«حميدة»: أتممت رسالتي وربنا كرمني في ولادي وضحكتهم في وشي تساوي كنوز الدنيا والفقر لم يكن يوماً عائقاً أمامي استقبلت منطقة المنشية بقرية المحسمة القديمة بمركز ومدينة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، بالأفراح من مساء أمس الخميس حتى الساعات الأولي من صباح يوم الجمعة، وذلك بعد أن حصلت سيدة من القرية علي لقب الام المثالية، حيث وصفت «حميدة مصطفى- 59 عاماُ- الأم المثالية بمحافظة الإسماعيلية»، سعادتها بتخرج أبنائها قائلة: «شعرت بسعادة غامرة بتخرج أولادي من كلياتهم وأصبحوا أعضاء ناجحين وفاعلين بالمجتمع، وشعرت بسعادة لم توصف عندما علمت أنني الأم المثالية وعلى الفور سجدت لله شكراً». ولفتت «مصطفى»- في حوار خاص ل«الفجر»- إلى أن أصعب لحظات حياتي وأنا أبكي لما ما أقدرش أجيب حاجة لحد من العيال عاوزها، لكن مع الوقت ولما عرفوا الدنيا بقوا يقدروا الظروف، وضحكتهم في وشي تساوى كنوز الدنيا. وقالت «حميدة» توفي زوجي في يناير1991م، وكان يعمل بالتربية والتعليم، وترك لي 6 أبناء، مؤكدة على أن الفقر لم يكن عائقًا أمامها في ظروف يتشابه فيها معظم أهل القرى بمصر، رغبتي في انجاز مهمتي المقدسة في «تربية أولادي» كان هدف صعب، وقررت عدم الزواج، بل قدست حياتي لتربية أولادي. وروت «حميدة» زوجي توفي وترك معاش وقتها 100 جنيه ووالدته كانت تقيم معنا وكان لدي 6 أبناء وبدأت العمل في تجارة الملابس وذلك بمساعدات أهل الخير ونقتسم المكسب فيما بيننا حتى وصل أولادي إلى التعليم الجامعي، وأكبرهم« لمياء سعد إبراهيم»، كانت في الصف الثالث الإعدادي حين توفي والدها، وتخرجت من كلية التربية رياض أطفال وتعمل بالتربية والتعليم وتزوجت قائلة: «الحمدلله»، و«باسم» الابن الثاني دكتور صيدلي، و«مروة» حاصلة على بكالوريوس تجارة، و«هناء» بكالوريوس زراعة، و«آيات» ليسانس حقوق، و«باهر» بكالوريوس هندسة وتوفي منذ 4 سنوات في حادث. وأشارت «حميدة مصطفى» إلى أنها حزنت شديدًا وكادت تظلم الحياة في وجهها بعد وفاة ابنها المهندس «باهر» والذي تخرج من كلية الهندسة وبدأ العمل وارتبط وكان لم يتبقى على زفافه سوى شهرين، وكان عمره 28 عامًا بعد إصابته في حادث أمام المنزل قبل أن نفرح به، لكني استكملت المسيرة وواصلت تربية أولادي فحصل ابني «باسم» على مجموع 101 % في الثانوية العامة، ونظرًا لظروفنا الاقتصادية لم يستطيع الالتحاق بكلية الطب التي كان يحلم بها، والتحق بكلية الصيدلة وتخرج وهو الآن يعمل. وأشارت «حميدة» إلى أنها تقدمت لمسابقة الأم المثالية على مستوى المحافظة، بعد الإعلان عنها في مديرية التضامن الاجتماعي عن طريق أولادي، وانطبقت على مشواري المعايير المطلوبة، وتم إبلاغي بالفوز كأم مثالية.