قال الفنان خالد الصاوي، إنه كان طفلا شقيا للغاية، وما كان يخفف من "شقاوته" هي الحواديت التي كانت تحكى له، خاصة من الدادة أم عبده، موضحا أن هذه الحواديت وسعت خياله بشدة. وأوضح الصاوي، في حواره ببرنامج "صاحبة السعادة"، الذي تقدمه الفنانة والإعلامية إسعاد يونس، على شاشة سي بي سي، أنه يحب التاريخ، وعندما كان في الصف الرابع الابتدائي كان يهوى الرسم، وكان يرسم قصصا حول نفسه، ويجيد تقليد رسم قصص ميكي وسمير، مشيرا إلى أن صديقه يوسف كان معه، وكانا الاثنين أشقياء للغاية، ويدخلان السينما في أفلام "الكبار فقط" دون علم الأهل.
وأضاف الفنان أن والدته شاهدته وهو يقفز من الدور الثامن لعمارة آخرى، وأن هوايته في صغر سنه هي الشقاوة، وأنه في الصف الرابع الابتدائي بدأ أولى تجاربه مع كتابة القصة أثناء حصة الفرنساوي، وأن الفكر هو الممنوع المرغوب، قائلا :"لذلك دخلت فيلم الصديقان وكان فيلماً للكبار فقط، وبينما وانا طفل فى حصة الفرنساوي وكنت متيم ببنت فى المدرسة، والخيال ذهب بي لأن تكون البنت هى مدرسة الفرنساوي وهى كبيرة، وأتمسكت وانا برسم قصة مصورة عنهما مستوحية من فيلم للكبار فقط، وأخذت فصل أسبوع من المدرسة ولكن فى البيت تم استيعاب الموقف، وأمي راحت للناظرة ودافعت عني".
وتابع :"أول يوم فى الحضانة كرهت النظام التعليمي بالكامل، حيث دخلت اليوم وكنت سعيد للغاية وفجأة اليوم بدء بطابور وزعيق وضرب، وفضلت قاعد فى الديسك الأخير فى الفصل حتى وصلت ثانوي عام".
واستكمل الصاوي :"في المرحلة الإبتدائي مدرس العربي قام بضربي بشكل مهين أمام الطلبة، وأتعرف فى الفصل أنى مريب وكنت من كبار الطلبة المؤثرة دائماً، وفى ثانوي كان الغضب يزيد أمام مؤسسة التعليم، وسنة 73 بدء الإهتمام، حيث ان كل مواليد عام 62، 61 ، كان حلمهم هو أن يكون ظابط، وذلك بسبب الحرب، وفى عام 73 بدء الإهتمام بنفاق الجرائد، وأصبح امامي تغير لدي السلطات، والوقت بدء بسماع موسيقي الشيخ أمام وكلمات أحمد فؤاد نجم، وبدء التمرد بشكل أكبر وأوسع وحدث ثقل، وأول ما قرأت له كانوا كُتاب المعتقلات".
وأستطرد :"كنت في الإسكندرية حتى المرحلة الابتدائية ورحلنا إلى القاهرة في أعقاب حرب أكتوبر، في أعقاب حرب أكتوبر مباشرة، ومرحلة الجامعة كان هناك تغير واضح، حيث كان الهم الأكبر أن لا أكون صايع، وفى العام الأول حصلت على جائزة فى الشعر وهى المرة الأولي التى أحصد فيها جائزة الأول، حتى فى إبتدائى كنت أحصل على المركز الأربعين على الفصل، وكان عددا الطلاب 40 طالبا، أي أني منذ الأزل وأنا ملاحق وأحصل على الملاحق".
وأردف :"وجدت نفسي فى الجامعة، وسافرت لإيطاليا لعمتي، وشاهدت المسرح هناك وعلق في ذهني بشدة، وفجأة وجدت مسرح كلية الحقوق ولم أخرج منه من حينها، وحاولت أن أقدم مسرحية قبل إلتحاقي بالجامعة، ولكني لم أجد المجال مناسبا لذلك".
واستكمل :"التحقت بكلية الحقوق للعمل مع والدي، وأسست فرقة مسرحية بالجامعة وقدمت عددا من العروض بعضها من تأليفي وإخراجي، وعملت مسرحية اللعب فى الدماغ، وهى المسرحية التى عملت صدي وبلورت النجاح، وكان هناك فرقة، والعروض إنتقلت للهناجر الذى بسببه حدث استقرار واستمرت الفرقة حتى عام 2004".
وتابع حديثه عن عمله الفني، وكشف عن أنه :"عملت مساعد مخرج فى فيلم (يوم حلو ويوم مر)،وكنت أتمرن وفاتن حمامة سألتني أنت بتدرس أيه؟، وقلت لها أداب فسلفة، ونقد سينمائى، وحينها كان لدي مشروع الفرقة، وأن يكون هناك نجاح وما كنت مغرم به العروض الأجنبية وبدأت متابعتها منذ كان عمري 21 سنة، وكانت الفرقة بالنسبة لي هي البطلة، وكان لدي تصور كبير".
وتطرق في حديثه لأول أفلامه :"فيلم جمال عبد الناصر للمخرج أنور القوادر كان نقلة بالنسبة لي،وفي البداية كنت أتصور أني سأقوم بدور أحد أعضاء مجلس الثورة، ولكني فوجئت بأنه يريدين أجسد عبد الناصر، وكان يطلب حينها ممثلا شابا، أما درب الرهبة، أول فيلم لي، وكنت اريد عمل خط خارج الفرقة، والسبب كسب المال ومن قدمني للدور كان علي أدريس، وكنت أقول أنا بطل الفيلم وكان الدور مشهد، وعملت فترة محاميا ثم التحقت بمعهد السينما لأعمل مخرجا، وعملت مساعد مخرج مع خيري بشارة، ومحمد خان".
وحول صداقته بالراحل بخالد صالح اكد أنهم تقابلوا سيراً فى الجامعة وقدموا مسرحية الغفير وكان معهم محمد هنيدي.
ورأى الصاوي ان لديه أستثناء أمام المخرجين بسبب كونه ليس أناني، وأنه يرى نفسه ممثل موهوب لكن طموحه عالي ودؤوب، متابعا :"عملت أفلام قشر البندق وغيرها، وأشتغلت أفلام مع عمتي مني الصاوي، وكان عشمي أني أنجح وجاء لي دور صغير في فيلم جمال عبد الناصر، وأنعام محمد علي عملت معها 3 أفلام، وقالت لي (أظبط نفسك أحنا مش في مسرح)، وكنت كلما نجحت أجد نور صغير أمامي، وفى فيلم جمال عبد الناصر فشلوا مع محمود حميدة فى التعاقد وأتوا بي وقالوا لي (هنعملك إختبار ولازم تكون قد المسئولية) وحفظت خطاب المنشية بالكامل".
وأضاف الفنان خالد الصاوي :"في مسلسل أهل كايرو بدأت بفهم إحساس الناس وأعجابهم، وأنا كنت كاتب أكثر من سيناريو، بينما فى يعقوبيان من حسم الدور هو المخرج الرائع مروان حامد، فتعامله مع الممثلين كان جيد، وهو مطمئن وشجاع، وفى الفيل الأزرق أنا ركزت فى شىء واحد وحسمت أنى هكون ممثل مش مخرج ولكن كان عندي فهم للمخرج والفيل الأزرق كان بالبحث، وهو فيلم (عكنن) حياتي، وهى تجربة مفيدة ومتعبة، وأستعنت بصديقة لدراسة وتفسير علم النفس، وكنت أجلس لأيام فى المكتب أشاهد شخصيات ملبوسة حقيقة، ولم أنم ل 4 أيام تقريبا بسبب هذا".
وألمح إلى أن مسلسله :"الصعلوك كان هناك مشهد عندما دخلت على حسن حسني وكان المفترض أني خائف منه ولكن حدث العكس".
وعن فيلم الفرح قال :"من الأفلام اللي قربتني من قطاع كنت أتمنى الوصول له، اليوم الاول فى التصوير لم أكن راض عن عملي وكنت قلق جداً، والمخرج قال لي أنت كنت كويس".
وحول فيلم "الجزيرة"، أشار إلى أن ان العمل فيه كان جيد، خاصة مع المخرج شريف عرفة، وأنه يستمع بمشاهدة عرفة أثناء عمله، أما فيلم الجزيرة 2 فكان الصعب لأن الظابط بنفس الشخصية ولكن مر وقت به أحداث في الجزء الثاني، كما أنه يقوم بعمل شخصية هو عكسها تماماً بالجزء الثاني".
وكشف عن خطته الفنية المستقبلية، وقال :"أقوم بتحضير مسلسل جديد، وأيضاً فيلم تراب الماس، وإستكمال البرنامج الخاص بي، وحالياً أحس أنى أصبحت ممثل كبير وهذا كان جزء من أحلامي، ولن أتمنظر به، لأن هموم الناس بتكبر معايا".
وتحدث عن مرضه بفيروس سي، ثم شفائه منه منذ فترة قريبة وشدد على أنه، :"حاليا أنا صحيا زي الفل، وأشكر كل من كان يدعو لي، وحب الناس وصدقهم هزم مرضي".