إصرار إيران على تصعيد أزمة إعدام الزعيم الشيعي نمر باقر النمر، وتغيير اسم الشارع الذي تقع فيه القنصلية السعودية بطهران إلى شارع النمر، والتصريحات العدائية التي يطلقها مسئولون إيرانيون في كل حين، تؤكد أن دولة ولاية الفقيه لا تنوي إنهاء الأزمة قريبا، وأنها تسعى لإشعال فتيل الفتنة. المتابع لتصريحات الجانب الإيراني، منذ صدور بيان المتحدث وزارة الخارجية الإيرانية بإدانة اعدام النمر، وتهديد المملكة بأنها ستدفع ثمنا باهظا، وحتى تصريحات آية الله خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني والتي زعم خلالها أن إعدام النمر سيكون بداية نهاية حكم آل سعود، وتصريحه بأنه يتوقع من منظمة التعاون الإسلامي اتخاذ موقف واضح من عملية إعدام رجل الدين نمر باقر النمر، مشيرا إلى أنه سيطلب من الجهاز الدبلوماسي الإيراني اتخاذ موقف حازم بهذا الصدد. وترجيحه خروج احتجاجات ومظاهرات تنديدا بإعدام النمر الذي وصفه بالجريمة، كل هذه الأمور مضافا إليها الأحداث التي شهدتها محافظة الطائف وبلدة العوامية، وخروج مظاهرات شيعية ضد الأسرة الحاكمة في المملكة، كل هذا يؤكد أن إيران تسعى إلى إخراج القضية من سياقها السياسي إلى سياق ديني، والدفع في اتجاه الصدام بين السنة والشيعة. وما يزيد من خطورة الموقف، أن كلا من السعودية وإيران دولتين دينيتين أي أن نظام الحكم فيهما يقوم على أساس ديني، الأول سني في المملكة والأخر شيعي في إيران، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية قد تجر المنطقة بأسرها إلى صراع جديد لا يعلم مداه إلا الله.