرجان هو سبب عودته للحياة مرة أخرى، حيث جاء استئناف المهرجان عندما أجتمع المسرحيون في مؤتمرهم القومي وأصروا علي العودة، التي توازن بين الاتصال والانفصال، اتصال مع ما سبق فللمهرجان تاريخ لا يجب ولا يصح التغاضي عنه ، وله سمعه دولية اكتسبها علي مدار اثنتي وعشرين دورة ، أصدر فيها ما يزيد عن ستمائه كتاب أثرت المكتبتين المصرية والعربية واحدثت ثورة معرفية في كافة علوم المسرح ، و أوجدت مبدعين من ذوي الحساسية المغايرة ، وكذلك حركة نقدية متجددة في دماها ، متسلحة بمنهجية رصينة وصارمة .
وأضاف:" أما الانفصال فيأتي عبر إضافة كلمة معاصر إلي مسمي المهرجان وهي إضافة تسعي إلي الانفتاح علي مسارح مختلفة في توجهاتها من ناحية ، ومن ناحية أخري تأمل في اجتذاب شرائح جماهيرية تتجاوب مع ذلك الاختلاف، قائلا "اليوم نعود كمؤسسة ، حيث أصبح للمهرجان مجلس إدارة ، وميزانية مدرجة في الموازنة العامة لوزارة الثقافة ، كما أن إدارة المهرجان أسندت إلي سيدتين في سابقة هي الأولي من نوعها ، بما يؤكد مكانة المرأة المصرية وقدرتها الإدارية والإبداعية، اليوم نعود منفتحين علي كل المهرجانات خاصة العربية منها، حريصين علي التكامل والتفاعل معها بما يعود بالنفع علينا جميعاً، نعود بأمل دمقرطة الثقافة العربية ، باعتبارها الجسر الذي يوحدنا ويقف سداً منيعاً أمام ثقافة الموت وموجات الارهاب التي باتت تعصف بعقول واجساد قطاعات ليست بالهينة من مجتمعاتنا العربية".
وأكد فى نهاية كلمته الى انه لابد في هذه المناسبة من توجيه شكر واجب للآباء المؤسسين لهذا المهرجان، وهي قائمة طويلة تضم في مقدمتها الأستاذ الدكتور فوزى فهمي ، الكاتب المسرحي محمد سلماوي، المخرج الكبير فهمي الخولي ، والأستاذ الدكتور حمدي الجابري.
وقال وزير الثقافة فى كلمته :"اليوم أهنئاكم يا عشاق المسرح، لقد مر علينا خمس سنوات عجاف، واليوم نعود للحياة من جديد بانطلاق فعاليات الدورة ال23 ، كما أضاف أن المسرح التجريبي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى هو التغيير، وهذا ما نحتاجه في مجتمعاتنا العربية، فالمسرح هو الحرية و الحوار وحب الحياة".
وأكد أننا نستطيع به أن نحارب أعداء الحياة ، لأننا شعوب تحب الحياة وترفض ثقافة الموت، فالمسرح عنوان الحياة.
وأعقب ذلك تكريم 6 شخصيات من الرموز المسرحية وهم من كينيا مومبى كايجوا، من الصين المخرج لو آنج، ومن الامارات محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح، والأمريكية تورانج يجيازاريان، من نيجيريا فيمى أوسوفيسان، من مصر الفنان الكبير جميل راتب، الذي أشعل المسرح لمدة 15 دقيقة من التصفيق الحاد الذي عبر عن حب الجماهير واحترامهم لمشواره الفني الطويل، كما أصر على توجيه كلمه قال فيها "أتقدم بالشكر لوزير الثقافة ود.سامح مهران لهذا التكريم الذي يعد فخر وشرف بالنسبة لي ، ولابد من ذكر بعض الشخصيات التي مثلت محطات مهمة في مشواري الفني ، فلا انسي دور سيدة المسرح سميحة أيوب المدير السابق للمسرح القومى التى قدمتى لأول مرة كمخرج بنص للراحل سعد الدين وهبة ، والدكتورة هدى وصفى التى فتحت لي أبواب مسرح الهناجر، ومحمد صبحى وكرم مطاوع وعلى بن عياد من تونس الذين دعموا استمراري في الاخراج المسرحى بثقة اكبر فى مصر وفرنسا، وختامًا أحب أن أوجه رسالتي للشباب المسرحين أبدعو واجتهدوا فانتم مستقبل المسرح والوجه المشرقة له، وأعقب ذلك العرض المسرحي "عاصفة رعدية " من الصين يتناول العرض المسرحي الأثر المدمر للعادات الاجتماعية ذات الطابع الطبقي على المجتمع الصيني من خلال أسرة "زو" التي تتعرض للتفكك وجنون أفرادها، بعد سلسلة من وقائع القهر الطبقي والقهر ضد النساء.