سياسيون: زيارة لجنوب إفريقيا "عبدالعال" تخدم مصر على المستويين "السياسي والإقتصادي" في دليل آخر على نجاح الدولة المصرية على المستوى الإفريقي والخارجي، توجه رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبدالعال، اليوم الأحد، على رأس وفد برلماني رفيع المستوى إلى دولة جنوب إفريقيا، لإلقاء كلمة في افتتاح أعمال الدورة البرلمانية الجديدة للبرلمان الإفريقي إضافة إلى مشاركة الوفد المصري في أعمال هذه الدورة التي تمتد خلال الفترة من 3 إلى 13 مايو 2016. ومن المقرر أن يحلف "عبدالعال" يمين العودة للبرلمان الإفريقي بعد قطيعة دامت طويلا وبالتحديد منذ 20 عامًا هي عمر محاولة اغتيال الرئيس محمد حسنى مبارك، وذلك أثناء حضوره مؤتمر القمة الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية في ال 25 يونيو عام 1995، على يد الجماعات المتطرفة، والتي تسببت في انقطاع العلاقات المصرية الأفريقية بشكل دائمًا على مدى 16 عامًا متتالية من حكم مبارك. تأتي الزيارة بناءً على دعوة تلقاها عبد العال من نكودو دانج رئيس البرلمان الإفريقي لإلقاء كلمة في افتتاح الدورة عبارة عن "رسالة تضامن" للبرلمان الإفريقي، وذلك تقديرًا للدور المهم الذي تلعبه مصر في قارة إفريقيا، والذي شهد خلال الفترة الأخيرة تحولات استراتيجية مهمة، تعبر عن وجود توجه حقيقي لدى مصر نحو خلق شراكة استراتيجية حقيقية مع دول القارة الإفريقية، سواء على المستوى الحكومي التنفيذي، أو على المستوى البرلماني، وهو ما انعكس في استحداث لجنة جديدة بمجلس النواب مختصة بالشؤون الإفريقية، في تطور مهم لم يشهده البرلمان المصري من قبل. ومن المقرر خلال الزيارة أن يلتقي عبد العال ب "جاكوب زوما" رئيس دولة جنوب إفريقيا، وذلك لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة على الصعيد البرلماني، إضافة إلى بحث القضايا محل الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي. وتمثل الزيارة بداية استئناف مصر عضويتها وأنشطتها في البرلمان الإفريقي بعد فترة توقف نتيجة حل مجلسي الشعب والشورى السابقين. يضم الوفد أمين سر اللجنة الإفريقية النائبة مي محمود، والنائبين مصطفي الجندي وصلاح عفيفي على أن يلحق بهم، مساء اليوم، رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال. السيسي نجح في استعادة دور مصر في إفريقيا اعتبر خبراء أن السيسي نجح في استعادة دور مصر في محيطها الإفريقي، بعد غياب امتد لعشرات السنين، بسبب إهماله من قبل الرئيس الأسبق حسني مبارك، في أعقاب تعرّضه لمحاولة اغتيال في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في منتصف التسعينات من القرن الماضي. صبري عبد الحفيظ، الخبير السياسي يقول إن " الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استطاع استعادة علاقات مصر مع أفريقيا، خلال فترة قياسية، فالتقى نحو 12 رئيسًا أفريقيًا، كما قصد العديد من الوفود الإفريقية الرسمية القاهرة، وعقدت لقاءات مع السيسي وكبار مسؤولي الدولة خلال فترة قصيرة من توليه الحكم". وأضاف أن السيسي يحاول استعادة الدور المصري في أفريقيا بقوة، فعقد اجتماعات مع 12 رئيسًا إفريقيًا في القاهرة أو في العواصم الإفريقية أو في مدينة نيويوركالأمريكية أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تخدم مصر على المستويين "السياسي والاقتصادي" في هذا الإطار يقول البرلماني كمال أحد، إن مصر كان لها دورًا رياديًا في القارة الإفريقية وساهمت بشكل كبير في تحرر أغلب البلدان الإفريقية، لكنها فجأة فضلت تغيير بصلتها إلى القارة الأوروبية بدلًا من القاهرة السمراء بعد حادث أديس أبابا، مشيرًا إلى أنه في هذه الفترة اتجهت بعض الدول لملء فراغها، ثم جاءت ثورات الربيع العربي لتزيد الفرقة نتيجة عدم الاستقرار. وأشاد كمال بدور الرئيس عبدالفتاح السيسي في دوره لعودة العلاقات مرة أخرى قائلا: "الآن تعود مصر لمكانتها التاريخية في القارة الإفريقية". وعن أهمية هذه الخطوة قال البرلماني ل"الفجر": "إذا كنا نتحدث عن النهضة والإنتاج والتصدير فلابد أن يكون لمصر سوقا مهما في إفريقيا "سياسيا واقتصاديا"، مضيفا أن عددًا كبيرا من دول إفريقيا ممثلة في الأممالمتحدة وهذا يساعد على التصويت لصالح قضايا هامة تخص البلاد. كما أكد البرلماني أن من أهمية هذه الزيارة خدمة مصر على المستويين "السياسي والاقتصادي" وأن يكون لها شركة للتصدير وفتح أسواق جديدة لعودة مكانتها الرائدة.
الزيارة هامة لمناقشة حل أزمة أثيوبيا وبدوره اعتبر الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هذه الخطوة تعد عودة لريادة مصر للمنطقة بأسرها، كما كانت في سابق عهدها. وأضاف العزباوي في تصريح خاص ل"الفجر" أن أهمية هذه الخطوة تتمثل في مناقشة موضوع "سد النهضة" الإثيوبي بالبرلمان الإفريقي للتوصل لحل يرضي الطرفين.