طفولة النجم الكبير الراحل نور الشريف، الذي تحل اليوم الخميس 11 أغسطس 2016، ذكرى وفاته الأولى كانت مليئة بالحكايات والأحداث، فقد كان عندما ينتهي يومه الدراسي يذهب إلى وسط المدينة ليتابع محلات الملابس ويقضي بقية يومه، فقد كان أحد سكان منطقة السيدة زينب القريبة من وسط البلد، وتحديدًا قي 7 حارة الصايغ بمنطقة طولون وهي المنطقة التي شهدت مولد نجم كبير في فنه، وحتى عندما إنتقلت أسرته لمسكن آخر كان أيضاُ في السيدة زينب بإحدى العمارات بشارع محمد عنايت. وكان الشريف، يمتاز بالشياكة في ملابسه والنزاهة في مظهره، فيشتري الملابس على الموضة والقمصان الكاروهات والحراير زالبنطلون الشارل ستون، وذات مرة وتحديدًا في أوائل السبعينات، كان في شارع فؤاد يتابع أحد الفتارين وهو بصحبة أحد زملائه فرأى ورقة مكتوب عليها "هذا الحذا خاص بالممثل رشدي أباظة، وسعره 99 جنيهًا"، فقال وقتها "ياه الحذاء ده غالي جدًا"، وهو الذي كان يشتري حذاءه من محلات شهيرة بوسط البلد وكان سعره 250 قرشًا. وكان لأديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، رأي في الراحل الكبير نور الشريف، حيث علقّ على تجسيد الشريف، لروايات وشخوص وأبطال نجيب محفوظ، وبقيت شهادته خير دليل على موهبته الفذة، ففي حوار للأديب العالمي عام 1980، قال فيه عن الشريف، "إن نور الشريف، حينما يمثل لا يكون ذاته وإنما يكون الشخصية التي رسمتها والحقيقة أنه مثّل لي روايات عديدة ودخل في نسيج العديد من رواياتي مثل قصر الشوق، والسكرية، والكرنك، والسراب، وأهل القمة، والشيطان يعظ، وغيرها. لكن إذا بحثت عن شخصيته الأصلية لا أجدها وحيث رشحه المخرج حسن الإمام لشخصية كمال عبدالجواد، كان أهم ما يعنيني أن يجسد الخيال كما صورته تمامًا وفعلًا جسده أجمل تجسيد وأحسست بالتوحد فهو يتجسد لي في كل شخصية بقدرة كبيرة لكني تعجبت جدًا من حينما رأيته يجسد شخصيات أبعد ما تكون عن شخصية كمال عبدالجواد، مثل دور زعتر النوري في أهل القمة، ودوره في الشيطان يعظ، وحينما أخبروني أنه سيجسد أهل القمة فرحت وقلقت، فرحت لكنه نجمًا وفناناص كبيرًا، وقلقت لأن الدور بعيدًا عن مكوناته، لكنه نجح ناحًا دلّ على أنه صاحب مرونة فنية ولذلك أكون سعيدًا جدًا حينما أعلم أنه سيمثل رواية لي".