في قوله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور:23]. ذكر مسلم في صحيحه: "قال حبّان بن موسى: قال عبدالله بن المبارك: هذه أرجى آية في كتاب الله". قلتُ: والعفو والصَّفح .. وإن كانا مُتقارِبَين في المَعنَى، إلا أنهما لا يَخلُوان من فَرق! * ذكر أبوالهلال العسكريّ في الفُروق: "قال الراغب: الصفح: ترك التثريب - اللَّوم والتعيير بالذنب -، وهو أبلغ من العفو، وقد يعفو الإنسان ولا يَصفح". * وقال القرطبيُّ في تفسيره: "العفو: ترك المؤاخذة بالذنب. والصفح: إزالة أثره من النفس. صفحت عن فلان .. إذا أعرضت عن ذنبه". وما أجملَ الامتثال لأمر الله: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} [البقرة: 109]. فاعفُ واصفَح .. متى وجدتَ إلى ذلك سبيلًا، فقد وقَع أجرُك على الله.