أقام الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا دعوي مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري يطلب فيها الحكم بوقف برنامج "رامز بيلعب بالنار". اختصمت الدعوي رامز جلال وتليفزيون الشرق الأوسط - ام بي سي مصر والشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والمنطقة الحرة الإعلامية
وقال صبري: برنامج تافهة يسمي رامز يلعب بالنار يعرض علي شاشة احدي القنوات عقب افطار شهر رمضان المبارك وقد اتفق أطباء علم النفس علي ان هذا البرنامج يتسبب في العديد من الأضرار الصحية والنفسية الخطيرة التى يتسبب فيها رامز جلال كل عام ببرامجه التى يعمد خلالها إلى خداع الضيوف وإرعابهم، عن طريق تعريضهم لقدر عالٍ من الخوف والقلق والضغط النفسى، وقد يصل الأمر إلى إصابتهم باضطراب نفسى شديد يتحول إلى ارهاب أو فوبيا مدى الحياة من النار أو الطيارة أو الوسيلة المرعبة التى يتم استخدامها.
واضاف صبري ان اطباء النفس أكدوا أن هناك أضرارًا قد تصيب ضيوف البرنامج على المدى القريب، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وزيادة معدل التنفس والانهيار العصبى. وإذا كان الضيف مصابًا بمرض ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب، فإن خطر إصابته بأزمة قلبية وارتفاع شديد فى ضغط الدم قد يؤدى للإصابة بنزيف أو جلطة المخ "السكتة الدماغية "، وقد يصل الأمر للوفاة.
كما أضافوا أن تأثيرات برامج الرعب والخوف تمتد لتؤثر على المشاهدين أيضا، حيث تتسبب فى نشر العنف بالمجتمع وجعل الأشخاص يصابون بتبلد المشاعر لأنهم يرون ممثلاً مشهورًا ويحبونه يعذب شخصًا آخر أمام أعينهم وسط الضحكات، وهو ما يسلب الإنسانية من المشاهدين وينشر السادية، وهى تعنى الاستمتاع بتعذيب الآخرين. وأشاروا الي ان الإعلام له دور تربوى والمواد الإعلامية تعتبر نوعًا من التعليم، وأغلب الناس يكتسبون ثقافتهم ومعرفتهم منه، وعرض هذه المشاهد قد يجعل المراهقين والأطفال يقومون بتقليد هذه السلوكيات وقد يؤدى ذلك لعواقب لا يحمد عقباها، لأنهم لن يستطيعوا السيطرة على الحرائق والمقالب التى سيقدمون عليها من باب التقليد، كما يعرض ذلك الشباب للإصابة بالسلبية والجحود والاستهتار بمشاعر الآخرين، وقد يجعلهم لا يستجيبون لمساعدة الأشخاص عندما يرونهم يتعرضون للمخاطر ومن جانب اخر إن برنامج " رامز يلعب بالنار " والبرامج التى على شاكلته فى منظور الشرع حرام شرعا
والدليل على ذلك عدة أمور: أولها الخديعة فإنهم يكذبون على الضيوف ويوهمونهم بأن الرحلة طبيعية وليس فيها ما يزعج، وهم فى الواقع يبيتون النية بأنهم سيضعونهم فى وضع يحدث لهم رعبا وهذا مرفوض شرعا فالشرع يحرم أن يفعل الإنسان أى شىء يخيف إنسان آخر لدرجة أن الرسول "ص" نهى عن أن يشير الإنسان فى وجه آخر حتى ولو كان مذاحا. واضاف صبري إن هذه البرامج تؤدى إلى الضرر بالضيوف بل قد يصل إلى أنه قد يفقد الضيف حياته إذا كان يعانى من أمراض معينة، ومن الأحكام الثابتة ثبوتا يقينيا فى الشريعة تحريم الضرر بالفرد أو بالجماعة أو بالدولة أو بالإنسان نفسه، بل إن منع الضرر يسرى أيضا على الحيوان، وهذه إحدى القواعد الكبرى التى يرتكز عليها الفقه الإسلامى، وهى قاعدة منع الضرر وتستند هذه القاعدة إلى قوله صلى الله علية وسلم "لا ضرر ولا ضرار".
بل إن القرآن الكريم سبق السنة فى تقرير هذه القاعدة، فنجد آيات كريمة فى مواضع متعددة تنهى عن الضرر منها قول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وقوله عز وجل "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، وأكثر من ذلك يبين المولى جل وعلا أنه فى مجال الأعمال الخيرية لا يجوز فيها الإضرار بالغير، ويتبين ذلك من قوله تعالى عندما تكلم عن الوصية مع أنها عمل خيرى قال "غير مضار"
واكد صبري ان كل هذه الأمور تبين أن هذا العمل يدخل قطعا فى باب المحرمات، وبجانب ذلك أنه عمل شاذ فنيا فالمفروض أن تكون الفنون مدعاة إلى إدخال السرور فى نفوس الناس دون إضرار بالآخرين، أو تعالج موضوعا اجتماعيا أو تثرى فكر المشاهد أو متلقى الفنون عامة بالثقافة النافعة".
وان هذه البرامج تدفع بعض الضيوف المشاركين إلى التهور العصبى والأخلاقى والاندفاع إلى سباب وشتم القائمين بهذا العمل الشاذ البعيد عن كل وصف فنى، ولقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأخلاق السيئة البذيئة "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
و تمسك صبري في نهاية دعواه بإصدار حكم واجب النفاذ بمسودتة بوقف برنامج " رامز يلعب بالنار " .