القضاء ينهى 14 شهراً من فصول مخالفة القانون لم يكن الدكتور عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، الرجل المناسب فى المكان الملائم، لأن كل ما صدر عنه أو ارتبط به كان يثير الشكوك والتساؤلات، حيث كان محترفاً لمخالفة القوانين، بداية من المنصب حتى إقالته منه. أما طريقة تعيين عزب فتطرح تساؤلات كثيرة حول طريقة وأداء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذى يجب أن يعلن بشفافية تامة تفاصيل تعيين واستقالة رئيس الجامعة، الذى تم تعيينه بالمخالفة للقانون وقبول استقالته دون سند، ويجب على الشيخ أيضاً أن يكشف المستحقات التى تقاضاها رئيس الجماعة المستقيل، وهل كان الرجل يتقاضى راتب أستاذ متقاعد، ومستحقات رئيس الجامعة بعد تعيينه أم لا؟ وما مصير القرارات التى اتخذها على مدار 14 شهرا كان فيهاً رئيساً للجامعة بالمخالفة للقانون؟ 1 مجلس الدولة يكتب نهاية «عزب» أقرت الجمعية العمومية لقسم الفتوى والتشريع، بمجلس الدولة، فى 10 ديسمبر الجارى، برفض تعيين من تجاوزت أعمارهم سن ال60 فى المناصب الرسمية، وهو ما ينطبق على رئيس جامعة الأزهر، الذى يبلغ 63 سنة، وهو القرار الذى طعن عليه عزب أمام محكمة القضاء الإدارى، بمعرفه المستشار القانونى لمشيخة الأزهر محمد عبد السلام، إلا أن المحكمة أيدت قرار رفض التعيين، وعدم جواز استمرار عزب رئيساً للجامعة. 2 إعلان قبول استقالة «عزب» أعلن شيخ الأزهر، مساء الثلاثاء الماضى، قبول استقالة رئيس الجامعة بعد صدور الحكم، حيث قدمها الأخير مشفوعة باحترامه لأحكام القضاء، وحرصه على المؤسسة الدينية والجامعة، وقرر الطيب تكليف أقدم نواب رئيس الجامعة بالقيام بالعمل، حتى تعيين رئيس جديد لها؛ وفقًا للإجراءات القانونية. 3 حيثيات الطعن المرفوض من رئيس جامعة الأزهر وفقاً لمصادر بالجامعة، قدم الدكتور عزب، الطعن على حكم عدم قانونية بقائه فى منصبه، بناء على طلب من المستشار القانونى لشيخ الأزهر، حيث كان رئيس الجامعة يرغب فى الاستمرار بمنصبه حتى سن ال65. واستند الطعن الذى قدمه المستشار القانونى للأزهر، على أحد قرارات الجمعية العمومية لقسم الفتوى والتشريع بإحالة كل من التحق بالأزهر جامع وجامعة عقب سنة 1961، فى العمل حتى سن الإحالة المعاش عند 60 سنة، وإلغاء المد لسن المعاش ل65 عاماً والمعمول به للملتحقين بالمؤسسة الدينة قبل هذا التاريخ، وذلك بناء على اعتقاد بأن عزب التحق بالأزهر قبل سنة 1961، ولكن المستشار القانونى لم يقدم أى مستندات تثبت أن تاريخ وجود رئيس الجامعة المستقيل قبل هذا التاريخ، وهو ما أدى إلى رفض الطعن جملة وتفصيلاً. رغم تقديم جامعة الأزهر الطعن أملاً فى استمرار رئيسها الراغب فى البقاء بمنصبه، إلا أنه غادر الجامعة مطلع الأسبوع الجارى بعد عدة اجتماعات عقدها السبت الماضى مع الدكتور إبراهيم الهدهد نائبه لشئون الطلاب ومجلس إدارة الجامعة بالكامل. 4 مشيخة الأزهر تضلل الرئاسة فى تعيين «عزب» 14 شهراً قضاها عزب فى رئاسة الجامعة، حيث تولى منصبه فى أكتوبر 2014، وقدم استقالته منتصف ديسمبر الجارى، تعتبر جميعها وفقاً للحكم تمت بالمخالفة للقانون. أما قبول شيخ الأزهر استقالة عزب فهو أمر مخالف للقانون أيضاً، لأن الطيب ليس مختصاً بإقالة أو قبول استقالة رئيس الجامعة، إذ أن رئاسة الجمهورية هى المنوطة باتخاذ القرار، وأن تعيين عزب فى منصبه تم أصلاً بقرار من الرئاسة. وتقتصر مهمة مشيخة الأزهر فى تعيين رئيس الجامعة على رفع الأسماء المرشحة إلى الرئاسة وتقديم السير الذاتية لهم وتاريخهم المهنى وتزكيتهم لرئاسة الجمهورية لإصدار القرار، ولكن المشيخة ضللت الرئاسة فيما يتعلق بالملف الخاص للدكتور عزب، بإخفاء ما يتعلق بعمره وتوقيت إحالته لسن التقاعد، خاصة أنه كان يبلغ من العمر 61 سنة، و6 أشهر عند تعيينه. 5 خلو اسم عزب من قرارات إحالة العاملين للتقاعد ولم تقف الإجراءات المخالفة للقانون عند هذا الحد، حيث خلت النشرات الدورية التى تصدر بصفة سنوية داخل جامعة الأزهر، وتشمل أسماء أعضاء هيئة التدريس المحالين للمعاش من اسم الدكتور عزب، رغم أنه وصل لسن التقاعد فى يونيو 2014، ويتم تعليق النشرات على المدخل الرئيسى لمقر الجامعة بمدينة نصر، ويتم نشرها أيضاً فى مجلة الأزهر وجريدة صوت الأزهر، ولكن نشرات أعوام 2013 و2014 و2015 خلت من اسم الرجل، رغم مراجعة البيانات الخاصة بالعاملين فى الأزهر (مجمع البحوث الإسلامية، مكتبة الأزهر، جامعة الأزهر، الجامع الأزهر) لإدارة شئون العاملين بالمشيخة. 6 إخوان الأزهريطعنون على قرارات الفصل تبقى القرارات التى اتخذها رئيس الجامعة فى تلك الفترة، محل خلاف وشك، فهى سارية ما لم يتم الطعن عليها أمام محكمة القضاء الإدارى، إذ يمكن قبول الطعن عليها، والحكم ببطلانها. وهناك عدد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المنتمين لجماعة الإخوان، يستعدون للطعن على قرارات رئيس الجامعة، بفصلهم، ما قد يعنى عودتهم وتحول الجامعة مجدداً إلى ثكنة إخوانية متطرفة. 7 آخر قرارات «عزب» قام بترقية شخص مرتين فى أقل من شهر آخر قرار أصدره الدكتور عزب، كان فى 14 ديسمبر، قبيل 24 ساعة، من استقالته، كان مخالفاً للقانون، وواقعة فريدة من نوعها حيث قام بترقية موظف واحد مرتين فى أقل من شهر، حيث أصدر قراراً بتعيين السعيد محمد عبد الهادى، كبير باحثين بالجامعة، مديراً عاماً لمكتبه، بعد شهر من تعيينه مديراً للعلاقات العامة بالجامعة، وقبلها كان عبد الهادى يشغل منصب السكرتير الخاص به. 8 المستشار القانونى لمشيخة الأزهر البطل الوحيد لجميع المخالفات فى المؤسسة الدينية الأبرز فى مصر، هو المستشار القانونى للمؤسسة، الذى تسبب فى سقوط شيخ الأزهر فى مخالفات قانونية فادحة أجبرت الشيخ فى النهاية على الوقوع فى أخطاء ساذجة، تدفع ثمنها سمعة الشيخ والمشيخة. يتداول طلاب وأساتذة الجامعة مقولة إن قرارات رئيس الجامعة تصدر من مقر مكتب زوجته الدكتورة مهجة غالب، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، ويقولون إن شخصيتها مؤثرة فى زوجها للغاية، إذ أنه زار الكلية التى تديرها 3 مرات، وكانت المكان الأول فى الجامعة الذى تم تطبيق مبادرة التنظيف بالجهود الذاتية، وآخر قراراته المتعلقة بها هو تعيينها قبل أقل من شهر مستشاراً له لشئون البيئة وخدمة المجتمع.