في ظاهرة فلكية تتكرر كل 377 يوماً تقريباً، تعبر الأرض غداً الجمعة بين الشمس والكوكب الطافي (كوكب زحل)، في ظاهرة فلكية لا تحدث إلا للكواكب الخارجية. وتسمى هذه الظاهرة ب"التقابل"، وتشبه ظاهرة البدر في القمر؛ حيث يتخذ زحل موضعاً معاكساً للشمس بالنسبة للأرض، ويُضاء الوجه المقابل للأرض من زحل بنسبة 100%. وفق صحيفة "سبق"
وأوضح الباحث الفلكي، بقسم العلوم الفلكية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ملهم بن محمد هندي، أن سكان الأرض سيتمكنون من مشاهدة كوكب زحل بعد غروب الشمس، ويشرق من الشرق ويسبح في السماء أقرب للجنوب حتى شروق الشمس، ويظهر الكوكب كنجمة متوسطة اللمعان مائلة للون الأصفر تُشكل مثلثاً جميلاً هذه الأيام مع نجم قلب العقرب وكوكب المريخ الأحمر، ويمكن للراصدين باستخدام تلسكوبات متوسطة إلى كبيرة، التمتعُ برؤية الكوكب بحلقاته التي تميزه عن بقية الكواكب.
وقال "هندي": يُعتبر كوكب زحل ثاني أكبر الكواكب في مجموعتنا الشمسية بعد المشتري؛ حيث يُقَدّر حجمه ب760 مرة مثل الأرض، وهو أقل الكواكب كثافة ب0.687 غرام/ سم3؛ أي أقل من كثافة الماء؛ لذلك سُمّيَ بالكوكب الطافي؛ لأننا لو تَمَكّنا من وضع زحل فوق الماء لطَفَا فوقه، وهو من الكواكب الغازية، ويقدر اليومُ في زحل ب10 ساعات والسنة عليه ب30 سنة أرضية، وتبلغ حرارته حوالى -178 درجة مئوية، ويحيط بالكوكب عدة حلقات تتكون هذه الحلقات من آلاف الصخور، يشكل الماء والجليد 93% منها، مختلفة الأحجام من حجم حبة الحمص إلى حجم السيارة، ويعتقد أنه كان في مدار هذه الحلقات أقمار؛ إلا أنها اصطدمت ببعض وتناثرت أجزاؤها على المدار، وهذه الحلقات لم تُكتشف إلا بعد رصد جاليليو لكوكب زحل عام 1610م؛ حيث لاحظ بعض الزوائد حول زحل وكانت هي الحلقات، ومنذ ذلك الوقت اكتسب زحل شهرة كبيرة بسبب شكله هذا مع الحلقات التي تُمَيّزه عن بقية الكواكب؛ مشيراً إلى أن لزحل أكثر من 63 قمراً أساسياً، وهناك المئات من الأجرام الأصغر حجماً التي لم تصنف بعد كأقمار، ويعد أكبرها "تيتان" وهو موضع بحث مكثف؛ كونه يملك غلافاً غازياً ويعتقد بوجود الماء على سطحه، وهو ثاني أكبر قمر في نظامنا الشمسي بعد قمر كوكب المشتري جانيميد.
وأضاف: يرافق كوكب زحل المسبار "كاسيني" الذي أطلق لدراسة زحل عام 2004م، وهو أهم مصادر المعلومات التي نحصل عليها حول زحل، واستغرق في رحلته حتى الوصول لمدار حول زحل 7 سنوات، وحتى الآن تُشرف "ناسا" على استمرارية عمل هذا المسبار.