تكتسب زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر اليوم أهمية استثنائية كونها تجسيدا حقيقيا للعلاقة الاستراتيجية التى تجمع مصر والسعودية على مر التاريخ إضافة إلى أنها تأتى لتلجم أصوات المشككين بتأثر هذه العلاقة. ووفق صحيفة "سبق"، تأتي الزيارة بمثابة رسالة تأكيد على الثقة السياسية والاقتصادية من قبل قيادات المملكة، بمصر دولة واقتصادا في توقيت تتصاعد فيه التحديات المحيطة بالمنطقة وتتزايد فيه قوى الشر التي تحاول أن تفرق بين البلدين، وهو ما ستقضي عليه تماما هذه الزيارة.
وحرص الطرفان على تنشيط العلاقات الاقتصادية، في الحاجة إلى تنويع الموارد للطرفين وضرورة تشجيع الاستثمار بين البلدين. حيث انطلق من الأمس مجلس الأعمال السعودي المصري أجتماعاته بهدف تفعيل الحراك الاقتصادي بين الدولتين الشقيقتين.
في سياق متصل قالت صحف مصرية إن نائب رئيس مجلس الأعمال السعودى المصرى الدكتور عبد الله مرعى بن محفوظ ، أكد ضخ استثمارات سعودية مصرية بقيمة 36 مليار جنيه من خلال تأسيس 10 شركات عملاقة، لافتا إلى أنه سيتم فتح الباب أمام المستثمرين المصريين والسعوديين للمشاركة فى رأسمال تلك الشركات ، كما تعهد المؤسسون بقيادة الشيخ صالح كامل رئيس الجانب السعودى بالمجلس بتغطية رأس المال خلال 3 أشهر.
وقال مرعى فى تصريحات له على هامش اجتماعات مجلس الأعمال المصرى السعودى أمس، إن شركة جسور التى تم تأسيسها من قبل ستكون من أولى الشركات المستثمرة فى مشروعات قناة السويس خاصة فى تطوير الموانى الجافة وتطوير الأنشطة البحرية وعمليات الشحن والتفريغ ، لافتا إلى أن رأسمالها سيبلغ 3.8 مليار جنيه وتم بالفعل إيداع 10% منها بالبنوك، حيث ندرس عروضا لمشاركة 32 مجموعة اقتصادية سعودية كبرى بأنشطة شركة جسور.
وأضاف مرعى أن الخطط تشمل تأسيس شركة قابضة تعمل فى مجال الاستيراد والتصدير بهدف رفع قيمة الصادرات المصرية للسوق السعودية من 1.3مليار دولار إلى 2.6 مليار دولار ، مؤكدا أن هذه الشركة سيمكنها بناء مستودعات ومناطق لوجستية لخدمة حركة التجارة بين البلدين وستساعد الشركات المصرية الأخرى المتعاملة مع السوق السعودية حيث أن اغلبها شركات متوسطة.
ولفت الى أن من الشركات الجديدة أيضا تأسيس شركة لتطوير وتأهيل الموارد البشرية العاملة بالقطاع الطبى ومنح الشهادات التى تمكن هؤلاء المتدربين من العمل فى أسواق الخليج والسعودية وحتى السوق الأوروبية ، ورأسمالها مليار جنيه ، لافتا إلى أن من الشركات الجديدة أيضا تأسيس اكبر شركة فى الشرق الأوسط للعمل فى صناعة الدواجن.
يشار بأن حجم الاستثمارات المصرية في المملكة بلغ 4.1 مليار ريال سعودي تتضمن 262 مشروعا صناعيا و781 مشروعا غير صناعي، وهناك شركات مصرية تعتزم استثمار مليار ريال في القطاع السكني المحلي السعودي، مقابل ذلك هناك مستثمرون سعوديون من رجال الأعمال يستثمرون مليارات الريالات في بعض مدن ومحافظات مصر.