الكلام فى نهار رمضان «مكروه» .. وشكوى زميلك الفاطر للمدير لا تجوز .. والريجيم «مش حرام» دار الإفتاء هى المرجعية الأساسية لجميع المسلمين لاستشارتها فى كثير من الأمور الدينية الجدلية، أو الغامضة، التى تتسبب فى حيرة كثيرين لا سيما فى شهر رمضان الكريم. الفتاوى التى نقرأها ونسمعها من حين لآخر، قد تثير دهشتنا بسبب محتواها، لكن المدقق يدرك جيداً أن دار الإفتاء تجيب عن جميع الأسئلة التى ترد إليها، حتى إن بدت غير منطقية فى أنظارنا. منذ أيام توجه أحد الزملاء الصحفيين بسؤال إلى دار الإفتاء مفاده: «هل ممارسة مهنة الصحافة فى نهار رمضان حلال أم حرام؟، وهو ما أثار دهشة كثيرين، وفتح الطريق للهجوم على دار الإفتاء، ما دفع البعض للمطالبة بوضع حدود وقواعد معينة لنوعية الأسئلة التى ينبغى أن تتلقاها دار الإفتاء. اتصلنا بالشيخ عمرو الوردانى مدير إدارة تدريب المفتين بدار الإفتاء، ووجهنا إليه عدة تساؤلات من قبيل حكم الكلام الكثير فى نهار رمضان، الذى رد عليها، قائلاً: «الكلام الكثير فى غير ذكر الله عامة «مكروه»وفى رمضان يكون أشد كرهاً، لكن ليس «حراما» والمقصود بالكلام الكثير هو اللغو «الكلام العادي» وليس الكلام فى «حاجة حرام» مثل الغيبة والنميمة. المثير للدهشة تلك الفتوى التى رد عليها الوردانى، بأنه لا مانع من شراء اللحم من الجمعيات الاستهلاكية لإطعام الكلاب، ما دامت اللحوم لا تباع على البطاقة التموينية، قائلاً: «مفيش مشكلة إن الكلب يأكل اللحمة اللى بياكلها البنى آدمين». كما وجهنا إليه سؤالاً عن الولادة القيصرية، وعما إذا كانت حلالا أم حراما، فرد قائلاً: حلال إذ لم يكن هناك خطر على الأم. كما أفتى بأن اتباع نظام «الريجيم» حلال فى رمضان، لأن المطلوب التقليل فى الطعام، كما أن السمنة «مكروهة». وسألناه عن حكم إذا مارأينا زميلاً فى العمل يفطر علناً دون أن يكون لديه أعذار، فهل يجوز شكواه للمدير، فرد قائلاً: أعوذ بالله المدير ما شأنه، وليس علينا سوى أن ننصحه بدلاً من الشكوى. كذلك من بين الفتاوى المثيرة، التى جاءت رداً على سؤال حول ارتداء الرجال للملابس ذات اللون الأحمر، فرد الورداني: هناك فرق بين اللون الأحمر، والأحمر النارى المشبع باللون الأصفر، وهذا «مكروه»، أما الأحمر العادى ليس مكروهاُ. «البلاى استيشن فى أصله حلال، لكن الإسراف فى الجلوس أمامه حرام» .. هكذا رد مدير إدارة تدريب المفتين بدار الإفتاء على سؤال عن لعب البلاى استيشن فى نهار رمضان، مبرراً كلامه: بأن البلاى استيشن حرام ما دام يلهى عن ذكر الله ويضيع الوقت، ويلهى عن طاعة الوالدين، والبر بهما. هذه الفتوى لا مجال فيها لسؤال علماء الدين، فكل ما يلهى عن ذكر الله « حرام»، وكان من الأولى التوجه بهذا السؤال إلى علماء الاجتماع للحديث عن تأثيرات «البلاى استيشن» وغيره من الألعاب على تفاعل الأبناء مع أسرهم. الوردانى قال ل« الفجر» هناك بعض التصورات الخاطئة فى فهم مبطلات الصيام، خاصة ما يتعلق منها ب«القىء»، فإذا لم يرجع شىء إلى الفم منه، فلا يبطل الصيام، متابعاً: العطور وأحمر الشفايف لا يبطلان الصيام إلا إذا كان هناك كتلة منه وتم بلعها. وأضاف الورداني: القطرة لا تبطل الصيام، والبعض يقول إنها لا تفطر إلا إذا وجد طعمها فى «الحلق»، لكن الصحيح أنها لا تفطر لأن «العين» ليست منفذا مفتوحا على الجوف.