بعد أن عزل الخلاف القائم بين أمانة منطقة المدينة ووزارة المالية، عقد المكافحة عن عقد النظافة الذي أبرمته أمانة المدينة مع إحدى الشركات قبل 13 شهراً، أعلنت أمانة المدينة، الخميس الماضي، أنها تعزّز خلال هذه الفترة أعمال مكافحة آفات الصحة العامة من خلال حملة تكثيفية لمعالجة البلاغات البيئية لمحاربة انتشار الحشرات وتزايد حالات تسرُّب مياه الصرف الصحي في الشوارع والميادين العامة وتجمعات المياه وسط الأحياء، في محاولة لإنهاء تلك المشكلات البيئية بشكل جذري، بينما أكّد أهالي أن هذه الخلافات شخصية، متسائلين عن سجل الإصحاح البيئي؟ 98 بلاغاً! جاءت هذه التعزيزات التي لم تتجاوز 98 بلاغاً، حسبما أفاد به وكيل أمين منطقة المدينة المنوّرة للخدمات؛ المهندس هزاع محروس، الذي أكّد أن تعزيز أعمال مكافحة آفات الصحة العامة يأتي ضمن خطة الإدارة العامة لصحة البيئة في الأمانة والرامية إلى تحسين المستوى البيئي والحد من الآفات الحشرية المختلفة بما في ذلك "البعوض"، إلا أن هذه التعزيزات جاءت بعد أن أرق البعوض أهالي المدينةالمنورة منذ تعثر عقد المكافحة.
شركات ضعيفة ذكرت مصادر ل "سبق"، أن الأمانة استعانت بشركات ذات إمكانات ضعيفة، وذلك عن طريق عقود محايدة عن عقد المكافحة الذي تعثرت ترسيته منذ عام بسبب الخلاف بين الأمانة ووزارة المالية، الذي نتج عنه أيضاً توقف صرف راتب مكافأة الحج للعاملين بأمانة منطقة المدينة المنوّرة في موسم حج 1436ه، الصادر بشأنه أمر سامٍ خاص به، فضلاً عن توقف ترسية مشاريع خدمية وتنموية تجاوز قيمتها ملياري ريال.
أين سجل الإصحاح؟! وتساءل عددٌ من أهالي المدينة عن سجل الإصحاح البيئي للأمانة كاملاً، الذي أعلنته الإدارة العامة لصحة البيئة لتحسين المستوى البيئي، مشيرين إلى أن مخالفات البناء مازالت وسط الأحياء وعلى الشوارع العامة، ومخلفات المسالخ والمصانع والنفايات الصحية وغير الصحية مازالت تفتقد النقل الصحيح والصحي، مؤكدين ما ورد في البيان من بداية الحملة قبل أسبوعين يعد كارثة بيئية لم يكن حلها من خلال حملة ضعيفة من قِبل شركات ليس لها اختصاص بهذه المكافحة.
مَن المسؤول؟ تعرّضت المدينة المنوّرة لخلافات بين أمانة المدينة ووزارة المالية على أكثر من صعيد، إلا أن الجهات العليا التزمت الصمت ولم تتدخّل لفض هذا الخلاف أو تفتح تحقيقاً مع مَن تسبّب في هذا الخلاف الذي كان ضرره واضحاً على المدينة المنوّرة، ولم يتذكروا رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حين قال: "مكةوالمدينة تهمنا قبل أي شيء في هذه البلاد".
تساؤلات وخلافات! تردّدت تساؤلات الأهالي: أين سجل الإصحاح البيئي كاملاً؟ ومَن المسؤول عن هذا الخلاف الذي لم يرتقِ لمستوى المسؤولية التي كلفه بها ولاة الأمر، والمتسبّب في تعثر عقود ومشاريع خدمية وتنموية في مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، كان من الأولى من الجهات العليا أن تفتح تحقيقاً مع مسؤولي الأمانة ووزارة المالية، بدلاً من الخلافات والتعقيدات في المخاطبات التي صنّفها بعض الأهالي أنها خلافات شخصية جاء ضررها على المدينة وأهلها، فهل تتحرك الجهات العليا وتنقذ مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم؟
مطالب الأهالي طالب الأهالي، عبر "سبق"، توضيحاً من وزارة الشؤون البلدية والقروية عن موقفها من تعثر ترسية عقد المكافحة الذي تجاوز 13 شهراً، وكان ضرره على المواطن ملحوظاً؛ فضلاً عن انتشار الكلاب الضالة في الأحياء السكنية داخل الدائري الثاني وخارجه، إضافة إلى تعثر مشاريع تنموية وخدمية، مؤكدين أن مطالبهم مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف منذ أن تعثرت ترسية عقد المكافحة، إلا أن الوزارة لم تسجل أي تحرُّك لمعالجة هذه الخلافات.