يشهد موسم عيد الفطر السينمائي خلال هذا العام منافسة قوية بين 5 أعمال سينمائية مختلفة فى الشكل والمضمون والهدف، وإن كان أغلبها أعتمد على الراقصة والمطرب الشعبي من أجل (جرجرة رجل الجمهور)، وفى ظل هذه المنافسة تجد صناع فيلم "من 30 سنة" بعملهم الفريد، وكأنهم يغازلون جمهور العيد بنجومية أبطال الفيلم واحترافية النص المقدم للجمهور؛ فلا أحد يختلف على نجومية السقا ومني زكى والعملاق شريف منير فى عمل كتبه الشاعر والسيناريست أيمن بهجت قمر، وأنتجه المنتج وليد منصور، وأخرجه المبدع شريف عرفة، فى عمل فني مترابط الأركان ذاد من إثارته الحبكة الدرامية للأحداث بخلاف الإضاءة والديكورات. عند مشاهدتك لأول مشهد من الفيلم ستبدأ رحلة ستستغرق من وقتك حوالى ساعة ونصف هم من أجمل الأوقات التى ستعيشها فى يومك، ستستمتع بكل مشهد من كل الزوايا من الإخراج والإضاءة والأداء والحبكة السينمائية التى لم يختلف عليها احد حتى الآن.
نحن هنا لسنا لنسرد ونمجد فى أبطال الفيلم الذى لا يختلف عليهم أحد، ولكن لنشيد بجرأة المنتج وليد منصور، والذى أطلق عليه لقب (المنتج أبو قلب ميت) والذى قرر الخوض فى منافسة أفلام العيد بفيلم لا يقل أهمية عن الأفلام التى سطرت اسمها بنور كأهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، ولم يخاف من منافسة أفلام بطلها راقصة ومطرب شعبي مضمونة النجاح بالنسبة لمنتجيها – ونحن هنا لم نقلل من قيمة الراقصة والمطرب الشعبي.
"من 30 سنة" فيلم سيكون بصمة فى السينما المصرية يشهد ميلاد منتج بحجم وقيمة وليد منصور الذى تربع على عرش نجومية تنظيم أهم حفلات كبار المطربين فى مصر والوطن العربي، هدفه كان تقديم سينما نظيفة خالية من البلطجة والعنف والكوميديا العقيمة المعتمدة على "الايفيهات" المحروقة والمبتذلة.
استمتعت كثيرًا بمشاهدة الفيلم؛ ولأول مرة أذهب لمشاهدة فيلم دون كلل وملل، ودعيت الله انه لا ينتهى الفيلم وأحداثه حتى تطيل لحظات سعادتي به، فى النهاية مبروك لكل صناع الفيلم، وأن كان ثنائي وإشادتي بالفيلم ستذهب للمنتج وليد منصور لأنه كان السبب فى ظهور هذه النوعية من الأفلام على شاشة السينما رغم التكلفة الإنتاجية الضخمة التى تحملها والتى بلغت أكثر من 25 مليون جنيه، ولا نطالبه سوى بالاستمرار على تقديم مثل هذه النوعية من الأفلام التى تحترم فكر الجمهور ومشاعرهم.