أكد المحلل السياسي والسكرتير السابق للرئاسة اليمنية "مختار الرحبي"؛ أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اعتادت اختراق الهدنة منذ بدء إعلانها من خلال قصف الأحياء المدنية في تعز ومأرب بالصواريخ، كما تعرضت محافظة الجوف لقصف بصواريخ توشكا وقذائف الكاتيوشا. وقال "الرحبي": "المشكلة هي أنهم في ليلة وصول "بان كي مون" للكويت قاموا باستهداف تعز بشكل جنوني وهمجي، وأدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وهذه رسالة ل"بان كي مون" والأممالمتحدة مفادها أنه لا يهمهم المجتمع الدولي ولا حتى الأممالمتحدة، وخصوصاً في فترة المفاوضات والمشاورات تزامناً مع إيقاف التحالف العربي لضرباته والتزام المقاومة بالهدنة بوقف إطلاق النار".
وأضاف: "ذلك الأمر جعلهم في مواجهة مباشرة مع الأممالمتحدة التي أصبحنا لا نطلب منها تنفيذ القرار الأممي؛ لأنها عاجزة ولم تستطع تنفيذ القرار الدولي "2216" الصادر عن مجلس الأمن بالإجماع ودون اعتراض من أي دولة، وهذا القرار يأتي في إطار البند السابع الذي ينص على استخدام القوة في تنفيذ القرار، وهذا الذي لم يتم تنفيذه".
وأردف: "نبحث عن موقف إعلامي من قبل المبعوث الدولي أو من الأممالمتحدة يدين الميليشيات الانقلابية جراء الجرائم التي ترتكبها، وأيضاً تظهر للعالم وأبناء الشعب اليمني والمتابعين للشأن اليمني أن من يعوق المشاورات هو الميليشيات الانقلابية".
وقال "الرحبي": "لا يوجد أي تفاؤل أو بوادر إيجابية لمفاوضات الكويت؛ بسبب تعنت وفد المخلوع صالح والحوثي؛ لأن ما حدث في السابق أكد أن التفاؤل كان يصطدم بسلاح وتعنت الميليشيات الانقلابية، والآن لا يوجد أي مجال للتفاؤل؛ لأننا نعرف الميليشيات الانقلابية بأنها لا يمكن أن تلتزم أو تجعل أحداً يتفاءل في ظل وجود سلاحها معها واستمرارها للانتهاكات في تعز وغيرها من المناطق اليمنية في أرض الميدان".
وأضاف: "ميليشيات المخلوع والحوثي تعوق تقدم المفاوضات؛ حيث لم يتم إطلاق سراح المعتقلين وفق ما تم الإعلان عنه قبل شهر ونصف، على أن يكون بداية شهر رمضان، وها نحن في أواخر شهر رمضان دون تنفيذ وعودهم بإطلاق سراحهم تحت صمت وعجز الأممالمتحدة".
وعن إمكانية استخدام الأممالمتحدة القوةَ لتنفيذ الميليشيات لقرارات الأممالمتحدة؛ قال "الرحبي": "لا أتوقع ذلك؛ فإذا كان هناك قوة فسيستخدمها التحالف العربي الذي جاء لتنفيذ القرار الدولي "2216"، وأن المجتمع الدولي والأممالمتحدة ليس لها موقف واضح مما يحصل في اليمن من انتهاكات للحوثيين والمخلوع".
وأضاف: "نحن أمام قرار دولي والمجتمع الدولي يطالب بتنفيذ القرار ولكن هناك عجز حقيقي من قبل الأممالمتحدة التي أصبحت عاجزة ولا تقول للمجرم: أنت مجرم، ومن يخترق القانون الدولي: أنت مخترق، وهذا يجعل الجميع لا يتفاءلون بأي تصريحات إعلامية لبان كي مون".
وأردف: "نريد من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن يدعم التحالف العربي والحكومة الشرعية من أجل تحرير باقي المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، وألا يتم استهداف التحالف العربي أو الحكومة الشرعية من خلال التعامل مع الميليشيات الانقلابية وتدليلهم؛ لأننا نرى أن هناك مجموعات جديدة من أبناء الشعب اليمني يتم قتلهم على يد الميليشيات الانقلابية في الوقت الذي لا تتحدث الأممالمتحدة عن هذه الجرائم، وفي ظل عجزها عن اتخاذ قرار حازم ضد هذه الجرائم وهي في موقف المتفرج وبلغ بها الأمر بأنها لا تصدر بيانات أو تنديداً عن هذه الجرائم".
وتابع: "التحالف العربي جاء من أجل تحرير اليمن وليس له أي أطماع في اليمن أو مشاكل مع أبناء الشعب اليمني؛ بل جاء ليخلّصهم من المجازر التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية، وبالتالي الحديث من قبل الأممالمتحدة عن انتهاكات تقوم بها قوات التحالف، وهي مزيفة بلا شك تصب في مصلحة الميليشيات الانقلابية، وخاصة أن التحالف العربية بقيادة السعودية وقف موقفاً تاريخياً ومشرفاً مع أبناء الشعب اليمني، ليس لها أي أطماع احتلالية أو عداوة مع أبناء الشعب اليمني، بل هي تحتضن أكثر من ثلاثة ملايين يمني وحسن أوضاع 500 ألف يمني كانوا موجودين في المملكة بطريقة غير قانونية، مع أنها كانت قادرة على اتخاذ قرار بطرد من هو موجود بطريقة غير نظامية".
وقال "الرحبي": "هذا دليل على أن السعودية بلد جار، وهي الشقيقة الكبرى لليمنيين، والعلاقة معها علاقة تاريخية، وأمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج، وأي ضرر على اليمن هو ضرر على أشقائنا في مجلس التعاون".
وأضاف: "تم تحقيق انتصارات في عمق صنعاء يوم أمس الأول بعد استمرار انتهاكات الميليشيات الانقلابية وخرقها للهدنة ومهاجمة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية؛ حيث لا يمكن الصمت أو الوقوف كالمتفرج أمام كل ذلك والحل العسكري مازال قائماً في حال فشل مشاورات الكويت".