اعتبر كل من الرؤساء الفرنسي نيكولا ساركوزي والاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه "من المستحيل ان نتخيل مستقبل ليبيا والقذافي على رأس السلطة فيها"، وذلك في مقال مشترك نشرته يوم الجمعة 15 ابريل/نيسان اربع صحف، فرنسية وامريكية وبريطانية وعربية. وجاء في المقال ان "هدفنا ليس إزاحة القذافي بالقوة. لكن من المستحيل ان نتخيل مستقبل ليبيا والقذافي على رأس السلطة فيها ولا يمكن للعقل ان يتصور ان من حاول ارتكاب مجزرة ضد شعبه يلعب دورا في حكومته مستقبلا". واضاف الزعماء الثلاثة في مقالهم الذي نشر في صحف "الفيغارو" الفرنسية و"التايمز" البريطانية و"الهيرالد تريبيون" الاميركية و"الحياة" العربية أنه "اذا ما قبل العالم بهذه الترتيبات فسيواجه افراد الشعب الشجعان، الذين صمدوا في وجه قوات استهدفتهم بالهجمات من دون شفقة ولا رحمة، بعملية انتقامية رهيبة، وسيكون في ذلك خيانة فوق ما يتصوره العقل للشعب الليبي". وتابعوا: "علاوة على ذلك، لن تكون ليبيا مجرد دولة منبوذة فحسب، بل كذلك دولة مارقة، فقد وعد القذافي بشن هجمات ارهابية ضد السفن والطائرات المدنية. ونظرا لانه فقد القبول بين افراد شعبه، فان أي اتفاق لابقائه في السلطة سيؤدي الى المزيد من الفوضى والخروج على القانون". واضاف الزعماء الثلاثة في مقالهم "نحن نعلم من وحي تجربة مريرة ما قد يعنيه بقاء القذافي في السلطة. وليس بمقدور اوروبا ولا المنطقة ولا العالم، مشاهدة تحول ليبيا الى ملاذ آمن للمتطرفين على اطراف حدودنا". ومن اجل تسريع رحيل القذافي، اعتبر ساركوزي واباما وكاميرون انه "يتوجب على قوات حلف الاطلسي مواصلة عملياتها لاجل استمرار توفير الحماية للشعب وزيادة الضغط على النظام. وحينها فقط يمكن البدء بعملية حقيقية للتحول من الديكتاتورية الى عملية شمولية دستورية، بقيادة اجيال جديدة من القادة". كما اعتبروا انه يتوجب على الاممالمتحدة والدول الاعضاء فيها "مساعدة الشعب الليبي بينما يعيد بناء ما دمره القذافي ومساعدة الليبيين في بناء المؤسسات وتعزيز أسس مجتمع مزدهر ومنفتح"، و"لكن الشعب الليبي، وليس الاممالمتحدة، هو من يختار دستوره الجديد وينتخب قادته ويكتب الفصل الجديد في تاريخ ليبيا". وشدد الزعماء الثلاثة على انه "لن يهدأ بال الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى أن تنفذ قرارات مجلس الامن الدولي بالكامل، ويتمكن الشعب الليبي من تقرير مستقبله". كما شددوا ايضا على انه "لا بد للعقيد القذافي من أن يرحل، وأن يكون رحيله بلا رجعة"، كي تبدأ المرحلة الانتقالية هذه، طالب كاميرون وساركوزي واوباما على الفور ب"وقف حقيقي للعنف، متمثل بالفعل لا بالقول. وعلى النظام الليبي ان يسحب قواته من المدن التي يحاصرها، بما فيها أجدابيا ومصراتة وزنتان، ويعود الى ثكناته".