قال المفتي السابق للديار المصرية الدكتور علي جمعة، إن الأخلاق مربوطة بالعقيدة الإسلامية، لأن الدين 95% يأمرك بالأخلاق، و5% يأمرك بالدين بما فيه من الدعاء والذكر والصلاة والصيام وأبواب الفقه، التي بلغ فيها احكام الأفعال مليون و200ألف فقه، وان هذا يتطلب بإن يكون المسلمين أصحاب أخلاق، إلا أن المسلمين تمسكوا ب5%دون الاخلاق بما فيه من معاملات. وأكد «جمعة»- خلال لقاءه بمكتبة الإسكندرية على هامش المعرض الدولي للكتاب- اليوم الخميس، بحضور الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، والدكتور خالد عزب مشرف المعرض، وعدد من قيادات الأوقاف والأزهر والطلاب، على أنه إذا كان البشر على هذا النهج، ما كانت الدولة تقاوم الإرهاب أو حدث فساد كبير استشرى في الأرض، حتى يقوم البعض بتبريرها لأنفسهم، مذكرًا إلى أنه قام بتأليف كتاب"حاكم الحب" لأن كثير من الناس لم يفهموا كثير من النصوص، لأنها لم تورد مفهموم الحب، حيث أن الجفاف سيدمر العالم، فالدين أمر البشر أن نحب الحياة، وأن النموذج الشائع بإن الدين يكره الحياة، وانه لا يمكن أن يجتمع الدين والحياة في آن واحد، ثم يقوم الفرد بمحاولة التخلص من الحياة، لأنه لم يعرف الحب، منوهًا فقه الحب مهم وجليل، ولكن قليل ما نتكلم عنه، لأن الحب أول درجات الوصول إلى الله. وأشار «جمعة» إلى أن جلال الدين الرومي قد كان موقدًا بالحب، حتى أنه تُرجم عنه مؤلفات غربية، أما الشائع كيف تكره نفسك والأخرين، وأن من هذه القيم التي اتفق عليها البشر"التسامح" أمام من يريد تدميرك، وأهم القيمة «الاحترام» التي تبدأ باحترام الذات دون الكبر، وفاحترام الذات يكمن في معرفة القدرات وما يمكن تقديمه للكون، واحترام الآخر بأن تعطيه الفرصة، لأن تسمعه وتعرفه، قائلًا: «ما هذا الذي نراه بهدم الكبير بدعوة التمرد، لأن الله جعل الكبير في السن والمقام والعلم، فلا تقوم بالركوع قبل الأمام، ويجب أن تفهم النصوص بفقه الرحمة والصدق والتكافل»، وقال الرسول: «والله لا يؤمن من بات شبعان والجار جعان، وهو يعلم». ونوه «جمعة» إلى أن هناك من سيفسر أن من لا يطعم الجار فهو كافر، وأنه سيقوم بقتله، وأن لم يستطع، سيقوم بتفجيره نفسه والآخر، وأن هذا ما يسمى «فقه الغباء»، مضيفًا أن السنة المشرفة مصدر من مصادر الاعتماد لما تركه لنا الرسول الكريم (محمد) صلى الله عليه وسلم، بما فيه من أدلة الأحكام والأحاديث، وتتضمن السنة الأخلاق المرتبطة بالعقيدة، مضيفًا: «الأخلاق هي مراد الله من الخلق، وأن وصف الله الرسوك أنك لعلى خلق عظيم هذا يدل على المنهج اليومي الذي يجب أن يتبعه الإنسان»، وأن الله بدأ قرآنه (بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا يدل على أن الله الجميل الجميل، وقد بدأ بتحلي بصفات الجمال. واتبع «جمعة» أن العلماء منذ زمن بعيد يجعلون الحديث بحديث"الأولية"وهو مدخل الشيخ لتلاميذه، لفهم ما ورائه من الدين، وقد بدأ الحديث «ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء»، أو«الراحمون يرحمهم الرحمن»، وأن الرحمة تشمل المسلم وغير المسلم والإنسان وغير الإنسان، وأنه لا يمكن إيذاء الجماد الذي يسبح الله، وأن السماء والأرض تأتي وتذهب وأنها أبت أن تحمل الإمانة، وقد حملها الإنسان. وأوضح أن الكون يسجد ويسبح ويحمد ويتفاعل مع البشر، وأن القرآن الكريم يحدث الناس عن الفطرة التي خلق الله الناس عليها، وأن أصحاب مكارم الأخلاق هم من يعمرون الأرض ويجلهم البشر، دون التدخل في حساب الله في يوم القيامة ودخول الجنة والنار، استنادًا إلى قول الله"أنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء". وأشار إلى أن هناك مؤسسات مدنية تقييم الخير من أجل المجد وليس لوجه الله، وأنه يمكن التعاون منها، لأنها ستقوم بتعمير الأرض، وأن الأممالمتحدة تجتمع على ما يسمى بالأخلاق النشطة في 11خلق من خلال البحث والاستبيان، وأن تلك الاخلاق اشتركت فيها البشرية دون تدخل الأديان، وأنه تم ترجمة والبحث عن 11خلق، وتحويلها إلى مناهج تعليمية، وأنه تم كتابة موقف الإسلام من 11خلق، الذي وافق عليها ويعتمد عليها، وأن الأممالمتحدة كانت صادقة فيها، لأن البشرية اجتمعت عليها. وأضاف أنه دائمًا يجب البحث عن المشترك مع الآخرين، حتى تعيش الدولة والشعوب عصرها، وأنه تم كتابة منهج للتدريس للمراحل التعليمية وتم تطبيقها في دولة الكويت، وانه قدم برنامج رمضاني منذ 3سنوات عن ال 11قيمة، وربطها بالأحاديث ومواقف الأئمة حول هذا المعنى، وأن الدولة بحاجة إلى برنامج قومي يربط جميع المسلمين والمسيحيين في مصر، والبشرية جميعها، لأن البشرية في حالة يرثى لها في قضية الخلاق، بسبب نمط الاتصالات الحديثة، حتى أفقد الإنسان جزء من توازنه. وأشار المفتي السابق للديار المصرية، إلى أن الإسلام يريد قلب رحيم لا يستهين بأي خلق من أخلاق الله، متسائلًا: "هل هذا القلب يمكن أن يدمر مطار، أو يفجر كمينًا، أم يكون تخلق بالأخلاق الحميدة تمنعه عن الفساد في الأرض، وتجعله يعمل في نطاق التعمير أم التدمير، وهل يمكن أن نحول تلك الأخلاق إلى أفعال ومبادرات"، مذكرًا بقصة أحد أوائل المسلمين بقيامه بترك الحج من أجل أن يجالس كلب ضال وجده يعاني من الجرب، ضاربًا بمثل«سيدي علي الخواص»: (الرجل كان لم يقرأ كثيرًا وليس لديه معلومات كثيرة، ولكنه كان يسهر في تنظيف مساقي الكلاب، وقد كان يقوم بإنشاء مساقي للكلاب، وكان أخرها في بيت القاضي في الحسين)، معلقًا هل يمكن أن تتخيل أن تقوم دولة أثناء تنظيم شوارعها ورصفها بإنشاء مسقى للكلاب، معلقًا أن هذه نماذج يجب أن ندرسها، وأن نراجع أنفسنا.