استمعت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، إلي مرافعة النيابة العامة في جلسة محاكمة 51 متهما في القضية المعروفة إعلامياً ب"اقتحام سجن بورسعيد". وبدأت النيابة العامة مرافعتها بتلاوة الآيات القرآنية ثم قالت إن وقائع الدعوى تتمثل في وقائع قتل عمدي وترويع، لتصف المتهمين بأنهم لم تعرف البشرية على هذه الأرض مثالهم في بلادة إحساسهم فلا هم اسود ضارية و لا ذئاب جائعة، مشيرة إلى أن تلك الكائنات لا غدر بينهم بين ولا خائنين للعهد .
وتواصل هجوم المرافعة على المتهمين، لتؤكد أنهم نزلوا بجريمتهم لحد قتل بنو وطنهم، فضاقت الخسة عن وصفهم فهم مجموعة آثمة و ضالة وانحرفت بهم أفعالهم حتى أسقطتهم في غياهب الجب .
وبدأت النيابة سرد تفاصيل وقائع الدعوى لتشير إلى تجمع ذوي متهمي القضية المعروفة إعلامياً ب"مذبحة بورسعيد" ، أمام سجن بورسعيد، لمنع نقل ذويهم بالقاهرة للحضور جلسة الحكم خشية قيام جماهير الأهلي من الفتك بهم ، لتتابع مؤكدة انه وعلى الرغم من إعلامهم بالاستجابة لطلبهم ظلوا في أماكنهم. ليصل سردها للأحداث، لبدء الشرارة الأولى لوقائع الدعوى، يوم السادس و العشرين من يناير لعام 2013 ، لتصيف الوضع في المدينة ذلك اليوم بأنها رٌوعت بزلزال لم تتدخل الطبيعة في إحداثه، لتضيف بأنه كان من فعل بني البشر مستخدمة تعبير "ويلُ للعالم من شر الإنسان إذا ضل و غوى" . لتضيف بأن المتهمين انطبق عليهم قول: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وأكدت النيابة بأن المتهمين قد اندسوا بين الحشد حول السجن حاملين أسلحة نارية و مفرقعات، وما إن صدر قرار المحكمة بإحالة المتهمين في القضية المشار إليها ( مذبحة بورسعيد )، ما كان لهم أن بثوا ريح كفرهم فإستشنقوها، فقتلوا من ترك بيته لأداء وظائفه في تأمين السجن وغيرهم من المواطنين . وأضافت المرافعة بأن المتهمين والذين وصفتهم ب "شياطين الأنس" أغلقوا جميع مداخل السجن، وحملوا أسلحة نارية، بالإضافة لعدداً من الزجاجات حارقة، مطلقين وابل من النيران، من أسلحة جرينوف وآلية و خرطوش ، تجاه مبنى السجن مستهدفين أسواره و أبراج حراسته.
وتابعت بأن المتهمين بوعد تعامل الشرطة معهم بإطلاق الغاز في شوارع بورسعيد، بهدف نشر حالة من الفوضى محاولين الاعتداء على كافة المنشآت الشرطية و الحكومية رغبة في إشاعة الفتنة ، فكانت المحصلة استشهاد ملازم أحمد البلكي وأمين الشرطة أيمن عبد العظيم من قوة الأمن المركزي ، المؤمنة للسجن.
ونتج عن ذلك أيضاً مقتل العديد من المواطنين وعددهم 38 قتيل فضلاً عن إصابة آخرين وإحداث تلفيات في جميع المنشآت الشرطية و المحال العامة والمدرعات و السيارات الشرطية وغيرها المملوكة للمواطنين. وطالبت النيابة العامة في نهاية مرافعتها بتوقيع أقصي عقوبة علي المتهمين إحقاقا لنصوص المواد الواردة بقانون العقوبات.