الغرباوي: أمر طبيعي ومتوقع لكن له تداعيات جسيمة اللاوندي: القرار خدمة مجانية ل«إسرائيل» سيترتب عليها عواقب وخيمة بالمنطقة دواد: القرار خاطئ وسيساهم بدفع الأمور داخل لبنان إلى مزيد من التفجير حجاج: القرار إملاء سعودي خليجي على اجتماع وزراء الخارجية العرب أدان سياسيون قرار جامعة الدول العربية بتصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية، محذرين من تابعيات القرار، لاسيما في ظل التخبطات السياسية التي تعيشها البلدان، خاصة مواجهة الدول العربية للإرهاب، حيث أكد بعضهم على أن «حزب الله» يمثل جزءًا كبيرًا من المقاومة العربية. وجاء قرار اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية خلال الاجتماع الثاني لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية ال145، حيث حصل القرار على دعم الأغلبية الساحقة لأعضاء المنظمة، فيما أعرب لبنان والعراق عن رفضهما لهذه الخطوة. أمر طبيعي ومتوقع لكن له تداعياته جسيمة ويرى الدكتور يسري الغرباوي، باحث سياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن قرار الجامعة العربية باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية، كان أمرًا متوقعًا وطبيعي لاسيما بعد ما أوضحته دول التعاون الخليجي أن ممارسات حزب الله في دول الخليج وفي سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم الأخلاقية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي؛ لكن القرار له تداعيات جسيمة، خاصة إذا اشتبكت حماس مع أي منطقة فسوف تندمج مع عناصر «حزب الله» وسيوجد بينهم توافق؛ وبالتالي تستطيع دخول غزة بسهولة وستكون مقاومة بنظرهم. ويضيف «الغرباوب»، ل«الفجر»، أن الصراع سيزيد بل سيساعد في عدم الاستقرار، لاسيما في ظل المواجهة الغير مباشرة ما بين السعودية وإيران والتي ستؤدي إلى نزيف سُني شيعي، خاصة أن أطراف حزب الله أعماله سوء كانت في لبنان أو سوريا إرهابية بالتالي سيزيد من العداء في المنطقة، محذرًا الدول العربية من تابعيات تلك القرار. القرار يجر المنطقة لمزيد من العنف وفي هذا الصدد حذر الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، من أن يجر هذا القرار المنطقة لمزيد من الفوضى والعنف، واصفاً قرار الجامعة العربية باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية بأنه «خدمة مجانية لإسرائيل تترتب عنها عواقب وخيمة على الأمن القومي العربي». القرار يخدم الصهيونية وسيشعل الأزمة بسوريا واستطرد «خالد دواد»، المتحدث باسم التيار الديمقراطي، قائلاً: إن هذا القرار خاطئ وسيساهم بدفع الأمور داخل لبنان إلى مزيد من التفجير، ورغم اختلافنا مع سياسة حزب الله بشأن الحرب الدائرة في سوريا، لا نستطيع أن نتجاهل مطلقاً أن حزب الله حركة مقاومة قامت بالدفاع عن أرض لبنان وقدمت نموذجًا رائعاً للمقاومة ضد العدو الإسرائيلي، لذا كان يجب ألا يصدر هذا القرار من وزراء الداخلية العرب، وإذا وصمنا نحن حزب الله بالإرهاب، فماذا نقول عن منظمات كداعش والقاعدة. وأردف «دواد»: «الواضح أن مصر تأثرت بالموقف السعودي لكنها على المستوى الشعبي ستجد صعوبة في لصق تهمة الإرهاب بحزب الله، فهي في حقيقة الأمر لا تعبر عن تصورها»، مضيفًا أن هذا الاتهام لحزب الله سينقضي بشكل أو بآخر مع تقدم المباحثات في جنيف لحل أو حلحلة الأزمة السورية.
حزب الله يراهن على تطبيق القرار بينما يقول الدكتور «أمين حجاج»، أمين الجمعية الإفريقية إن قرار الجامعة العربية باعتبار «حزب الله» جماعة إرهابية، لا يتماشى مع الواقع، بل يعتبر باطل شكلاً وموضوعاً، فمن حيث الشكل لم يكن مشروع هذا القرار مدرجاً على جدول أعمال الاجتماع وإنما تم إقحامه في آخر لحظة والاجتماع على وشك الانتهاء، وفقاً لما صرح به وزير خارجية تونس ووزراء آخرين، ولذلك فإننا من الناحية الشكلية نحن أمام قرار غير قانوني طبقا لأعراف جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى أنه إملاء سعودي خليجي على اجتماع وزراء الخارجية العرب. ولفت أمين الجمعية الإفريقية، أن هذا القرار ليس له أي نتائج صراعية في المنطقة؛ لأن حزب الله غير معترف بالقرار ولا قيمة له، بل تراهن عليه ولم تطبقه خاصة في لبنان