دقائق معدودة عاشتها الفنانة التونسية الراحلة ذكرى، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة محاولة الخلاص من آلام إطلاق الرصاص عليها بلا رحمة، ليكون هذا المشهد هو النهاية المؤلمة لمشوار فني كبير، قدمت خلاله أجمل الأغنيات في عدد كبير من الدول العربية، بصوتها العذب الذي ميزها عن جميع مطربات جيلها، فهي تعد واحدة من أبرز المطربات في مصر والوطن العربي، واشتهرت في مصر خلال فترة التسعينيات. "كيف قُتلت "ذكرى" عام 2003؟!"، السؤال الذي حيّر الكثير من جمهور الفنانة ذكرى، التي وافتها المنية عام 2003، عن عمر يناهز ال 37 عام، حيث وُجدت مقتولة في منزلها بالزمالك، مع زوجها أيمن السويدي، ومدير أعماله عمرو الخولي، وزوجته خديجة صلاح الدين، وأحاط الغموض بالحادث لفترة طويلة، قبل أن تعلن السلطات المصرية أن "السويدي" قام بقتل زوجته ومدير أعماله وزوجته، ثم قتل نفسه تحت تأثير الخمر. وربما كانت التحقيقات التي أجرتها الشرطة المصرية، حول حادث قتل "ذكرى" غير كافية لإقناع جمهورها، فترددت الأقاويل وكثرت السيناريوهات التي رددها البعض عن المتورطين في قتلها، ورأى البعض أن الحادث له علاقة بأحد رجال السياسة في مصر، فيما رأى آخرون أن الحادث له علاقة برجل دين معروف، وحتى الأن لا يوجد تأكيد واضح على أحد الإحتمالات التي يكمن بها الحقيقة وراء مقتل ذكرى.
ومع حلول ذكرى ميلادها، اليوم الجمعة، الموافق 16 من سبتمبر، يرصد "الفجر الفني" أسماء 4 رجال ترددت الأقاويل حول تورطهم في قتل الفنانة التونسية ذكرى، وهم: أيمن السويدي الاسم الأبرز والمتورط الأول في قتل زوجته الفنانة ذكرى، ثم الانتحار تحت تأثير المخدر، وهو ما أعلنته السلطات المصرية عن الحادث، وكشفت التحريات وشهادة الخادمة بمنزل الزوجية، أن الغيرة والشك كانا الدافع وراء تهور "السويدي" ليعلن النهاية، التي أودت بحياة زوجته "ذكرى" التي أطلق النار عليها بطريقة عشوائية، فأصابها ب 21 طلقة في مناطق متفرقة في جسدها، ومدير أعماله وزوجته، في مشهد مأسوي انتهى برصاصة واحدة أطلقها في فمه، ليقع قتيلا بجانب الجثث الثلاث. وكشفت شهادة الشهود عن تفاصيل الموقف الأخير الذي جمع ذكرى بزوجها، رجل الأعمال أيمن السويدي، الذي تزوجت منه عرفيا في 23 أغسطس عام 2003، ثم بعقد زواج رسمي بعد حكم قضائي صدر بناء على طلب "السويدي"، ولكن أفسدت الغيرة حياتهما السعيدة، وكان شكه الأكبر يدور حول صديقه ومدير أعماله عمرو الخولي، وفي الليلة الأخيرة طلب "السويدي" من زوجته ذكرى ترك عملها والتفرغ له، فردت عليه بحدة بأنه تزوجها وهو يعرف أنها فنانة، فاحتد النقاش بينهما وبدأ "السويدي" في التلميح حول شكه في سلوكها، ثم أصابته الهيسترية فقام بإطلاق الرصاص على الجميع ثم انتحر. جمال مبارك اسم آخر دارت حوله الشكوك بتورطه في قتل ذكرى وزوجها، ومدير أعماله وزوجته، وأشارت أصابع الاتهام ل "جمال مبارك" نجل الرئيس السابق محمد حسني مبارك، عقب اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011، والتي أسقطت نظام "مبارك" وقدمته للمحاكمة هو ونجليه وبعض رجاله، كما أن الثورة كانت السبب وراء خروج عائلة "ذكرى" عن صمتها، كاشفين للمرة الأولى عن تورط جمال مبارك في قتلها، ودارت أقاويل أخرى عن ضغط "جمال مبارك" على "السويدي" ليقتل زوجته ذكرى ثم يقتل نفسه إخفاءً للجريمة. وفي بيان أطلقه "توفيق وسيدة محمد الدالي" شقيقا ذكرى، كشفا خلاله عن تورط النظامين المصري والتونسي في مقتل شقيقتهما، متهمين جمال مبارك بأنه كان ضلع أساسي في مقتلها، مؤكدين أن أيمن السويدي، زوج ذكرى، لم يرتكب الجريمة بوجود أدلة على أنه لم يكن مخمورا وقت الحادث، فضلا عن اختلاف تقرير الطب الشرعي عن موقع الحادث، ومما جاء وفقا للطب الشرعي، أن "السويدي" قُتل بثلاث طلقات نارية، أطلقت عليه من شخص مجهول، وليس بطلقة واحدة أطلقها في فمه. الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترددت الأقاويل حول تورط المخابرات السعودية في قتل الفنانة ذكرى، على خلفية أغنيتها التي أطلق عليها بعد ذلك اسم "الأغنية التي قتلت ذكرى"، وهي الأغنية التي أغضبت عبدالله بن عبدالعزيز، ملك السعودية وقتها، فأشارت أصابع الإتهام حول تورطه في قتل ذكرى، انتقاما منها بعد انتقادها لأنظمة الحكم في الدول العربية، خاصة النظام الملكي في السعودية. وكانت عدة دلائل حول وجود جهة أخرى مسئولة عن حادث قتل ذكرى وزوجها، واثنين آخرين، وهي إثبات استخدام رشاش آلي في قتلهم، وهو سلاح لا يستخدم إلا بواسطة الجيوش النظامية، فضلا عن نقدها اللاذع للملك السعودي والأسرة الحاكمة، وقيل أن ذكرى، غنت تلك الأغنية نكاية فى أل سعود الذين منعوها من أداء فريضة الحج فى سنة من السنوات بناءً على تعليمات من إحدى الأميرات السعوديات بسبب شك تلك الأميرة فى وجود علاقة تربط بين زوجها وبين ذكرى. القاضي إبراهيم الخضيري ترددت الأقاويل أيضا حول تسبب فتوى بإهدار دم "ذكرى" من الشيخ الدكتور إبراهيم الخضير، القاضي بالمحكمة الكبرى فى الرياض، في قتلها، وذلك بعد انتشار تصريحات شبهت فيها معاناتها فى الفن بمعاناة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مما اعتبره كفرا يوجب حد الردة، فأمر "الخضيري" بإقامة الحد الشرعي بتنفيذ عقوبة القتل عليها. وبالرغم من إصرار ذكرى، على نفي هذه التصريحات، قائلة: "هل أنا مجنونة لأقول هذا الكلام؟"، وتأكيد مفتي الجمهورية على برائتها، باعتبارها نفت ذلك أو لم تقوله بنية سيئة، لكن ظلت الواقعة عالقة بأذهان جمهورها، الذي تذكرها ورأى بعضهم أنها السبب وراء حادث مقتلها الغامض.