انخفاض سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4610 جنيهاً    تشكيل الزمالك المتوقع ضد البنك الأهلي اليوم في الدوري    مواعيد مباريات اليوم الإثنين: الزمالك والبنك الأهلي.. ميلان الإيطالي    إصابة سائق بطلق ناري في مشاجرة بسبب خلافات مالية بسوهاج    انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بالهاون    بكام الشعير والأبيض؟.. أسعار الأرز اليوم الإثنين 5 مايو 2025 في أسواق الشرقية    ترامب: سنفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة في الخارج    هل يشارك زيزو مع الزمالك في مواجهة البنك الأهلي الليلة؟    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروع السكني "ديارنا" المطروح للحجز حاليا بمدينة بني سويف الجديدة    أوهمها بحبه وحملت منه فطعنها 7 طنعات.. كشف غموض مقتل فتاة في الفيوم    العظمى في القاهرة 28 درجة.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم الاثنين 5 مايو 2025    لاعب الأهلى حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه فى الهرم    عدد حلقات مسلسل أمي، تعرف على التفاصيل    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    «يا خلي القلب» و«أيظن».. الأوبرا تحيي ذكرى رحيل عبد الوهاب على المسرح الكبير    الدولار ب50.68 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 5-5-2025    هل عملية إسرائيل الموسعة في غزة مرهونة بجولة ترامب في الشرق الأوسط؟    رويترز: ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومى    لا أستبعد الخيار العسكري.. ماذا قال ترامب عن ضم جزيرة جرينلاند؟    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    15 شهيدا و10 مصابين إثر استهداف إسرائيلى لثلاث شقق سكنية غربى مدينة غزة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    رئيس محلية النواب يستنكر فكرة تعويض المستأجرين بمساكن بديلة    التحريات تكشف ملابسات وفاة شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    بعد تعرضه لوعكة مفاجئة.. تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبدالمنعم    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    المعارضة الإسرائيلية: جماعات تشجع اليهود المتدينين على التهرب من الخدمة العسكرية    ردا على نتنياهو، الحوثيون: إخطار منظمة الطيران واتحاد النقل الجوي بقرار الحظر الجوي على إسرائيل    أول تعليق رسمي من جامعة الزقازيق بشأن وفاة الطالبة روان ناصر    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    محمود ناجى حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلى فى الدورى    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    أمين الفتوى يوضح حكم الميت الذي كان يتعمد منع الزكاة وهل يجب على الورثة إخراجها    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    جودي.. اسم مؤقت لطفلة تبحث عن أسرتها في العاشر من رمضان    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    فرع محو الأمية بالإسماعيلية يفتتح دورة لغة الإشارة بالتنسيق مع جامعة القناة    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    مجلس جامعة الأزهر يوجّه توصيات مهمة بشأن الامتحانات    البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا    جامعة القاهرة تصدر تقريرها الرابع للاستدامة حول جهودها في المجال الأكاديمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عكاشة.. حكاية وطن
نشر في الفجر يوم 19 - 08 - 2016

■ أقنعت المشير طنطاوى حين كان وزيراً للحربية بحذف كلمة «أسباب عقلية» من قاموس الإعفاء العسكرى
■ سأله الإسرائيليون: هل ستزور تل أبيب.. فرد: بصفتى طبيباً مصرياً لا
■ عبدالناصر قال لشقيقى ثروت عكاشة: روح لأخوك وخليه يقطع بعثته ويرجع مصر.. والسبب كان وشاية مخابراتية.. ولما علم الحقيقة «ضحك»
عبرت الحكايات الزمن، بقى منها ما يستحق البقاء، وانزوى أغلبها فى غياهب النسيان، بقيت حكايات أشخاص لهم إسهامات ونجاحات ومواقف مهمة فى مجالاتهم المختلفة، لتجتمع وتتحد وتتشابك تفاصيلها جميعا لتصبح فى النهاية، حكاية واحدة.. "حكاية وطن".
"حكاية وطن" لم يكن مجرد اسم لبرنامج يقدمه الكاتب الصحفى عادل حمودة، فى حلقات لا تزيد مدة الحلقة الواحدة فيها على ستين دقيقة، بينما كان البرنامج منذ البداية، تأريخا وتوثيقا لمعلومات حقيقية تبقى للزمن "شهادة"، وللتاريخ وثيقة "مصورة".
وفى الحلقات الأخيرة، نجح البرنامج فى فض الشمع الأحمر عن أسرار وخبايا رجل، طالما عرف أسرار مرضاه وخبايا أمراضهم النفسية، ليقدم لنا فى النهاية نموذجا مصريا يفخر به العالم، فضل أن يقدم علمه لوطنه، رغم فرص النجاح فى الخارج، لم يقل مثل كثيرين إن المناخ طارد، وأن الواقع يحارب مستقبل العلم.
وتم عرض الحلقة كاملة فى جزءين بواقع 120 دقيقة استغرقت أسابيع من العمل الشاق لفريق عمل البرنامج، بحثا واستقصاء وتسجيلا ومونتاجا.. ليقدم لنا حكاية تستحق أن تبقى من حكايات الوطن.. حكاية الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى وأشهر خبراء التشريح السلوكى للمجتمع المصرى، ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسى.
1- بيت العائلة
كان الدكتور أحمد عكاشة محظوظا، كأغلب جيله، إذ نشأ فى أسرة مترابطة لم تفرقها مواقع التواصل الاجتماعى: "والدتى كانت من عائلة أغلبها من رجال السياسة، أولاد خالتها على وأحمد ماهر، بخلاف آخرين عملوا بالسياسة، وكانت تحب القراءة، فكنا نؤجر ثلاثة كتب أسبوعيا من المكتبة، ثم أعيدهم مرة أخرى، أما والدى فكان لواء، منضبطا فى عمله وحياته، وشقيقى ثروت عكاشة، كان فارق العمر بيننا يتيح له أن يطلب من والدى أن يسلمنى له ليربينى بطريقته، وساعده على ذلك زواجه فى نفس المسكن، إذ كنا نعيش فى منزل بالعباسية، كان جدى يعيش بالدور الأول، وأسرتنا فى الطابق الثانى، بينما كانت عائلة الفريق عبدالمنعم رياض وشقيقه محمود رياض تقيم فى الطابق الثالث".
بدأ ثروت عكاشة أن يكون مسئولا عن تربية الدكتور أحمد عكاشة، وكان يراه مدللا، لذا أراد أن يجعله رجلا من خلال أسلوب تربيته وفوجئ أحمد عكاشة بشقيقه "كنا فى عز الشتاء، ووجدته يوقظنى الساعة الخامسة صباحا، وقالى لازم تاخد دش ساقع دلوقتى، وكرر نفس الفعلة فى اليوم التالى، فذهبت باكيا لوالدنا، فقال له متاخدش أحمد تانى.. ده تبعى أنا مش تبعك إنت.
نشأ الدكتور أحمد عكاشة على حب الموسيقى وتذوق الفن، وبعد سنوات كان ثروت عكاشة ملحقا عسكريا فى باريس، وكان معه شقيقه أحمد، وكان الأول يترك الأخير فى متحف اللوفر، ويسأله عن كل القاعات فى المساء، وكانت مكافأته فسحة فى باريس مع سائق شقيقه، وتقدر الفسحة بقدر استجابته وفهمه وقدرته على الإجابة عن الأسئلة، وكان يفعل ذلك أيضا عندما أصبح بعدها بسنوات سفيرا لمصر بروما، وكان يسأله عن رأيه فى كل الكتب التى يكتبها، ما أعطاه ثقة فى التذوق الفنى والمسرحى، وساعد على ذلك أيضا.
كان زوج أختى أحمد أبوالفتح رئيسا لتحرير جريدة "المصرى" وكان أكبر جورنال، وكانت الدعوات تأتيه من الجميع، الأوبرا، حفلات أم كلثوم وفرق الباليه، وكانت شقيقتى لا تجد من يذهب معها، فكنت دائم الذهاب معها، غير أننى كنت أدعو أصدقائى، هذه النشأة الممتلئة، أعتقد أنها عملت منظومة معرفية فى دماغى خلتنى إلى حد كبير متذوق للحياة بطريقة جمالية وثقافية.
وكان من بين الأشخاص المؤثرين فى حياة الدكتور أحمد عكاشة وتكوينه، خاله: "خالى هو الأستاذ الدكتور محمد طلعت عميد كلية الطب فى جامعة الإسكندرية وكان رجلا عالما، كان يزورنا ويدرس لأمى فسيولوجيا- علم وظائف الأعضاء - بعد صلاة الجمعة، وكان يجلس معى ليرى إن كنت فاهم فسيولوجيا ولا لأ، تأثرت جدا بشخصيته كان بييجى مخصوص لابن أخته، وكان له تأثير كبير علىّ".
2- المجانين
بطبيعة تربيته، فالدكتور أحمد عكاشة محب للإنسان والحيوان والنبات، أحب فى الإنسان إنسانيته ومشاعره، وكانت صديقات شقيقاته يسألنه ويجيبهن: "ولما دخلت قسم الجراحة، فوجئت بالدكتور يقول لى يا أحمد عايزين حالتين غدة درقية وحالة مرارة عشان نعلم الطلاب، أقول له اسمه إيه يقولى دى حالات وهنا أصبت بحالة من الفزاع، ثم ذهبت لقسم الرمد وتكرر نفس الأمر، فعلمت أن المتخصص فى الجراحة بيشوفك حالة، حتى المتخصص فى الأعصاب، وهناك فرق كبير بين الأعصاب والطب النفسى، فالإنسان يستطيع أن يتحكم فى ألم العضو وهنا قلت لا يمكن أكمل بالطريقة دى، وقتها لم يكن هناك طب نفسى، وكان أقرب تخصص له هو الأعصاب وأنا كنت جايب امتياز، وأتذكر أن عميد الكلية كان قريبا لوالدتى، فقال لهم إنتو شوفتوا أحمد عايز إيه.. ده طالع من الأوائل ممكن ياخد جراحة أو أمراض نساء لكن للأسف هو طلب يشتغل فى حاجة مش عندنا خالص هى المجانين".
وقتها تحدث الدكتور أحمد عكاشة مع عائلته مؤكدا "دول مش مجانين.. دى أمراض نفسية، قالوا لى أنها مش موجودة فى مصر فقلت هاخد أقرب حاجة، وتم تعيينى نائبا لرئيس قسم الأعصاب فقلت لعميد الكلية مين هيدينى الشهادات فطلب لى بعثة".
3- البداية
كان يبلغ من العمر 21 عاما، عندما حضر أغراضه مسافرا إلى بريطانيا لدراسة الماجستير والدكتوراه، فى رحلة استغرقت خمس سنوات "لما روحت البعثة قالوا لى إن أقرب مكان لأعيش فيه دار للمسنين ووقتها أستطيع أن أصل ماشيا إلى الجامعة، وذهبت لأستاذ المعهد قائلا له إننى جئت من بلد فقير وجاى بعثة باخد 48 جنيها استرلينيا فى الشهر، وأدفع لدار المسنين 30 جنيها استرلينيا للمعيشة والأكل والشرب و18 جنيها عشان أجيب أى حاجة تانية.. صارحته بأننى أريد أن تقل مدة وجودى هناك، وطالبته بأن يقول لى عن الكتب اللى ممكن أجيبها، أنا مش عايز أقعد هنا كتير خاصة إنكم هاجمتم مصر سنة 56، وكان الرجل يهودى، فطالبنى بقراءة كتابين "القلعة والمحاكمة"، ووجدت أنهما كتابان قصصيان.
ظن الدكتور أحمد عكاشة أن رئيس المعهد يسخر منه فقال له: "أنا عايز اخلص بسرعة مش جاى أقرأ قصص، فأعاد طلبه عليه بضرورة قراءتها، وكانت الكتب صعبة جدا، وبعد قراءتها سألنى عن رأيى، فقلت له إن الكلام غير متناسق، ولا يوجد تواكب بين الجملة والجملة التى تليها، زى ما يكون الشخص ده – يقصد الكاتب - عنده تفكير فصامى، فقال لى انت عندك مستقبل حلو جدا فعلا، قلت له لماذا فقال: لأن فعلا التفكير ده فصامى دلوقتى انت عرفت التفكير الفصامى لازم تعرف إن الأدب علم الطب النفسى أكثر، قلت له يعنى إيه قالى انت عارف الطب النفسى سنه قد إيه النهارده، الطب النفسى عمره 200 سنة، إللى كان بيعالج الطب النفسى زمان رجال الفلسفة ورجال الدين قبل ما يبقى فرع فى الطب النفسى، قالى إذا قرأت كل مسرحيات شكسبير وكتب تشيخوف والأديان هتلاقى وصف لكل أمراض الطب النفسى، وبعدها بأربعة شهور ذهبت إلى اكسفورد قالى انت مسلم لكن هتتعرض فى حياتك لكل الأديان أنا عايزك تروح تشوف البوذية والمسيحية والأديان بتاريخها، خدلك كورس 6 أسابيع والمعهد هيدفعلك زى ما يكون احتضنى، بصيت لقيته بيقولى انت نجحت فى أول جزء، وأنا هعينك، قلت له أنا فى بعثة قال لى هعينك".
4- وشاية مخابراتية ورسالة عبدالناصر
بعد مرور عام ونصف العام من البعثة، فوجئ الدكتور أحمد عكاشة بمكالمة هاتفية مهمة من شقيقه الدكتور ثروت عكاشة وكان وقتها أصبح رجلا مهما ومقربا فى نظام عبد الناصر، ووقتها كان الدكتور أحمد يقيم فى المستشفى طوال فترة البعثة، لإحساسه بحاجة المريض النفسى إليه.. وكان مفاد مكالمة شقيقه طلبه للقاء عاجل مع الدكتور أحمد عكاشة، وبالفعل سافر الدكتور ثروت إلى شقيقه الذى ذهب لاستقباله فى المطار: "لقيت ثروت قال لى فين العربية الكبيرة الضخمة التى اشتريتها، فقلت هذه هى السيارة التى أملكها، فقال لى أنه جاء بناء على تكليف من الرئيس جمال عبدالناصر الذى قال له روح لأخوك وانقذه وخليه يقطع البعثة ويرجع مصر، فسألته عن أصل الحكاية فقال إن ثمة تقريرا مخابراتيا تم تقديمه إلى الرئيس جمال عبد الناصر مفاده أنك تقوم بجمع نكات من زوج شقيقته أحمد أبوالفتوح، كى يتم إصدار كتاب عن عبدالناصر.. فقلت لثروت عكاشة أننى أعيش فى المستشفى، هجيب نكت منين، وأنا مش بختلط بحد هنا، فقال لى طيب جبت العربية دى إزاى فقلت له هى كلها ب 250 جنيها بالتقسيط بدفع 10 جنيهات كل شهر ومدير المستشفى هو الضامن، فضحك وكلمنى بعدها قالى أنا قلت لعبد الناصر فضحك، وقال لى خليه يكمل البعثة، تقارير المخابرات ممكن تودى الواحد فى داهية من حسن حظى إن عبدالناصر مكانش عاوز يزعل ثروت، الله أعلم لو كنت رجعت كان ممكن يعمل إيه".
5- زوجة إنجليزية
ثمة تقارب فكرى، وإشارات جاذبة حدثت بين الدكتور أحمد عكاشة، وطبيبة العلاج المهنى، وكان العلاج المهنى، يقوم على تشغيل مخ المريض، فعلى سبيل المثال، لو أن شخصا تعرضت قدمه للكسر فإنه سيبقى شهورا دون حراك، فكانت مهمتها أن تحرك المخ مادام الجسد عاجزا عن الحركة بفعل الكسر.
الإشارات والتجاذب الفكرى الذى حدث بين عكاشة والطبيبة الانجليزية، جعلتهما يفكران فى الارتباط:" اتفقنا على الارتباط رغم كونها تعيش، حياة كريمة مع أسرتها فى بريطانيا، وإذا عدنا إلى مصر سيكون الراتب ضعيفا لا يكاد يكفينا، عموما أرسلت إلى والدى خطابا أخبرته بالأمر، فطلبوا منى أن أرسل صورتها فى خطاب آخر، وعندما شاهدوا الصورة أعجبتهم، وطلبت والدتى من ثروت أن يسافر إلى ليرى بأم عينه الفتاة التى اخترتها شريكة لحياتى، وجاء ثروت بالفعل، وبارك عملية الزواج وأنا قولت لها مش هنرتبط بزواج غير لما تيجى مصر خاصة إن مرتبى هيبقى 22 جنيها وهسكن مع والدى ووالدتى، والدها ووالدتها قالوا لى هتعيشها إزاى قلت أنا اعمل فى حاجة مستقبلها كويس وهيعشها عيشة كويسة، فى البداية هيبقى فيه صعوبة لكن قدام أعتقد لا، قال والدها دائما تكون البدايات صعبة وأصرت زوجتى إن محدش يصرف عليا وجينا مصر وارتبطنا ببعض وهى كانت قرأت عن الإسلام وقالت أنا مش هسمح إن أولادى يكونوا مشتتين بسبب الدين وخاصة إنكم بتكتبوا الديانة وأنا مقتنعة بالدين الإسلامى ووقتها اتجوزت فى الشهر العقارى، ودى كانت البداية أول ما تزوجنا سكنت فى بيت العائلة، ورفضت أى مساعدة من الوالد لحد ما ابنى طارق بدأ يزحف ودى رسالة بوجهها نبطل العادات بتاعت الأربع أوض".
بعدها سكن الدكتور أحمد عكاشة وزوجته بإحدى عمارات مصر الجديدة فى الدور السادس، وكان جارا للرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى كان يسكن فى الدور السادس وكان وقتها ضابطا، ولم يكن يتحدث إلى أحد من جيرانه سوى بعبارة واحدة " صباح الخير أو مساء الخير".
6- الطبيب النجم
بعد عودة الدكتور أحمد عكاشة من البعثة، فوجئ بزيارة الكاتب الكبير أنيس منصور إلى عيادته وكان وقتها معدا لبرنامج "نجمك المفضل" الذى كانت تقدمه ليلى راشد، ويطالبنى بالظهور معها: "قلت له ده مكتوب فى الجرائد أنها بهدلت العقاد.. ثم إنى أنا لسه فاتح العيادة وكمان معنديش زبائن، فقال طالما تجيد العربية ستحضر.. وأنت طبيب نفسى تستطيع مجابهتها وأنت وشطارتك بقى.. وذهبت وكان أول لقاء تليفزيونى لى، ولطبيب نفسى على شاشة التليفزيون".
وبدأ الدكتور أحمد عكاشة عمله وأنشأ وحدة الطب النفسى الخاصة به كبداية، وساعده رئيس قسم الأعصاب فى بداية الأمر، ومنحه خمسة أسرة بدأ بها، وكان فى ذهنه تنفيذ مركز الطب النفسى الموجود حاليا فى جامعة عين شمس، وذهب للقاء الكاتب الصحفى مصطفى أمين الذى حرر شيكا لمركز الإدمان "ذهبت بعدها لوزارة الأوقاف لأحصل على أرض تابعة لها وكانت عبارة عن مقبرة، وقابلت كمال الجنزورى وكان وزيرا للتخطيط، وقال ثمن الأرض 6 ملايين جنيه، إذا بنيت أنت الثلث فالدولة مسئولة تعملك الثلثين، إذا أحضرت ورقة اقدر اكملك المشروع فذهبت لرئيس الجامعة، وشرحت الموقف فكتب خطابا للدكتور الجنزورى عندك مستشفى فى ناس شرفاء فى هذه البلد لا يرتشون ولادهم ما بيقدروش يتعالجوا فى مستشفى خاص ولا مستشفى حكومى، فتأثر جدا ووافق، وافتتح المركز سنة 90 وأصبح أول مركز لمنظمة الصحة العالمية فى جنيف.
7- العالمى.. وإسرائيل
أصبح الدكتور أحمد عكاشة ممثلا إقليميا لشمال إفريقيا، للجمعية العالمية للطب النفسى، وكانت تضم نحو 200 ألف طبيب و134 دولة، من أكبر الجمعيات الطبية فى العالم، بعدها أصبح مسئولا عن 50 شعبة علمية. وقتها فوجئ الدكتور عكاشة بزملائه فى المجلس التنفيذى، يطرحون عليه أمر ترشحه لانتخابات رئاسة الجمعية، "قلت لهم أن كل الذين تولوا المنصب من أوروبا أو أمريكا، فقالوا إن كل شىء ضدى كعربى مسلم وكشرق أوسطى، لكن الحاجة الوحيد التى ستساندك هى أنك أحمد عكاشة.. وبالفعل ترشحت وكان هناك ثلاثة مرشحين أمريكى وسويدى وبرازيلى، وسألنى الإسرائيليون وقتها هل ستزور إسرائيل، قلت بصفتى رئيس الجمعية العالمية قد أزورها لكن بصفتى طبيبا مصريا لن أزورها، فأنا كطبيب مقدرش، فوقتها ستمنعنى نقابة الأطباء من مزاولة المهنة، ثم إننا فى جمعية علمية ملكوش دعوة بالسياسة ده كان ردى عليهم قالوا لى بس احنا فى سلام وقتها كانت بدأت عملية السلام قولتهم دى جمعية طبية، وانسحب المرشحون أمامى وفزت برئاسة الجمعية، وكنت أول من يتقدم لرئاسة هذه الجمعية خلال 60 سنة، وعملت لهم حاجات زى برنامج الأطفال وتم تكريمى من الجمعية النفسية لطب الأطفال وأعطتنى ميدالية ذهبية".
8- أنا.. والمشير
يرى الدكتور أحمد عكاشة أنه لا يوجد مرض اسمه الجنون، فالمجنون يكون هناك ستار على عقله، وهى مأخوذة من الجن، كونه أحد المخلوقات الخفية: "هنا كان واجبى أن أتخلص من الوصمة اللى كانت موجودة، فكانوا يخرجون الشخص من الخدمة العسكرية ويعفونه لأسباب عقلية، فاتصلت بالمشير طنطاوى وكان وزيرا للحربية قلت له إن أكثر من مشكلة طبية قد تكون ليس لها علاج مثل مرضى السكر والكبد، وشرحت له الأمر طبيا، فشكل لجنة قررت فعلا كتابة لأسباب طبية بدلا من عقلية، وطالبته بعدها أن يطبق القرار بأثر رجعى.. فوافق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.