في ال 21 من شهر مارس في كل عام ، كان يمثل «عيد الأم» رواجًا في حركة البيع لمختلف المحّال التجارية، للإقبال الشديد على شراء الهدايا؛ ولكن اختلف هذا العام عن سابقيه، نظرًا لارتفاع سعر الدولار الأمريكي، ما أدى إلى الزيادة في أسعار السلع، فأثر على القوة الشرائية عند الفرد، فشهدت الأسواق ركودًا ملحوظًا في حركة البيع. ورصدت «الفجر» تأثير الأزمة الاقتصادية، وارتفاع الأسعار على المواطنين الذين اكتفى بعضهم بالفرجة، وفضل آخرون التوجه لشراء هدايا رمزية منها ما يلبي احتياجات الأسرة. ارتفاع أسعار البضائع بسبب الدولار في البداية استهل حديثه «سالم ممدوح» بائع إكسسوارات بأن نسبة المبيعات هذا العام انخفضت بالمقارنة مع الأعوام الماضية بنسبة كبيرة، نظرًا لارتفاع سعر الدولار الأمريكي، لاسيما في ظل زيادة أسعار التعريفة الجمركية، ما ترتب عليه ارتفاع أسعار البضائع المستوردة، ومن ثم ارتفاع أسعارها». ولفت «ممدوح»، إلى أن إقبال بعض المواطنين هذا العام على شراء الهدايا من الملابس الجاهزة( العبايات)، والأدوات المنزلية؛ وهو ما ساهم في ضعف الإقبال على شراء هدايا الإكسسورات والعطور في مناسبة « عيد الأم ». تخفيضات للتحايل على الغلاء وعلى الرغم من اتجاه المحلات التجارية لتقديم تخفيضات على هدايا «عيد الأم» لانعاش الحركة الشرائية، وصل حال التخفيضات إلى منح قطع ملابس هداية مجانية في حال شراء أكثر من قطعة، إلا أن الحال يظل كما هو. فقدم «محمد صابر» صاحب شركة للمفروشات، عروضًا على المفروشات التي يبيعها، ودون على المفروشات لاصقة لجذب الزبائن، تحت عنوان «اطلبي وإتمني يا ست الحبايب». في حين كثرت الهدايا التي تعرضها المتاجر هذا العام هي« الأواني الفخارية» الفنية، والتحف النحاسية المبتكرة، والتي تستخدم في تزيين حجرات الاستقبال في المنازل. اكتفينا بالهدايا الرمزية واستطردت «شيماء الزين» موظفة قائلةٍ: « هدايا عيد الأم هذا العام باهظة الثمن، حتى الأشياء البسيطة؛ ولذا اكتفينا بشراء بعض الحلويات واحتفلنا بشكل بسيط، نظرًا لعدم استطاعتنا شراء بعض الهدايا». في هذا الصدد أشارت «نهى عبد السلام» مهندسة، إلى أنها تحرص كل عام على شراء هدية عيد الأم لتقديمها لوالدتها، ولكنها فوجئت هذا العام بارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10 إلى 25 %، مقارنه بالأعوام الماضية؛ ما أدى إلى شراء هدايا رمزية تتناسب مع قدراتها المادية.
اكتساح الأدوات المنزلية على أسواق الهدايا وتقول «حسنة عيد» التي صدفناها داخل متجر للأدوات المنزلية تبحث عن هدية تشتريها: «أكثر ما أعجبني أطقم الصيني، مضيفة أنها وجدت منها صيحات جديده ومميزة، وبأسعار مناسبة وفي متناول الجميع، وبنفس الوقت جديدة. إقبال ضعيف ومن جانبه أردف «السيد أبو الوفا» تاجر، أن الإقبال على الشراء من قبل المواطنين في هذا الموسم للاحتفال بعيد الأم يشهد ركودًا واسعًا، لاسيما في ظل الظروف المعيشية التي تشهدها البلاد، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن أكثر المنتجات التي حققت نسبة مبيعات عالية هذا العام هي الأدوات المنزلية بكل أنواعها وكذلك الأدوات الكهربائية التي لا يستغنى عنها أي منزل مصري.
منافسة علي التخفيضات وفي ذات السياق أكد «حلمي سلامة» صاحب محل ملابس محجبات، أن معظم إدارات المحلات التجارية تتنافس في إعداد العروض والتخفيضات لجذب أكبر عدد من الزبائن لها، مضيفًا أن حجم حركة البيع بدأ في الانتعاش مما رفع من حجم المشتريات للملابس مقارنة بالأعوام السابقة التي كانت تعاني فيها الأسواق من حالة من الكساد_على حد تعبيره. العين بصيرة واليد قصيرة «اعتدت على شراء هدايا عيد الأم كل عام من أماكن مختلفة كنوع من التغيير ولمعرفة الأسعار الحقيقة؛ ولكني فوجئت هذا العام بارتفاع الأسعار وبصفة خاصة في الأدوات الكهربائية، والملابس»، بهذه الكلمات عبرت «ولاء أحمد» عن استيائها من ارتفاع أسعار هدايا عيد الأم، قائلةٍ: «حتى فرحتنا بعيد الأم بيحرمونا منها.. كنت نفسي أجيب حاجة لأمي، ولكن العين بصيرة والإيد قصيرة»، مشيرةٍ إلى أنها اضطرت أن تستبدل الهدايا التي كانت تنوي أن تشتريها لوالدتها ووالدة زوجها من هذه المنتجات بشراء أدوات منزلية وتجميلية؛ لأنها ترى أن اسعارها مناسبة أكثر هذا العام. المال أفضل هدية في هذه الظروف وأضافت «نهال رمضان»، ربة منزل: « أنا نزلت للسوق أدور على حاجة تنفع أشتريها مالقتش، فالحل بالنسبة لي أدي لأمي فلوس بدلا من الهدية».