كشفت مصادر أمنية إثيوبية، عن قيام الجيش الإثيوبي في أواخر شهر أبريل الماضى وبدايات مايو الجارى بملاحقات لميليشا "مورلى" التي تعد أخطر عصابات تهريب البشر والإتجار بهم في وسط أفريقيا. كانت مناطق "بوما" في جنوب السودان وجامبيلا في إثيوبيا والمتماستان حدوديا، مسرحا لتلك الملاحقات الساخنة التي تطورت لعمليات داخل أراضى جنوب السودان لمطاردة مسلحى " مورلى " التي قامت باختطاف ما يزيد عن مائة طفل إثيوبى ودخلت بهم إلى براري جنوب السودان بعد قيام مسلحيها بالاعتداء على الرعاة وسرقة قطعانهم في مناطق الرعى المفتوحة في جنوب السودان. وأفادت التقارير الأمنية الإثيوبية بأن مسلحى المورلي الخطرين قد قتلوا خلال الاسابيع القليلة الماضية ما يزيد عن 200 من الرعاة في مناطق التماس الحدودى المفتوحة بين إثيوبيا وجنوب السودان ويقومون باتخاذ هؤلاء الأطفال دروعا بشرية حتى الآن لإجهاض أية أنشطة عسكرية للقوات الإثيوبية. ويقول المراقبون إن التوغلات العسكرية الإثيوبية على هذا النحو تطرح علامات استفهام عديدة حول قدرة جنوب السودان على حماية وتأمين حدودها بينما تشهد خلال العامين والنصف الماضيين حربا أهلية وتمردا على سلطة الحكم فيها قاده رياك ماشار نائب رئيس الدولة، وبرغم الدعم الدولى الساعى إلى تثبيت الوضع الأمنى في جنوب السودان فقد ظلت مناطقها الحدودية المترامية الأطراف عصية على السيطرة ومليئة بالثغرات التي يتسلل عبرها المسلحون والمهربون على السواء. وبرغم تأكيدات جوبا أن توغلات القوات الإثيوبية في مناطق جنوب السودان الحدودية تم بمعرفة جوبا وبتعاونها الكامل لم يستطع مسئولو جنوب السودان بما في ذلك وزارة الدفاع تحديد أعداد القوات الإثيوبية المتوغلة أو مناطق انتشارها العملياتي. كان الجيش الأوغندي في العام الماضي قد دخل منطقة "ماجوى" الحدودية والمتنازع عليها مع جنوب السودان، كما قامت القوات الكينية بتحريك حدود تجمع " نادبال " السكنى شمالا باتجاه حدود جنوب السودان القريبة من كينيا والغنية بالنفط، وفى مارس الماضى تناثرت أنباء محلية مفادها أن زعيم تنظيم جيش الرب الأوغندي" جوزيف كوني" قد دخل أراضى مقاطعة "راجا" بجنوب السودان برفقة حراسته المسلحة والتي تقع في شمال غربي البلاد قادما من أفريقيا الوسطى.