لست من هواة مشاهدة التليفزيون وتقع عيناي عليه فيما قل، وأن كنت أحاول أن أتعرف من حين لآخر على أشكال البرامج والمضامين التى تقدم على الشاشات، ولكننى بالصدفة البحتة شاهدت على إحدى القنوات المتخصصة حلقة عن الممثل الأمريكي ليوناردو دى كابريو تقدمها مذيعة راقية صاحبة ملامح مريحة وابتسامة مميزة سبق وأن شاهدتها من قبل فى البرامج الثقافية هى نانسى إبراهيم، والتى لا تنقصها الثقافة أو الحضور. فى البداية لفت انتباهي أن هذا المضمون لم يعد يقدم على أى من الشاشات سواء فى التليفزيون المصرى أو فى خارجه منذ زمن، ووجدت نفسى بعد أن كنت استعد للخروج من المنزل و بدلا من أن أشاهد دقائق معدودات وجدت نفسى مشدودا لمتابعة باقى الحلقة لما تتضمنه من معلومات جديدة ثرية و إيقاع جذاب ومشاهد قد لا تتسنى متابعتها إلا فى هذه النوعية فقط من البرامج الثرية لكنها ممتعة فى نفس الوقت والتى للأسف لم تعد موجودة، واندهشت أكثر عندما تابعت تتر النهاية لأجد أن مقدمة البرنامج هى نفسها المعدة بل وصاحبة الفكرة فانشرح صدرى لوجود مثل هذه النماذج المشرفة من المذيعين المثقفين المالكين لأدواتهم فى التليفزيون المصرى الذى لديه الكثير من الطاقات البشرية والأفكار المميزة لكنها لا تحظى باى اهتمام أو دعاية محترمة ولا يُسخر لها الإمكانات اللائقة ولا يصرف عليها جيدًا من ديكور جذاب يتناسب مع فخامة المعلومات المقدمة فأشفقت على مذيعة تذكرنا بجيل العمالقة أمثال سناء منصور وسلمى الشماع ومن قبلهما سلوى حجازى لكنها تصور فى جنينة وبإمكانات هزيلة دون دعاية أو عناية تستحقها.
والسؤال للسيد رئيس الاتحاد عصام الأمير وكل القائمين على ماسبيرو والذين ينشدون تطويره أو إعادة هيكلته "لماذا لا تلتفتون للطاقات المهدرة من مذيعين و مقدمى برامج يعدون مكسباً حقيقيا للتليفزيون المصرى بل و تلجئون لوجوه من خارج التليفزيون المصرى يظهرون لأول مرة على شاشته و لا ينتمون له بل و يعملون بقنوات خاصة؟"، و"لماذا لا يتم الاهتمام بشكل أكبر بتوظيف هذه الإمكانات البشرية فى برامج تربط المصريين بكل التجارب الفنية او السينمائية او الإنسانية حول العالم ؟" وزيادة رقعة هذه النوعية من البرامج الفنية العميقة و الجاذبة التى مشاهدتها تدعو للثناء والرضى عن أداء التليفزيون المصرى تليفزيون الدولة بقنواته المختلفة عامة كانت أو متخصصة و بتاريخه العريق وريادته التى سبقت كل إعلام العالم العربى والذى ساهم إهماله فى تدميره ومحاربته التى تعنى محاربة الدولة لنفسها بنفسها.