دولة جمهوريّة اتحاديّة وديموقراطيّة، وهي دولة عضو في الاتّحاد الأوروبيّ، وهي تقع في وسط قارّة أوروبا، ويحدّها من جهة الشمال بحر الشمال، وبحر البلطيق، بينما يحدّها من جهة الجنوب دولتا النمسا وسويسرا، ويحدّها من جهة الشرق دولتا بولندا، والتشيك، ويحدّها غرباً دولة فرنسا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، وهولندا. وهي دولة فيدراليّة، وتعتبر من أقوى الدول الأوروبيّة، وقد قام فيها "الحزب النازيّ" بقيادة "هتلر"، وأمّا ألمانيا اليوم فهي مقسّمة إلى ستة عشر إقليماً اتّحاديّاً، عاصمتها "برلين" وهي ما سنتعرّف عليه أكثر في مقالنا هذا. برلين برلين هي العاصمة الرسميّة لجمهوريّة ألمانيا، وهي المدينة الأكبر فيها من حيث الكثافة السكانيّة، كما وتعدّ "برلين" واحدة من الولايات المدن بالإضافة إلى بريمن، وهامبورغ، وكما تعتبر برلينالمدينة الثانية من بين مدن الاتحاد الأوروبيّ كبراً في المساحة بعد مدينة لندن عاصمة بريطانيا. تقع هذه المدينة العاصمة في شرق دولة ألمانيا والتي تقع في وسط أوروبا تحديداً، ولها مشتركة مع بولندا من الغرب، وهي تقع بين سهلي "بارنيم" و "تيلتوف"، ويخترق نهر "السبري" المدينة من وسطها ويصب في نهر "الهافل" في غرب المدينة، ليشكّل هذا المصّب بحيرتي "تيغل" و "الفان"، وتحيط بهذخ المدينة ولاية "براندنبورغ". مما يجدر ذكره أنّ هذه المدينة بعد الحرب العالمية الثانية وخسارة ألمانيا الفادحة فيها، تمّ تقسيمها إلى قسمين وقد خضع القسم الشرقيّ منها للسيطرة السوفييتيّة، بينما خضع القسم الغربيّ منها للسيكرة الأمريكيّة، ومنذ عام 1961م تمّ تقسيم برلين إلى مدينتين منفصلتين برلين الغربيّة وبرلين الشرقيّة وفصل بينهما بجدار، وفي عام 1989م تمّ هدم هذا الجدار وتوحيد المدينتين وإعلان المدينة الكبيرة عاصمة للدولة الألمانيّة. في هذه المدينة الكثير من المعالم السياحية التي يحرص السياح أن يزوروها في المدينة، منها بوابة "براندنبورغ" وهي بوابة تعتبر رمزاً للمدينة وتظهر صورتها على العملة اليوريّة الألمانيّة، وكذلك يزور السياح مبنى البلدية التي يتميز بعمرانه الرائع ففيه الكرميد الأحمر وهو يقع في ساحة "أليكسندر بلاتز". كما ونرى في مدينة برلين معرض "الطرف الشرقيّ" وهو معرض للفن يقام في الهواء الطلق بالقرب من جدار برلين ليكون رمزاً للتقسيم السياسي الذي كان في برلين سابقاً، وكذلك هناك مبنى "الرايخشتاغ" وهو مقر البرلمان الألمانيّ ويكون عبارة عن قبّة زجاجيّة جميلة الهندسة والبناء، بالإضافة إلى أماكن سياحية أخرى فيها كقصر الشارلوتنبرغ، وشارع السابع عشر من حزيران، وبرج التلفاز، وساحة "جندار منماركت"، وغيرها من الأماكن السياحية الجميلة في المدينة. مساحة ألمانيا وعدد سكانها تحتوي جمهورية ألمانيا الفيدرالية على ستّة عشر إقليماً اتحادياً، حيث تبلغ مساحتها حوالي 357.021 كيلومتراً مربعاً، وتعد من أكثر الدول الأوربية كثافة سكانية، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 81,751,602 نسمة حسب إحصائية عام 2010، ولكن يعتبر معدل الخصوبة الإجمالي فيها أقل المعدلات على مستوى العالم حيث يبلغ 1.38 طفلاً لكل امرأة، ويتوقّع أن ينخفض عدد سكانها إلى ما بين 65 و 70 مليوناً في عام 2060 (65 مليون في حال كان عدد المهاجرين السنوي إليها 100,000 و70 مليوناً في حال كان عدد المهاجرين 200,000 سنوياً). وتحتوي ألمانيا على العديد من المدن، ومن أكثر المدن التي يعيش فيها الألمان هي: برلين، وهامبورج، وميونخ، وكولونيا، وفرانكفورت وشتوتجارت، وتشكل نسبة السكان الألمان حوالي 91%، أما الجزء المتبقي فهم من المهاجرين، وتقدر نسبتهم بحوالي 9% من السكان، ويصل عددهم إلى حوالي 7.3 مليون نسمة. مناخ جمهورية ألمانيا تمتاز أغلب اجزاء جمهوريّة ألمانيا بمناخ معتدل ولطيف، حيث تهب عليها رياح غربية رطبة باستمرار، ويتلطف هذا المناخ بتيارات هوائية قادمة من المحيط الأطلسي الذي يقع على الامتداد الشمالي للتيار الخليجي، وتعد المناطق التي تطل على بحر الشمال أكثر المناطق دفئاً بما فيها شبه جزيرة يوتلاند والمنطقة المحادية لنهر غاين الذي يصب في بحر الشمال، وفي فصل الصيف تهطل الأمطار فيها على مدار العام وتكون غزيرة، ويكون الجو بارداً جداً في حين أن درجات الحرارة ممكن أن تتخطى ال30 درجة لفترات طويلة، وفي فصل الشتاء يكون الجو فيها معتدلاً. أما من الجهة الشرقية فيكون المناخ فيها قارياً، ففي فصل الشتاء يكون الجو بارداً جداً وفي فصل الصيف يكون دافئاً ومعتدلاً، وفي بعض الأوقات من السنة يكون جافاً، وتتمتع مناطق ألمانيا الجنوبية والوسطى بمناخ متقلب، حيث يتغير من مناخ محيطي معتدل إلى قاري، ومن الممكن أن تتعدى درجات الحرارة في ال30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت). النظام السياسي في ألمانيا (نظام الحكم) وفقاً لما يقرّره الدستور الألماني فإن نّظام الحكم في ألمانيا هو جمهوري فيدرالي برلماني ديمقراطي تمثيلي، رئيس الدولة في ألمانيا هو منتخب من قِبل ما يُعرف بالمؤتمر الفيدرالي وهو أحد المؤسسات التي تشمل أعضاء من ( البرلمان الألماني - البوندستاج ) بالإضافة إلى عدد من البوندسرات أو ما يُعرف بمجلس الولايات، إلى جانب بعض المواطنين الذين عُرف عنهم التقدير، والاحترام والسلوك القويم، ويأتي بعد ذلك رئيس البوندستاج وهو الرئيس الذي ينتخبه أعضاء البوندستاج نفسه، المنصب الرفيع الثالث من مناصب الدولة الألمانية هو رئيس الحكومة أو المستشار، وهذا الرئيس هو عبارة عن تآلف وتجمّع عدد من الأحزاب والتي تقوم بتشكيل الحكومة، وفيما يتعلّق بالسّلطة التشريعية الألمانية فهي تتكوّن من قسمين: الأول هو المجلس الفيدرالي أمّا الثاني فهو البوندستاج والذي يتم انتخابه وبشكل مباشر، ونشير هنا أيضاً إلى دور الأحزاب الهام في الحياة السياسيّة الألمانيّة، فمن أبرز الأحزاب الألمانية وأكثرها سيطرة على المشهد السياسي الألماني ( الاتحاد الديمقراطي المسيحي )، و( الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي )، و( الحزب الخضر الألماني ) و( الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني ). وتتكوّن ألمانيا من ستَّ عشرةَ ولاية، لكل ولاية دستورها الخاص بها، حيث تتمتّع هذه الولايات بحكم ذاتي تقريباً، كما وتُعامل هذه الولايات على أنّها دول، حيث تُعد بعض من هذه الولايات أكبر من دول فعليّة. الإسلام في ألمانيا تقع ألمانيا في قلب قارة أوروبا، وكانت ألمانيا في مرحلة ما قبل الحرب العالميّة الأولى من أقوى الدول في العالم، وأكثرها نفوذاً، لدرجة أنّها واجهت العالم بأجمعه في الحرب العالميّة الأولى والثانية، إلا أنّ هزيمتها في هذه الحروب والخسائر الفادحة التي لحقت بها، وفرض شروطٍ قاسيةٍ عليها بعد الحرب، دفعتها إلى مؤخّرة الدول المؤثّرة في السياسات العالميّة. من المعروف أنّ الإسلام انتشر في جميع بقاع الأرض ولم يكن ذلك بالسيف، بل لأنّه دين يصلح لكل زمانٍ ومكانٍ، ولأنّه دين يقوم على المحبة والعدل، وأغلب الشعوب دخلت الإسلام طواعيّةً خاصةً في قارة أوروبا. مراحل وصل الإسلام إليها من المعروف أنّ الإسلام بنى دولة متقدمة في الأندلس(إسبانيا)، والأندلس تجاور ألمانيا، وكان للشعبين تواصل بهدف التجارة، فكان التجّار يطّلعون على التقدم والعدل والنهضة في الأندلس، فينقلون ذلك إلى بلدانهم. للحروب الصليبيّة دور في تعريف الشعوب على هذا الدين، في الوقت الذي كانت تعيش شعوب أوروبا بفراغٍ روحيّ، بعد أن ظهرت مساوئ رجال الدين المسيحي، وظهور المُصلِحين الدينيين الذين حاولوا تصحيح مسار الديانة المسيحيّة لالحقاً، وأصبح الإنسان العاقِل يبحث عن الدين الإسلاميّ الذي يدعو إلى الفضيلة، ويحارب الرذيلة بكلّ أشكالها، ممّا وفر الأمن والاستقرار لمعتنقيه. الحرب العالميّة الأولى والثانية: كما هو معروف تحالفت ألمانيا مع الدولة العثمانيّة ودول أخرى تحت اسم " دول المحور" ضد الحلفاء، فاختلط الألمان مع العثمانيين، وتعايشوا خلال فترة الحرب، فتعرَّفوا على الدين الإسلامي خاصةً المفكرين منهم، فظهرت الكثير من المؤلفات باللغة الألمانيّة تشرح مبادئ الدين الإسلامي، وبعد انتهاء الحرب أفرجت روسيا عن الأسرى المسلمين، ففضّلوا العيش في ألمانيا، كما حدثت موجات من هجرة المسلمين من دول الاتحاد السوفيتي إلى ألمانيا، واستقروا فيها. تقول الإحصائيّات المعهد المركزي للشؤون الإسلاميّة في مدينة سوست الألمانية إنَّ أغلب المسلمين من النساء الألمانيّات الأصل اعتنقن الديانة الإسلاميّة طواعيّة، بعد الاطلاع على دستور الإسلام وهو القرآن الكريم، فوجدن في هذا الدين الكرامة والأمان لهنّ ولأطفالهن، والبعض منهن اعتنقن الدين الإسلاميّ بعد أن تزوّجن من رجال مسلمين، ووجدن فيهم الأمان والصدق والرغبة في حمايتهنّ من مظاهر الحياة الماديّة، التي لا قيمة لها في تغذية الروح لبني البشر. المسلمون في ألمانيا يوجد في ألمانيا أكبر جالية مسلمة على مستوى دول أوروبا، فيقدّر عدد سكان هذه الجالية بنحو أربعة ملايين نسمة، وتعود نسبة كبيرة من هذه الجالية إلى أصول ألمانيّة، والنسبة الأخرى يحملون الجنسيّة الألمانية وينتمون إلى أصول متفرّقة منهم الأتراك، واليوغسلاف، والمغاربة.