قبل نحو 34 عامًا، ومنذ أن استعادت مصر سيناء، والحديث عن تعميرها وتنميها لا يتوقف، لكنّ واقع محافظة شمال سيناء يكشف أن التنمية حبرًا على ورق، بل إنها إهمالها جعلها مرتعًا للإرهابيين الذين يتلقون ضربات قاصمة من الجيش المصري. قبل ثورة يناير 25 يناير، ركّزت الحكومات المتعاقبة على النشاط السياحي في جنوبسيناء، دون الالتفات إلى محافظة شمال سيناء سوى مجرد وعود وآمال لا ترتقي إلى التنفيذ، الأمر الذي أرجعه مراقبون وسياسيون إلى اتفاقية السلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي (كامب ديفيد)، إضافة إلى عدم جدية وإرادة سياسية الحقيقة. وبعد ثورة يناير نهضت الآمال مجددًا خاصة بعد الإعلام عن ويعد مشروع تعمير سيناء الذي أعلنته حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي، إلا أنه ذهب أدراج الرياح أيضًا.. ومع سقوط حكم الإخوان زادت العمليات الإرهابية في شمال سيناء، إلا أنه وسط توجيه القوات المسلحة ضربات ناجحة ضد الجماعات الإرهابية الموجودة على أرض سيناء، أسفر عن انحصار تلك الجماعات وقتل المئات من قادتها خلال الفترة الماضية. وكانت القوات المسلحة أعلنت قبل نحو أربعة أعوام حربها على الإرهاب في سيناء ببداية العملية "نسر" التي انطلقت في عام 2011. ويؤكد خبراء عسكريون أن عمليات الجيش التي تشنها ضد البؤر الإرهابية في سيناء ستستمر؛ لأن حرب العصابات والقضاء على الإرهاب تأخذ وقتًا طويلًا عكس الحروب النظامية. ويعطي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتمامًا خاصًا بتنمية سيناء، حيث تم تنفيذ بعض المشروعات الاستثمارية، في ظل نجاح القوات المسلحة في حصر الجماعات الإرهابية. وفي ذكرى تحرير سيناء، أشاد الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، خلال لقائه قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة، بالجهد الذي يقوم به رجال القوات المسلحة للقضاء على التطرف والإرهاب في سيناء، مؤكدًا أنهم يثبتون كل يوم أنهم جيش وطني شريف جدير بثقة شعبه بما يقدمونه من عطاءٍ وتضحياتٍ للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مؤكدًا "إن مصر آمنة بإذن الله بقواتها المسلحة التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن مصر القومي في الداخل والخارج، ولن نتسامح أو نتهاون مع من يحاول أن يستبيح أرضنا أو ينشر الفوضى على حدودنا ولن نقبل ابتزازًا أو ضغوطًا من أحد مهما كان".
وحول الإنجازات التي تحققت في شمال سيناء يقول محافظها اللواء عبدالفتاح حرحور، إن مصر تحتفل بذكرى تحرير سيناء في ظل إنجازات جديدة تشهدها أرض الفيروز هذا العام، أبرزها إقامة 54 مشروعًا خدميًا جديدًا على أرض المحافظة سيتم افتتاحها هذا العام، بينها 43 مشروعًا تم الانتهاء منها، وجارٍ افتتاحها تباعًا بمناسبة العيد القومي للمحافظة، وبقية المشروعات سيتم افتتاحها خلال الفترة من يونيو حتى ديسمبر. وأضاف المحافظ أن المشروعات التي تم تنفيذها هذا العام على أرض المحافظة 54 مشروعًا بتكلفة (مليار و263 مليونًا و250 ألفًا و727 جنيهًا)، تضم 43 مشروعًا، تم الانتهاء منها بتكلفة 591 مليونا و362 ألفًا وجارٍ افتتاحها تباعًا بمناسبة أعياد تحرير سيناء، و7 مشروعاتٍ من المقرر افتتاحها خلال يونيو القادم بتكلفة 704 مليارات جنيه، و4 مشروعاتٍ ينتظر افتتاحها خلال العام المالي 2016 2017 بتكلفة 404 ملايين و660 ألف جنيهٍ، 15 مشروعًا في مجال الصحة، وقال محافظ شمال سيناء :"إن هذه المشروعات تضم في مجال الصحة والسكان 15 مشروعًا بتكلفة 441 مليونًا و 719 ألف جنيهٍ، و6 مشروعات تعليمية بتكلفة 10 ملايين و736 ألفًا و258 جنيهًا، وفي مجال الإسكان الاجتماعي مشروعان بقيمة 393 مليونًا و100 ألف جنيهٍ، وفي مجال الشرب والصرف الصحي 6 مشروعات بتكلفة إجمالية 301 مليون و 150 ألف جنيهٍ، وإنشاء مسجدين بتكلفة 3 ملايين و 519 ألفًا، و476 جنيهًا، وفي مجال الطب البيطري مشروعات بتكلفة 23 مليونًا و230 ألف جنيهٍ، وإنشاء 11 تجمعًا تنمويًا بتكلفة 41 مليونًا و140 ألفًا و 405 جنيهاتٍ، وفي مجال التموين إنشاء مشروع بتكلفة 615 ألف جنيهٍ، وإنشاء ثلاث دورٍ مناسبات بتكلفة 904,355 جنيها، وإنشاء المبنى الإداري لمشروع استغلال المحاجر، ومواد البناء بالعريش بتكلفة 2 مليون و500 ألف جنيهٍ، ومشروع مصنع تخليل الزيتون في مدينة العريش بتكلفة 4 ملايين جنيهٍ، ومشروع حفر وتجهيز بئر الكنتلا 5 وبئر المنبطح 6 بتكلفة 5 ملايين و500 جنيهٍ ". وحول المشروعات الممولة من الصناديق العربية على أرض المحافظة قال محافظ شمال سيناء: "إنه تم توجيه خمسة ملياراتٍ لمشروعاتٍ داخل المحافظة، ومن هذه المشروعات إنشاء 26 تجمعًا تنمويًا متكاملًا داخل سيناء منها 19 لمحافظة شمال سيناء و7 لجنوبسيناء، ويضم كل تجمع 100 بيتٍ بدوي وديوانا ومسجدا وساحة رياضية وملاعب ومحلاتٍ ووحدة صحية وشبكة طرقٍ بتكلفة 80 مليون جنيهٍ لكل تجمعٍ"، وأشار إلى أن المستهدف من التجمعات، تحويل المناطق التي تقام فيها لزراعية منتجة ، وربط سيناء بالوادي ، وجعلها امتدادًا طبيعيًا ،وتوفير عائد مادي سريع ، وكذلك توفير الأمن الغذائي، وفي كل تجمع سيتم توزيع 10 فدادين لكل شابٍ بفائدة لاتزيد عن 2% ".
وتابع أن أهم إنجاز تحقق هو قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء جامعة العريش؛ لتكون أول جامعة حكومية على أرض سيناء، كذلك ولادة " الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء"، وهي شركة وطنية، الشركاء فيها كل من بنك الاستثمار بمبلغ 660 مليون جنيهٍ، والجهاز الوطني لتنمية سيناء100بمبلغ مليون جنيهٍ، ومحافظة شمال سيناء 40 مليونًا، والشركة في الوقت الحالي تقوم بعمل الدراسات اللازمة لمشروعاتها التي ستكون بكورتها استغلال المنطقة الصناعية ببئر العبد.